إذا كنت من قاطني إحدى دوائر المحافظة الوسطى، فستعتاد على رؤية مجموعة من المنقبات اللواتي يتنقلن من بيت إلى آخر بكل خفة في فترة الصباح، وهنَّ محملات بحِزم من منشورات الدعاية الانتخابية لأحد المرشحين، وأكواب وأقلام ودفاتر صغيرة تحمل صوره.

والواضح أن المرشح المذكور وجد في هؤلاء المنقبات أقرب وسيلة إلى ربات البيوت اللاتي يمكن أن يشكلن رقماً صعباً في يوم التصويت والانتخابات.

إحدى الناخبات أكدت أن المرشح المذكور هو من يوصل مندوباته بنفسه إلى بيوت الدائرة، من خلال «ميني باص» يضم نحو 6 - 8 مندوبات.

ولم تبدِ الناخبة اعتراضاً على الفكرة، وخصوصاً أن عدداً من المرشحين اتبعوا هذا الأسلوب، إلا أن ما أثار اعتراضها، هو الأسئلة التي كانت توجه من قبل مندوبة المرشح المذكور، والتي وصفتها بأنها تتناول «تفاصيل التفاصيل»، كعدد أفراد أسرتها الذين يحق لهم التصويت، وطبيعة عمل زوجها وأولادها، والمرشح الذي ستصوت له في الانتخابات، بل إنها سألتها حتى عن طريقة إعداد الطبخة التي كانت تفوح رائحتها أثناء زيارتها لبيتها.

وقالت الناخبة المذكورة: «كنت صريحة مع مندوبة المرشح وأبلغتها بأني سأرشح المنافس للمرشح الذي تدعو للتصويت إليه، وهناك لم تخفِ امتعاضها، وباتت تتحدث بحديث لا يليق عن مرشحي، وتقول لي إنني سأرشحه لأنه يقدم الهدايا لو»البوفيهات» الفاخرة لأهالي الدائرة».

وأضافت «إحدى جاراتي تعرفت على إحدى مندوبات المرشح من خلال صوتها، وأكدت لي أن المندوبة المذكورة لا ترتدي النقاب في الأصل، وإنما ارتدته أثناء الحملة الانتخابية للمرشح المذكور لتسهيل عملها».