العدد 2971 - الأحد 24 أكتوبر 2010م الموافق 16 ذي القعدة 1431هـ

ضرورة إعادة التفكير بالأساليب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ونحن نستهل مرحلة انتخابية - سياسية جديدة، يجدر بنا أن نراجع أساليب التعاطي مع القضايا والأحداث، وأن نسأل أنفسنا: هل هناك وسيلة (أو وسائل) أفضل من تلك التي اعتمدناها لمعالجة أوضاعنا؟ مثل هذا السؤال يبدو مستغرباً بالنسبة إلى مجتمع عاصر تجارب انتخابية وتشاركية منذ العام 2002، ولكنه مشروع، ولاسيما أننا لم نعرف إلى أين كنا نتجه في عدة منعطفات مرت بنا، وخصوصاً المنعطف الأمني الذي حدث في 13 أغسطس/ آب 2010، وتداعياته التي ستبقى معنا لفترة قد تقصر وقد تطول، وذلك بحسب ما نقتنع به كأمة من خيارات وأساليب لحل الخلافات التي تحدث في كل بلد.

نعود إلى مفاهيم أولية، وهي أن الإنسان بنى حضارته لأنه تطور في عدة مجالات، أهمها: اعتماد التطور العلمي من أجل البناء والتنمية، اعتماد تراتبية وهيكلية في الدولة والمجتمع، اعتماد القانون حكماً بين الناس، واعتماد أساليب السياسة في إدارة الشأن العام. ومن أهم أساليب السياسة هي طرق حل الخلافات وإدارة الحوارات والمفاوضات، وهذه الأساليب تتطور مع تطور القيمة الإنسانية التي يعترف بها أي مجتمع لأفراده. ولذا، فإن أي مجتمع لا يعتمد العلم فهو متخلف، وأي مجتمع ليس فيه هيكلية فإنه منهار ومستسلم للفوضى، وأي بلد لا يحتكم إلى قانون يتساوى أمامه الجميع يتحول إلى مجتمع مأساوي ينتشر فيه الظلم، وأي بلد يقلل من اعتماد أساليب السياسة المتطورة فإنه يقترب من حالات البطش والهمجية والجفاء والانتهاكات التي لا تعرف حدوداً.

وعندما نتكلم عن أساليب السياسة، فإننا نعني بها الأطر الأكثر شمولاً، والتي تشمل العمل البرلماني والمجتمع المدني والصحافة والمجالس العامة والخاصة، والحوارات العلنية وغير العلنية، وكل وسيلة تستهدف الوصول إلى قرارات بشأن مجمل القضايا الحياتية. بعض هذه القرارات قد تكون صعبة، وبعضها قد يرتبط بعواطف متأججة، وبعضها يتعثر كثيراً لأن نقاط الخلاف معقدة وتعرقل التقدم ولو بخطوة صغيرة تجاه تسوية الأمر، وبعضها يحتاج إلى أسلوب يواكب الزمن لأن ما كان متبعاً لم يعد صالحاً مع تغير الظروف الزمانية والمكانية.

ولعلنا - ونحن نبدأ مرحلة جديدة - بحاجة إلى البحث عن الأرضيات المشتركة، وأن ننظر بموضوعية في الجوانب المعقدة التي مرت وتمر بنا، وأن نستخلص وجهات النظر، بعيداً عن الضوضاء والمماحكات التي تعوّد عليها كثير ممن تزدحم بهم الساحة السياسية البحرينية حالياً. ربما أن مثل هذا الحديث لا يروق إلى جهات هنا أو هناك، ولكنني أعتقد بأن البحرين مازالت لديها من الفرص المتاحة والكفاءات القديرة، والنوايا المخلصة التي تضع مصلحة الوطن والمجتمع قبل مصلحة الجماعة الخاصة وقبل مصلحة الفرد، وأن بالإمكان تحريك المياه الراكدة نحو ما ينعش الحياة السياسية ويحفظ الحقوق والمكتسبات ويضمن الأمن والاستقرار.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2971 - الأحد 24 أكتوبر 2010م الموافق 16 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 1:42 م

      القيود

      إن ما تدعوا إليه يا دكتور مشروع وممكن بل ويجب حدوثه إذا ما تخلصنا مما يكبلنا من قيود وهي الطائفية والعرقية والقبلية والتخلف والأنانية والحقد والاستئثار. وما يندرج تحت كلٍ منها من مساوئ. ولكنها جميعاً تقع تحت عنوان عريضٍ واحدٍ هو الجهل. ولذا فلتسعى ويسعى أمثالك من منارات العلم والوعي والتنوير إلى النهوض بالمواطن والأخذ بيده إلى نور التفتح والحياة الكريمة المتطورة في مختلف الصعد والاتجاهات فأنتم أملنا ورجاءنا ورهاننا في ميدان المواجهة مع تلك الآفات وأربابها وأسيادهم وعبيدهم.

    • زائر 16 | 11:05 ص

      الصفقة ؟

      من الواضح ان هناك صفقة بين الوفاق والحكومة والاتفاق على ضرب جماعة مشيمع لانه خطر على الاثنين .

    • زائر 15 | 8:25 ص

      كلام سليم

      كلام سليم وتقع على عاتق المثقفين مسئولية نشر الوعي بين الناس مما يؤدي الى اختيارهم الافضل على أسس علمية بحتة ويكون الهدف الوحيد هو رفعة الوطن والمواطنين جميعا بغض النظر عن الطائفه أو الدين

    • زائر 14 | 6:39 ص

      من مدينة حمد

      اتمنى وصول المدعو المرشح ( ج د ) وذلك للوقوف على بعض الحقائق ..
      صدقوني هذه المرة نواب الوفاق غير
      راحت عليك يالسعيدي
      هذه المرة لسان الوفاق طويل

    • زائر 13 | 5:38 ص

      كلام فيه علم

      قد يعتقد البعض أن الكلام يقصد أحداً ولكن ما اراه أن الدكتور قدم علماً يستنير به القاريئ الكريم
      1)اعتماد التطور العلمي من أجل البناء والتنمية،
      2)اعتماد القانون حكماً بين الناس،
      3)واعتماد أساليب السياسة في إدارة الشأن العام
      4)البحث عن الأرضيات المشتركة،
      وأقول هنا أن التغيير بواسطة العلم هو التغيير الصحيح وسواه هو الفوضى

    • زائر 12 | 4:25 ص

      أحس بفارق كبير

      الدكتور العزيز لا أدري كيف أعبر بالفارق الكبير الذي أحس به هل أنتم (أقصد كل كتاب الوسط المحترمون) متقدمون جداً وفي زمن غير الزمن الحالي أو أن بعض كتاب الصحف الأخرى متخلفون جداً وفي زمن كان من المفروض أنه أنتهى من ألف وخمس مائة سنة. فماذا تكتبون أنتم وماذا يكتب غيركم إلا دليل على رقيكم وصحوتكم وحبكم وولائكم لوطنكم العزيز.

    • زائر 11 | 4:01 ص

      التعديلات الدستورية اولا

      يجب جعل التعديلات الدستورية على سلّم الاولويات حتى ننطلق بالمجلس إلى العلاج الناجح للكساح حتى يتمكن من الحراك بعد الوقوف على رجليه

    • زائر 10 | 3:26 ص

      شكر للجمهور

      بسمه تعالى
      الحمد لله على وحدة الكلمه ووحدة الصف البحرينى
      والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد واله الاطهار
      ايها الدكتور العزيز والاخ الوفى الى وطنه وشعبه ووريث الشيخ المجاهد لازلت ناصح ومجاهد الى شعبك ووطنك
      استاذى ليعلم الجميع ان الشعب البحرينى من اشرف الشعوب وانبلها وذو ثقافه عاليه وهو يطمح الى دمقراطيه حقيقيه ولايريد تغير الحكم وانما ينشد الامن والامان والعيش الكريم الذى ينص عليه الدستور والذى يعترف به ملك القلوب
      الشاب البحرينى اذا حصل على الراتب الذى يكفيه والبيت وظمن الوظيفه

    • زائر 9 | 3:23 ص

      الآن ترتيب الأولويات ومن ثم البدء

      على نواب الوفاق الآن ترتيب أوراقهم ومهامهم فإن هناك أمور مهمة ومستعجلة وهناك أمور مهمة وليست مستعجلة وعلى ضوء هذا الفرز يبدأ العمل ومن الطبيعي أن تتداخل بعض الأمور وأن يحاول البعض أيضا عرقلة المسير لذلك يجب أن لا نستجيب لمن يحاول عرقلة المسيرة وحرف الأمور إلى الأمور الجانبية.
      على النواب الفهم في الطرح وأن يختاروا أي الأمور اولى بالطرح وأيها يمكن أن يؤجّل.
      نتمنى لهم التوفيق

    • زائر 8 | 3:23 ص

      البحر... بحرين

      هل نطمع بأن يسمح لنا أعضاء البرلمان بالسباحه. اول المطالب ان تقوم الدوله بمصادرة السواحل البحرينيه و جعلها عامه. لايجوز حجب البحر عن ابناء البلد. ثم التجنيس, ومن ثم قوانين تحتم احترام المواطن, ثم من اين لك هذا. نود ان نعود لفترة الستينات و بداية السبعينات للعمل التطوعي و الحب للبحرين حتي الثماله.

    • زائر 7 | 2:51 ص

      الفرصه الذهبيه

      أطيب تحيه,,أما الوفاق فرصة أربع سنوات ذهبيه. بتحديد الأولويات لصالح البحرين كوطن و مواطنين جميعهم من الدرجه الأولي. الجميع يعرف مالمطلوب لصلاح و رفعة البحرين. إن احسن نواب الوفاق الطرح-دون الغاء الآخرين و أتباع الممارسه البرلمانيه الهادئه و الهادفه دون الألتفات لدول مشكوك فيها.. فستكتسح الوفاق قلوب الجميع. لا يجب التركيز علي طائفه او قريه او فريق..لنعمل من أجل مستقبل الأبناء, لنعمل من أجل المحافضه علي ثروة البحرين و تنميتها..لنعمل بوعي للجميع ان شئنا النجاح و تجنيب البلد مايريده البعض.

    • زائر 6 | 12:45 ص

      على قدر أهل العزم

      دائما كبير بفكرك ومنهجك وعطائك يا أبا علي. أنت شبل ذاك الأسد الراحل الذي ما فتأت أفكارة أمام ناظري الجميع
      فسر على بركة الله، لا فض فوك

    • زائر 5 | 12:10 ص

      ممكن التعلم من سلوكيات الغابة ولكم في شعار المترشح بصورة نمر عبره

      ممكن التعلم من سلوكيات الغابة ولكم في شعار المترشح بصورة نمر عبره\\\\ بوعمر خنخن

    • زائر 4 | 11:46 م

      لا يجب حجب الثقة من المواطن

      لا يجب حجب الثقة من المواطن الذي ضحى على مر السنين وقدم ما لم يقدمه غيره ونشكك في نواياه ونحاسبه عليها اذا كنا حقا نريد بناء وطننا واشاعة العدل والعدالة والمساواة بين الجميع ...

    • زائر 3 | 11:29 م

      أبن المصلي

      نعم اذا اردنا التقدم والأزدهار لهذا الوطن علينا أن نحسن الظن لبعضنا البعض ونصفي النفوس من الأحقاد والضغائن وأن نبني وطننا لنجعله متقدما في جميع الميادين بالحب والنيات الصادقة ونلغي كل مايعكر صفو الوحدة فهذا الشعب العظيم بوعيه وبصبره حان الوقت أن نرد اليه شىء من الجميل على وقفاته الوطنية الرائعة عشت ياشعب البحرين وعاش وطننا يزهوا بأطيافه الرائع الجميل والى الأمام ياوطني يا بلد الكرام

    • زائر 2 | 11:19 م

      نتمنى

      نتمنى ان يأتي يوم لا يشعر فيه المواطن انه مميز على أساس مذهبه وان يمثل الشيعي السنة والسني يمثل الشيعة
      وان يشعر كل بالاخر كأعضاء الجسد الواحد وهذا هو الواجب ما الذي سنجنيه من تغليب فئه على اخرى؟

    • زائر 1 | 10:47 م

      الأحرص على مصلحة الوطن و الأمن

      الأحداث الأخيرة استهدفت أبناء طائفة معينة ، لكنها لم تنتقم رغم ان الوقت كان حرجاً ، و ليشهد التاريخ فالذي حدث لا يقل شأنا عن استفتاء الـ71 الذي نتج عنه دولة البحرين المستقلة عن الجارة ايران ، فالتوجه للإنتخابات في هذا الوقت العصيب هو اختيار للأمن و لمصلحة الوطن رغم الجراح ، و ليشهد التاريخ في من يضحي و يؤثر على نفسه لأجل استقلالية و رفعة الوطن و لتشهد الإنسانية فيمن هو الذي يريد القانون و دولة القانون

اقرأ ايضاً