العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ

التقدم المحرز في تحقيق الهدف الإنمائي السادس

على الرغم من تحقيق خطوات واسعة في الحرب العالمية ضد فيروس نقص المناعة البشري، لاتزال هناك فجوات كبيرة قد تمنع العديد من البلدان من تحقيق هدف الألفية السادس المتعلق بمكافحة فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز والملاريا وأمراض أخرى.

وتتناول خدمة «بلاس نيوز» التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) الجهود العالمية الرامية إلى وضع حد لانتشار فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز والبدء في تقليصه.

الوصول إلى العلاج – يتمتع أكثر من خمسة ملايين شخص الآن بإمكانية الوصول إلى العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية التي تطيل أمد الحياة، أي بزيادة قدرها 12 ضعفاً على مدى السنوات الست الماضية، ولكن هذا العدد لا يمثل سوى ثلث الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج.

وفي العام 2008، حصل 38 في المئة من الأطفال الـ 730,000 الذين أظهرت التقديرات حاجتهم إلى مضادات الفيروسات القهقرية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على هذه العقاقير.

ويدعو برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز إلى تنفيذ نهج علاجي جديد يسمى «العلاج 2.0»، لتوسيع نطاق الفحص والعلاج بشكل كبير. ويقدر البرنامج أنه من خلال التنفيذ الناجح لهذا النهج يمكن تفادي 10 ملايين وفاة بحلول العام 2025، والحد من الإصابات الجديدة بنسبة الثلث.

الإصابات الجديدة - استطاعت 22 دولة من أشد البلدان تضرراً في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تخفيض انتشار فيروس نقص المناعة البشري بنسبة تزيد على 25 في المئة خلال السنوات الثماني الماضية، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز. وعلى الرغم من تحقيق كل من إثيوبيا ونيجيريا وزامبيا وزمبابوي أفضل النتائج في الحد من الإصابات الجديدة، إلا أن عدد الإصابات مستمر في الارتفاع في أوغندا، التي كانت يوماً ما رائدة في مكافحة هذا الفيروس. ولاتزال أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى المنطقتين الوحيدتين اللتين تعانيان من زيادة مستمرة في نسب الانتشار.

أما على الصعيد العالمي، فلايزال هناك خمس إصابات جديدة مقابل كل شخصين يحصلان على العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية.

منع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل - وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في العام 2009 حول الوصول الشامل إلى العلاج، زادت العشرين دولة التي تعاني من أعلى نسبة إصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين النساء الحوامل من نسبة تقديم المشورة والاختبارات الخاصة بالإيدز إلى 75 في المئة على الأقل من مرافق الرعاية لمرحلة ما قبل الولادة.

وكانت كل من كينيا وملاوي وموزامبيق وجنوب إفريقيا وتنزانيا وزامبيا من بين البلدان التي وفرت اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري لـ 60 إلى 80 في المئة من النساء الحوامل، في حين كسرت بوتسوانا وناميبيا وساو تومي وبرينسيبي حاجز الـ 80 في المئة.

وفي العام 2008، حصل 45 في المئة من النساء الحوامل المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية لمنع انتقال الفيروس إلى أطفالهن – في حين لم تتعدَّ هذه النسبة 10 في المئة في العام 2004.

وفيات الأم والطفل ذات الصلة بفيروس نقص المناعة البشري – في العام 2008، كانت 9 في المئة من مجموع الوفيات النفاسية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بسبب فيروس نقص المناعة البشري، وفقاً لتقرير جديد بعنوان «الاتجاهات في وفيات الأمهات: 1990-2008» الصادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). أما في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، كان فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز مسئولاً عن 5.2 في المئة من الوفيات النفاسية.

ويشير التقرير إلى وجود أدلة على أن النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشري معرضات بنسبة أعلى لخطر الوفاة النفاسية.

وتحسن الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل النتائج بالنسبة للأطفال أيضاً، حيث أظهرت دراسات أن معدل وفيات الأطفال في كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا قد انخفض بنسبة 34 في المئة بعد تحسين خدمات منع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل. ووفقاً لليونيسف، كان فيروس نقص المناعة البشري واحداً من أربعة أمراض تتسبب في 43 في المئة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم في 2008.

توافر الواقيات واستخدامها - تضاعف استخدام الواقيات على الصعيد العالمي خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز. وستكون هناك حاجة إلى نحو 13 مليار واقٍ سنوياً بحلول العام 2015 للمساعدة في وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشري. ولكن لا يتوفر سوى أربعة واقيات ذكرية لكل ذكر بالغ في سن الإنجاب في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويعد الحصول على الواقي الأنثوي أكثر صعوبة. ووفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تم توزيع واقٍ أنثوي واحد لكل 36 امرأة في جميع أنحاء العالم في العام 2009.

ولايزال استخدام الواقيات منخفضاً في العديد من البلدان التي تعاني من انتشار الفيروس. فوفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، ارتفعت نسبة البالغين الذين أبلغوا عن استخدام الواقيات أثناء ممارسة الجنس في جنوب إفريقيا من 31 في المئة العام 2002 إلى 65 في المئة العام 2008. ولكن شخصاً واحداً فقط لكل خمسة أشخاص في بوروندي أفاد باستخدام الواقيات خلال ممارسة الجنس مقابل المال.

تقنيات الوقاية الجديدة - بثت أول نتائج إيجابية لتجارب مبيدات الجراثيم أملاً جديداً في الجهود الرامية إلى وقف انتشار الفيروس؛ حيث وجد أن الهلام الذي يحتوي على عقار تينوفوفير المضاد للفيروسات القهقرية قد حقق فعالية بنسبة 39 في المئة في الحد من إصابة النساء بفيروس نقص المناعة.

كما يعد «العلاج 2.0» أيضاً بتحقيق فوائد للوقاية، نظراً لوجود أدلة على أن الأشخاص الذين يحصلون على العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية أقل قدرة بكثير على نقل الفيروس للآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت التجارب التي أجريت على لقاح تايلاندي والتي انتهت العام 2009 أول دليل على أن اللقاح يمكن أن يوفر بعض الحماية ضد فيروس نقص المناعة البشري.

وتجرى الآن عدة تجارب لاختبار فعالية العلاج الوقائي قبل التعرض للإصابة، حيث يحصل الأشخاص غير المصابين على دواء واحد مضاد للفيروسات القهقرية أو على مجموعة من العقاقير على أمل أن تخفف من خطر إصابتهم بفيروس نقص المناعة في حال تعرضوا له.

ويجري العمل في عدة بلدان إفريقية على ختان المزيد من الذكور إذ ثبت أن الختان يحد من خطر إصابة الرجال بالفيروس عن طريق الاتصال الجنسي بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

السل - لايزال مرض السل يشكل سبباً رئيسياً للوفاة بين الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري. وقدرت منظمة الصحة العالمية أن 1.4 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة البشري أصيبوا بالسل في العام 2008 ما تسبب في أكثر من 500,000 حالة وفاة. وبينما تستمر حالات السل المقاوم للأدوية في الارتفاع في عدة بلدان، لايزال التشخيص متدنياً جداً.

كما لاتزال الأبحاث المتعلقة بمكافحة السل تعاني من نقص التمويل في الوقت الذي يزيد فيه عمر معظم طرق تشخيص المرض عن 100 عام. أما بالنسبة للعديد من المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة والسل معاً في العالم النامي، فإن التشخيص المتأخر يؤدي إلى الموت.

ويقول مؤلفو مقالة حديثة نشرت في المجلة الطبية «ذا لانسيت» أن مكافحة السل أمر حاسم لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، نظراً لارتباطه بالوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة، فضلاً عن وفيات الأمهات والأطفال.

ويمكن أن تؤدي التطورات الأخيرة، مثل دواء جديد لعلاج السل واختبارات السل السريعة والأكثر دقة، إلى تحسين طرق تشخيص هذا المرض شديد العدوى ومعالجته.

وتظهر الأبحاث الجديدة أن حصول مرضى السل على العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية في وقت مبكر يؤدي إلى نتائج أفضل وقد يحد أيضاً من وفيات المرضى المصابين بالمرضين.

العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً