العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ

من أجل كتلة طلابية اتحادية

قد يكون مفهوم الوحدة معروفا لدى الشريحة الأكبر من الطلاب، لكن التجارب تؤكد أن الكثير من هؤلاء لا يدركون هذا الأمر، وذلك حين يتم تغليب مصالح شخصية أو فئوية أو حتى طائفية على المصلحة العامة، هذا ما يؤدي بالرجوع بالعمل إلى الوراء لا الارتقاء به، إننا هنا لسنا بصدد العتب على هؤلاء، بل لتنبيههم إلى فكرة خاطئة عادة ما تدور بأذهانهم ولابد لنا من وضع النقاط على الحروف حتى يعي الآخرون مدى أهمية الوحدة الطلابية في عصر أمسينا فيه بأمس الحاجة لها. الوحدة بمفهومها الأولي والتي يصل إليه بسيط التفكير ترمز للتعاون والمشاركة بين أكثر من فرد تحت مسمى وكيان واحد، ولكن للمتبحر في دهاليز الوحدة وتشعباتها وخبايا باطنها يرى الفائدة الجمة والصورة الحقة والعطاء الكثير لهذه النوعية الخيرة من السياسات - إن صح التعبير- فالوحدة ليست كما أسلفت فحسب إنما هي أكبر وأعظم من ذلك، إنها اندماج أفكار ووجهات نظر ورأى فما تتفق فيه فهناك مساحة كبيرة لتقريب وجهات النظر، ترابط سواعد وتكاتف أيدي، انصهار الجماعة في الفرد والكل في الواحد، تشارك الجميع في عمل واحد تحت سقف واحد بجهد واحد من أجل هدف واحد يكون مردوده بالخير والرفعة للكل لا لواحد. أمسى من الواجب وبشكل ملح تكاتف الطلبة بصف واحد وككتلة اتحادية طلابية واحدة تذوب بين طياتها الاختلافات الفكرية والشوائب الطائفية، متناسين كل هذه الهوامش واضعين نصب أعينهم القضية الأم وهي ما يرمي إليه الطالب بمختلف مراحله الدراسية والوقوف مع احتياجاته ورؤاه، وإدماج الطالب نفسه في النظام الإداري من أجل اتخاذ القرارات التي تتعلق به بيده لا بيد غيره، لتكون له تلك اليد في تغيير ما يستلزم التغيير. كما أن تحرير الطلبة من القيود وتيسير الحواجز لهم تقدم للمجتمع ككل فهناك أنواع مختلفة من الإبداعات والأفكار والقيادات في شتى الأمور الحياتية لو اجتمعت في كتلة طلابية واحدة. أن مسألة وجود مثل هذه الكتلة اصبح غاية في الأهمية بعد أن صدمنا مجلس طلبة جامعة البحرين بالقرارات المجحفة في حق الطلبة وصلاحياتهم في اتخاذ القرار وصنعه، وها هو المجلس يصدر لائحة داخلية مقيدة لحرية العمل ولتكافؤ الأصوات داخل المجلس، فحينما كنا نحلم بتغيير النظام الأساسي المقيد والناقص الصلاحيات يأتينا من يزيد من هذه القيود بدلا من ردمها. نحن بحاجة ماسة لوجود كتلة طلابية اتحادية تجمع الطلبة والطالبات الذين يحملون في صدورهم هموم وقضايا الطلبة والذين يسعون للوصول إلى مجلس يلبي طموحات وتطلعات الطلبة ويحقق متطلباتهم واحتياجاتهم، ولن تتكون هذه الكتلة والألفة بين الطلبة ما لم تتوافر في نفوسهم روح التعاون وحب المساعدة ونكران الذات في سبيل العمل التطوعي الطلابي. فمن أجل قيام أي كتلة طلابية اتحادية يجب أن تتوافر الأسس القوية والكوادر الداعمة لها، وذلك يتوفر إن توفرت محبة الطلبة لما هو خير لغيرهم قبل أنفسهم وبصيرتهم المتفتحة لما هو خير للجميع وليس للفرد الواحد

العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً