العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ

الحقيقة يا شباب

تتسابق بعض المنظمات الشبابية وخصوصا المنتمية إلى جمعيات سياسية منذ تأسيسها قبل 4 سنوات تقريبا إلى احتواء أكبر عدد ممكن من الشباب، ويتضمن هذا السباق استعراض المغريات التي بدورها سيكون لها أثر في استقطاب الفئات الأكبر من الشباب. وهذا الأمر طبيعي جدا، فكل حزب سياسي في أية بقعة من بقاع العالم يسعى إلى تشكيل كادره الشبابي الذي سيقود الحزب في المستقبل، ولكن المشكلة هنا أنه غالبا ما تعتمد هذه المغريات على الجانب العاطفي وليس العقلي المبني على أسس علمية. فتظهر هنا فئة من الشباب المزايد الذين يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة وأنهم وصلوا لها وهم من يملكون المفتاح المؤدي إلى خلاص المجتمع. تلك الفئة التي اعتبرت نفسها وصلت للمعرفة الكاملة بجميع الأمور على رغم بعدها كل البعد عن البحث والاطلاع لمجارات التغيرات الحادثة، ترفض كل ما يطرحه غيرها حتى لو كانت مقتنعة به، فكبرياؤهم جعلهم ينظرون فقط إلى مصالحهم الشخصية مبتعدين كل الابتعاد عن المصلحة العامة للمجتمع عموما والشباب خصوصا. الغريب في الأمر أن هذه الفئة تزج بأعضائها في كثير من المواقع للسيطرة فقط من دون وجود هم التغيير والتقدم، والدليل هو المواقع التي كان لهم وجود بها سواء أنشطة أوفعاليات في الوسط الشبابي أو الطلابي، فقد انكشفت حقيقتهم من خلال الكوادر الضعيفة التي يزجون بها في مواقع لا تناسب قدراتهم ومهاراتهم، فهم كما ذكرت يعتمدون على المواقف العاطفية في استقطاب أعضائهم لا المواقف العقلانية وهو طريق سهل للجذب، وبالتالي فما يستقطبونه من شباب لن يسعى إلى تطوير نفسه ليكون منتجا إذ لا يوجد حافز عقلاني يجذبه للتطوير، فعاطفته هي أساس عمله ومتى ما انتهت هذه المشاعر بالتأكيد سينتهي العمل. إن هؤلاء تراهم يعملون دائما على أساس أنهم فقط - مع من يرونه يتفق معهم من فئات أخرى - هم من يملكون الحقيقة، اما بالنسبة إلى من يخالفهم فهم دائما خارج إطار أجندتهم ولا يكتفون بذلك بل يشهرون بهم بتهمة الخيانة وغيرها. أعتقد أنه من الواجب على الشباب بجميع فئاته وأطيافه العمل على أسس ديمقراطية، تتيح للجميع فرصة إبداء الرأي ووجهات النظر من دون قمع أو إقصاء. فلكل مجموعة نظرة معينة إلى كثير من الأمور وهم الوطن ليس مقصورا على فئة من دون أخرى، بل لكل مجموعة آلياتها وأساليبها في العمل من أجل وطننا وقضاياه، لذلك، ينبغي على هؤلاء ألا يكاثروا على الآخرين وأن يبدأوا فعلا في البحث عن استقلاليتهم التي يجدونها بالطبع دائما في الآخر

العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً