العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ

الجامعة والاعتراف بالعراق الجديد

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

إن الزيارتين اللتين قام بهما الأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى أخيراً لمراكز النفوذ وأصحاب القرار في عراق اليوم، النجف وأربيل، وهو يحمل الخطوط العريضة للمبادرة العربية من أجل المصالحة الوطنية في العراق، تعتبران دليلاً على الاعتراف بالواقع الجديد في بلاد الرافدين.

فالنجف وأربيل اليوم تعتبران مركزي قوى ونفوذ لابد من استشارتهما من أجل اكتمال الرؤية السياسية، ولكي ينجح مشروع المصالحة لابد من رد الاعتبار لهاتين المدينتين والاعتراف بثقلهما السياسي. فعقب أن أدان موسى الإرهاب والجماعات المسلحة التي تستهدف الأبرياء في العراق أمام رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم في بغداد، كان لابد للأمين العام للجامعة أن يبحث عن المباركة الدينية والكردية لمهمته. كما أن الترحيب الذي قوبل به وفد الجامعة من قبل القيادات والقوى والفصائل ومختلف أطياف الشعب العراقي والحفاوة وحسن الوفادة، كلها شجعت موسى على مدِّ فترة زيارته للعراق يومين آخرين استمع فيهما للجميع.

ومع ذلك، فإن المصالحة يجب أن تكون حقيقة وليست مشروعاً إعلامياً، فالمجاملات لا تكفي وينبغي الاستماع إلى جميع القوى الوطنية، لأن عراق الأمس انتهى ولابد التحدث مع عراق اليوم. وعلى رغم أن المبادرة جاءت متأخرة للغاية وبعد أن أوشكت البلاد على الدخول في حرب أهلية، فإن مباركة المرجع الديني السيدعلي السيستاني لها، كانت دفعة قوية في الاتجاه الصحيح لتلافي الشقاق والانقسامات في الوطن الواحد. ولذلك أوشكت المبادرة العربية على بلوغ أهدافها طالما اختارت المساواة والعدل بين العراقيين من خلال الجمع بين الكيانات العراقية الثلاثة (الشيعي والكردي والسني)، إذ إن أية عملية لن يكتب لها النجاح من دون الأخذ في الاعتبار هذه الأطراف. ومن هذا المنطلق، وجهت الدعوة إلى نحو شخصية عراقية لحضور مؤتمر المصالحة الذي سيمثل مختلف الفئات والتيارات.

إن مهمة الجامعة العربية في العراق صعبة ولكنها ليست مستحيلة النجاح، وخصوصاً إذا قدمت الأطراف المعنية تنازلات كبيرة وضرورية من أجل وحدة البلاد ومستقبل الديمقراطية في جزء عزيز من الأمة العربية

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً