العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ

الكويتيون لم يختلفوا فقالوا: ربنا انتقم فشاهدنا صدام ونظامه بالقفص

العراقيون والعرب اختلفوا بين مؤيد ومعارض لمحاكمة صدام

حسين عبدالرحمن comments [at] alwasatnews.com

.

اختلف العرب بشأن إجراءات محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، بل إن بعض العراقيين الذي حكمهم صدام على مدى 30 سنة اختلفوا، ففي تكريت كان الغضب العراقي وفي الجنوب، حيث النجف والبصرة كان الفرح العراقي عندما شاهدوا صدام في القفص. وحده الشعب الكويتي لم يختلف بمختلف توجهاته السياسية والدينية بشأن محاكمة صدام، بل إن أبناء الشهداء والأسرى الكويتيين فرحوا وشكروا الله على أنهم وهم صائمون يشاهدون من أمر بقتل آبائهم وإخوانهم في قفص الاتهام منتظرين أن يأخذ صدام حسين جزاءه في أسرع وقت. تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت هيلة المكيمي: "لم أر هذا الإجماع الكويتي في أي قضية على الساحة الشعبية والسياسية مثلما رأيت هذا الإجماع في محاكمة صدام حسين، إذ لم أجد كويتيا واحدا لدية موقف من هذه المحاكمة التي تتم لطاغية العصر صدام حسين". وتعلل هيلة المكيمي موقف الشعب الكويتي بأن الكويتيين يختلفون في الكثير من القضايا، بل إن البعض ومنهم نواب في مجلس الأمة يرفضون تقديم الحكومة الكويتية المساعدات المالية للحكومة العراقية أو إلغاء الديون إلا أن هذا الاختلاف وتباين وجهات النظر تختفي ويتوحد الكويتيون في محاكمة صدام حسين وأعوانه، بل تشاهد الفرح على وجوههم وهذا من حقهم لأن الكويتيين الذين اكتووا بنار صدام حسين وأساليب تعذيبه للشعب الكويتي عندما احتل الكويت تجعلهم لا ينسون هذه الأعمال والانتهاكات التي مارسها بحق أهلي وإخواني الكويتيين، ولذلك فإن هذه اللحظة كانت تاريخية للشعب العراقي والكويتي. أما الأمين العام لمجلس الوزراء عبدالطيف الروضان فقد أكد "أن اللحظة كانت مؤثره بالنسبة لنا أن نرى صدام حسين تتم محاكمته بهذا الأسلوب، وبهذه الطريقة وتقدم له الضمانات ويتم توكيل محامين له في الوقت الذي كان يمارس القمع ضد الشعب العراقي ولا يمكن لأحد اليوم أن يزايد على الشعب العراقي الذي لا يعرف أي إنسان حجم معاناته". مضيفا "أننا في الكويت أقرب الناس لما يشعر به الشعب العراقي فنحن لدينا أسر وعائلات أسرى وشهداء قتلوا على يد الجيش العراقي الذي احتل الكويت في 2 أغسطس/ آب العام 1990". وقال الروضان: "الذين يعارضون اليوم هذه المحاكمات التي تجرى في بغداد لأنهم مترفون فأياديهم في الماء البارد ولو أن أحد أفراد أسرته عذب وقتل على يد صدام حسين لكان له موقف آخر وهذه مصيبتنا، أن هناك من لايزال يؤيد صدام حسين ويدافع عنه في الوطن العربي متجاهلا معاناة الشعب العراقي وما جرى للكويتيين ابان الاحتلال". ويقول النائب حسين مزيد المطيرى: "نحن مع محاكمات هذا الطاغية ومن حق الشعبين العراقي والكويتي أن يفرحا للحال التي وصل إليها صدام حسين الذي يحضر إلى السجن مكبل اليدين والرجلين بعد أن مارس كل أنواع التعذيب بحقنا نحن الكويتيين خلال شهور فترة الاحتلال العراقي السبعة للكويت ولم نتمكن أن نتحمل"، ثم يقول: "ساعد الله الشعب العراقي الذي جثم هذا الطاغية على صدوره لمدة طويلة". وتوقع النائب المطيري أن يتم الحكم على صدام حسين بالإعدام، مضيفا "أن الحكم سينقل على الهواء من خلال محطات التلفاز كما نقلت محاكماته وانني على يقين أن هناك أمهات عراقيات وكويتيات ينتظرن هذه اللحظة... انتظر وشوف ماذا سيجري بعد إعدامه، سيخرج العراقيون في شوارع العراق فرحين بالقصاص". وقال النائب السابق مبارك الخرينج: "استغرب من الذين يسعون إلى الوقوف ضد محاكمة صدام وانني أشعر لغة الدولار الذي كان يدفعه صدام حسين مازالت مؤثرة في نفوس البعض، بل إنني شعرت بالاشمئزاز من رغد بنت الطاغية التي تقول إنها تشعر بالفخر لما فعله والدها المجرم صدام حسين متناسية تلك المقابر الجماعية بحق الشعب العراقي ناهيك عن احتلاله الكويت وقتل أبنائه ومازلنا حتى اليوم ننتظر رفات الأسرى الكويتيين في العراق الذين لا نعرف أين دفنهم الطاغية، ولذلك فإن الكويتيين اهتموا بهذه المحكمة لأننا معنيون قبل غيرنا وخصوصا أننا سنتقدم بأدلة بشأن جرائم صدام حسين وخصوصا أننا في الكويت لدينا وثائق بخط يد على حسن مجيد والسبعاوي وغيرهما من قادة النظام السابق الذين اشتركوا في قتل المواطنين الكويتيين وتصفيتهم". أما مدير الإعلام في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية منى العياف فقالت: "حرصت على مشاهدة محاكمة صدام حسين وخصوصا أنني انتظر هذه اللحظة ونحن نقول إن الله وفي شهر رمضان المبارك تجلت قدرته في أن يري الكويتيين هذه اللحظات التاريخية فمن كان يتصور أن يكون صدام حسين يجلس على كرسي عادي أمام قاض عراقي كردي لمحاكمته وهو الذي استخدم الغازات ضدهم في مذبحة حلبجة، إنها قدرة الله سبحانه وتعالى ودرس لكل الطواغيت الذين يظنون أنهم سيستمرون في طغيانهم وهذا صدام حسين يقوده حراس عراقيون بسطاء ربما كانوا في يوما من الأيام لا يستطيعون أن يحركوا صورة صدام حسين من على الحوائط واليوم يحركون صدام حسين إلى قفص الاتهام، إنها قدرة الله "وحوبة" واستجابة لدعوات الأمهات الأرامل والثكلى سواء في العراق أو الكويت أما الذين يخرجون علينا في الفضائيات من المؤيدين لصدام فإنهم يغردون خارج السرب ولن نهتم بهم"

العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً