العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ

"وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا...؟"

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عندما أقف أمام كاتب مسيحي يؤبن الإمام عليا "ع" أشعر بدفء المعنى وبحرارة القول، كيف ينداح نميرا وبحارا. جورج جرداق كتب في الإمام علي مجموعة كتب: 1- علي وحقوق الإنسان. 2- بين علي والثورة الفرنسية. 3- علي وسقراط. 4- علي وعصره. 5- علي والقومية العربية. يقول هذا الأديب المسيحي ص 115: "صحيح أن المسيح كان - كما يصفه الإمام علي صادقا - يتوسد الحجر ويلبس الخشن، ويأكل الجشب. وكان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم. دابته رجلاه وخادمه يداه، وصحيح أن علي بن أبي طالب كان مكتفيا من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، صحيح كل هذا. غير أن هناك أمرا آخر هو أيضا صحيح كل الصحة، وهو أن هؤلاء أصحاب رسالات لهم في هذه الرسالات نفسها مادة الاكتفاء والشبع والحياة". دعونا نقرأ عليا في الفكر الآخر، وأحب أن أرجع القارئ إلى بعض المصادر: 1- محمد في الكتاب المقدس، للقسيس ديفيد بنيامين. 2- علي أسد الإسلام وقديسه، لروكس العزيزي. 3- علي إمام المتقين، للكاتب المصري عبدالرحمن الشرقاوي. 4- ملحمة الشاعر المسيحي بولس سلامة. 5- الإمام علي نبراس ومتراس، للكاتب المسيحي سليمان كتاني. 6- الأبطال، للفيلسوف توماس كارلايل. 7- الإمام علي في الفكر المسيحي المعاصر، لراجي أنور هيفا، وهذا الأخير صدر حديثا لدار العلوم 2005م. إن هناك عشرات الكتاب المشهورين كتبوا في الإمام علي "ع" منهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وشبلي الشميل وروكس العزيزي وجرجي زيدان وفيليب حتي وأنطوان بارا ونصري سلهب وعبدالمسيح الأنطاكي وسعيد عقل وأمين الريحاني وخليل فرحات وأمين نخلة وآخرون. الإمام علي بلغت إنسانيته أن يوصي بقاتله: "رفقا بأسيركم، فبحقي عليكم إلا ما طيبتم مطعمه وملبسه، ولا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين...". لنقرأ الإمام علي في عيون المسيحيين وفي عيون الغربيين أيضا سنكتشف أن الإمام عليا "ع" صوت للعدالة الإنسانية. الإمام علي مؤسس للقاء الإنساني البعيد عن التعصب ويدعو إلى الارتقاء بالإنسانية عن الخلافات الضيقة، وهو القائل: "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين". فالإمام يجب ألا يحصر في إطار المسلمين، بل هو للعالم بكامله. وسأذكر لاحقا في أحد المقالات ما كتبه عنه أيضا بعض المستشرقين. لقد قال فيه شبلي الشميل: "الإمام علي عظيم العظماء، نسخة مفردة لم ير لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديما ولا حديثا". وقال فيه جرداق مخاطبا الدنيا: "وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا بعقله ولسانه وذي فقاره؟". "ص47" "علي صوت العدالة الإنسانية"، "علي وحقوق الإنسان". وقد قال فيه النبي "ص": "إن فيك لشبها من عيسى بن مريم". وقال فيه الخليفة عمر بن عبدالعزيز "رض": "أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب". نأخذ الإمام علي كمسلمين: 1- حب السلام "لا تدعون إلى مبارزة". حقوق الحيوان: يوصي جامع الزكاة "ولا تنفرن بهيمة". 2- حقوق الإنسان والحيوان "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها لب شعيرة ما فعلت". 3- عظمة الإنسانية "فهم صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". العقل: رب دابة مركوبة خير من راكبها. 4- الحقيقة قبل رضا الجمهور: "إني لأعرف ما يصلحكم ولكن لا أصلحكم بفساد نفسي". 5- إنصاف الحقيقة والعدل: "عليكم بالعدل على الصديق والعدو". وقد رثته أم الهيثم النخعية قائلة: يقيم الحق لا يرتاب فيه ويعدل في العدا والأقربينا 6- التوازن: "هلك في اثنان؛ محب غال ومبغض قال". 7- رآه بعضهم وهو يحمل في ملحفة تمرا قد اشتراه، فقالوا له: ألا نحمله عنك؟ فقال ببساطة العظيم: "أبوالعيال أحق بحمله". يقول صاحب "عبقرية الإمام": "كان يخرج إلى مبارزيه حاسر الرأس، ومبارزوه مقنعون بالحديد، أفعجيب أن يخرج إليهم حاسر النفس وهم مقنعون بالحيلة والرياء؟". 8- يركز على المعرفة والعلم، قائلا: "أقل الناس قيمة أقلهم علما". ذلك هو علي "ع"، وتلك هي إنساني

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:08 ص

      حب علي ورطه

      قال لي خالي يوما ان حب علي اكبر ورطه يتورطها الانسان .لان الناس لن ستعملك مثل ما عامل امة علي علي.

اقرأ ايضاً