العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

«المستقبل» بعيون جديدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل ستين عاما تأسس «نظام عالمي» استبدل النظام القديم الذي تسبب في حرب عالمية مدمرة. العرب والمسلمون كانوا خارج معادلة النظام الجديد آنذاك، وكان كثير منهم مستعمرين، وشعوبهم التهبت مشاعرها بضرورة تحقيق السيادة القومية.

بعد ستين عاما من الحرب العالمية الثانية أصبح «النظام العالمي» الذي أنشئ بعد الحرب قديما، ما حدا بالدولة العظمى التي تنفرد بكثير من القرارات الاستراتيجية في عصرنا الحالي ان تطرح رؤيتها بهدف تأسيس «نظام عالمي جديد». وفي هذه الفترة أيضاً مازال العرب والمسلمون خارج المعادلة أيضا.

على ان هناك فروقات عدة أنتجتها العقود الستة الماضية. حينها كانت المشكلات السياسية والأزمات سببها مناطق أخرى في العالم. أما اليوم فإن أكثر من ثلثي الأزمات، من النزاع العربي - الإسرائيلي إلى الإرهاب، له علاقة مباشرة بالعرب والمسلمين.

قبل ستين عاما كان الجميع تقريبا يتحدث عن ضرورة النضال من أجل إقامة «الدولة القومية». أما اليوم فقد أصبحت الدولة القومية في «خبر كان»، بعد ان توسعت «العولمة» من المجال الاقتصادي الى مجالات السياسة والثقافة والاجتماع، حتى أصبح العالم يشبه «القرية الكونية» التي يلتقي كل واحد فيها مع الآخر.

هذه «القرية الكونية» اصبحت «أحياؤها» مفتوحة على بعضها بعضاً، وما يجري في «كابول» يوثر على «نيويورك»، فإن كان الازعاج في إحداهما انتقل إلى الاخرى، وإن كان الرخاء في إحداهما انتقل ايضاً إلى الاخرى.

هذه النظرة تعتبر «عيوناً جديدة» يمكن من خلالها ان نؤسس «أجندة جديدة» قائمة على أساس «المشاركة» و«الحوار» بين القوي والضعيف، بين الحاكم والمحكوم، بين الشرق والغرب، بين الاسلام والحضارات الآخرى، وفي داخل المجتمعات الصغيرة والكبيرة.

كثير من مناطق العالم في النظام العالمي القديم الذي سبق الحرب العالمية الثانية كان محكوماً بقرارات تصدر في لندن وباريس، والبعض يقول بان الفرق بين النظام القديم والنظام الجديد ان مناطق العالم أصبحت تنتظر قرارات واشنطن. ولعل هذه النظرة المتشائمة تحمل جزءاً من الصحة، ولكنها تغفل كل ما تغير خلال ستة عقود مضت وتحولت خلالها النظم وتغيرت المفاهيم، ووصل المجتمع الدولي الى قناعة بأن الأمن والاستقرار الدوليين لن يتحققا إلا من خلال نهج جديد يعترف كل طرف فيه بالآخر ... ولعل «منتدى المستقبل» يعطينا انموذجاً لأسلوب جديد في التعاطي مع بعض من تعقيدات عصرنا «المتعولم»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً