الاستعدادات التي اكتملت في المنامة لاستضافة "منتدى المستقبل" يومي الجمعة والسبت المقبلين الذي يعد سابقة دولية تجمع بين قادة الدول الثماني مع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الأعمال في حوار مباشر مفتوح يطرح الإيجابيات والسلبيات التي تحيط بشعوب ما يسمى بـ "منطقة الشرق الاوسط الموسع وشمال افريقيا". إن الفكر الانساني يدعو إلى عدم هضم الحقوق المدنية للافراد والجماعات تحت أية ذريعة كانت هذه مسألة مازالت يعاني منها عدد من المجتمعات التي تمر بازمات متعددة. لقد مهدت أجواء السياسة الدكتاتورية لظهور التطرف والارهاب الفكري وأوجدت هذه السياسة الارضية الخصبة لانعاش ممارسات التخلف والاستبداد تاركة وراءها آثارا وبصمات خطيرة أدت الى قمع الحريات والرأى الآخر. ولقد أثبتت الأنظمة الشمولية في العالم العربي فشلها بسبب عدم تقبل الرأي الآخر والنقد بل وهي تنهار من جراء انسياقها وراء عدم المساس بفكرها الذي وصل في احيان كثيرة الى درجة العبادة للنظام الواحد والحزب الواحد والفكر الواحد الى تبعية رموز النظام. فلا تخلو أية كلمة افتتاحية في أية فعالية حتى لو كانت على مستوى مؤتمر طبي من سرد لافكار الحزب أو لرمزه أو للفئة المحتكرة للسلطة حتى لو كان ذلك خارج إطار مضمون المؤتمر. والامثلة كثيرة على مثل هذه العقلية نفسها التي للأسف زرعت الخوف في الاجيال وقتلت فيهم تدريجيا روح التفكير المنفتح على جميع الخيارات. من هذا المنطلق فإن الاصلاحات "الشاملة" هي "حاجة" للمنطقة العربية بل وضرورة كالذي أكدته الجمعيات الأهلية العربية في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الذي افتتح أمس في المنامة رافضة مقولة ان هذه الإصلاحات تخدم مصالح الغرب واهدافه فقط... ليس لان الغرب يدعو الى ذلك بل كون مجتمعاتنا في حاجة ماسة للاصلاح ولتغيير ما هو بحاجة الى تغيير لأن رياح التغيير قادمة. وهي بدورها لن تجزء شكل ونوع الإصلاح فالسياسي والاجتماعي والاقتصادي جميعها مكملة لبعضها بعضا. إن رياح التغيير بدأت تهب على المنطقة من كل جانب وسواء شككنا في نية الدول الكبرى التي تحل وفودها ضيوفا عندنا في البحرين، أو أننا ضيوفها، فإن الواقع هو اننا نستشعر اجواء جديدة، وهذه الاجواء تتطلب ان نعيد النظر في عدد من القضايا التي عطلت مسيرة الديمقراطية والتنمية في بلداننا