العدد 1160 - الثلثاء 08 نوفمبر 2005م الموافق 06 شوال 1426هـ

محور "التنمية المستدامة" يشهد جلسة ساخنة

الشرارة انطلقت باستخدام عبارة "الحكومات تستغل الدين لنشر الظلامية"

انطلقت شرارة في جلسة التنمية المستدامة حينما شن ممثل جمعية الشفافية المغربية علي صدقي انتقادات لاذعة للحكومات العربية بقوله ان تلك الحكومات عملت على استغلال الدين أسوأ استغلال مدعين أن المجتمعات العربية يجب أن تكون ذات مرجعية دينية من دون الحاجة للتنوير واكتساب المعرفة. وزاد في قوله تعقيبا على ورقة قدمتها ممثلة الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان زهراء عيسى الزيرة بعنوان: "إقامة مجتمع المعرفة كمدخل لإصلاح التعليم في الوطن العربي" انه في الدول العربية يتم انتاج الكتب الدينية بصورة تفوق الكتب الثقافية والمعرفية الأخرى متسائلا: "هل الحكام العرب مؤمنون بالشريعة الإسلامية أم أنهم يستغلون الدين فقط؟ فإن كانوا يؤمنون بها فهي مسألة أفكار ومبادئ وليست مسألة استغلال". ووسط حرص المشاركين على المتابعة، رفع صدقي من درجة سخونة حديثه حين أشار الى أن الحكام العرب يدركون أن هذا الكم من "الدين" سيؤدي الى تضليل أبناء الأمة وإذابتهم في نوع من الظلامية... بل حتى أن هناك علماء دين يهاجمون الغرب ويهاجمون الحضارة وهم يستخدمون الانترنت ويركبون سيارات "الرولز رويزس". وانتقد الحركات الإسلامية المتطرفة بشدة، اذ شدد على أن من بين تلك الجماعات من يهاجم كل حركة تنويرية ثم نجدهم في أحضان الغرب الذي يحتضنهم ويقدم لهم اللجوء السياسي! وهم الذين استهلكوا المعرفة واستهلكوا القيم بمبادئها واستهلكوا حقوق الإنسان بصيغة عملية سيئة واستبدلوها بالتكفير. وردت مقدمة الورشة زهراء الزيرة موجهة خطابها الى صدقي بالقول: "لا تصف الدين بالظلامية"، ولتعلم بأن ربط الدين بالظلامية أمر غير مقبول وعليك أن تحترم الرأي والرأي الآخر كما أفعل أنا. وأضافت في معرض ردها بأنها لم تدع لزيادة الدروس الدينية وتقديم مناهج دينية بصورة أكبر أو صوغ اتجاهات دينية، بل طالبت بأن تكون التوجهات سليمة ومنطلقة من صلب الوطن، موضحة أن نسبة المسلمين في الدول العربية يبلغ حوالي 90 في المئة ومن غير المعقول ألا نقدم لهم المعرفة المنتجة والمعرفة التي يتفاعلون معها ويميلون اليها ونزيل عنهم الشعور بالاغتراب.

هل الخطأ في الدين؟

وعن وجهة نظرها في استغلال الحكومات للدين، ركزت على أن هناك الكثير من الأمور تستغل فيها الحكومات الدين، ولكن نسأل: "هل الدين خطأ أم الخطأ في تطبيقه؟!". وتدخل مدير الجلسة ليرفع الجدال، لكن علي صدقي رفع صوته مكررا: "لم أصف الدين بالظلامية، ولكنني قلت ان الحكام العرب هم الذين يستغلون الدين لتذويب أبناء الأمة في الظلامية". واتفقت آراء المشاركين في الجلسة على ضرورة أن تتوافر لدى البلدان العربية توجهات لإعادة تأسيس المجتمعات على الاحترام القاطع للحقوق والحريات الإنسانية باعتباره حجر الزاوية في بناء الحكم الصالح المحقق للتنمية الإنسانية، وتمكين المرأة العربية عبر إتاحة جميع الفرص خصوصا تلك الممكنة من بناء القدرات البشرية وتكريس اكتساب المعرفة وتوطينها بفعالية في بناء القدرات البشرية وتوظيفها بكفاءة في جميع صنوف النشاط المجتمعي. وفي ورقتها، ركزت زهراء الزيرة على أن السلطة السياسية تلعب دورا جوهريا في توجيه المجال المعرفي وتقدمه أو تخلفه، وذلك بحسب طبيعة تلك السلطة والاتجاهات المعرفية التي توجه حكمها وسلوكها مع محكوميها، مشيرة الى أن المثقفين العرب الذين تمكنوا من الوصول الى دائرة صنع القرار تمكنوا من ذلك لا بفضل علمهم او استقلالهم الفكري بل بسبب مهاراتهم في التغلغل والانخراط في السياسة، أما الفئة الثانية فهي فئة الأكاديميين المحايدين والتي رفعت شعار الاغتراب المعرفي في وطنها الأم أو اضطرت الى الهجرة لإيجاد مجال التنمية ومعارفها، مشددة على أن من الآثار الخطيرة لربط السياسة بالمعرفة هو استغلال السلطة السياسية للأفراد العاملين في حقول المعرفة الى خدمة أغراضها المباشرة وتفرض عليهم برنامج عملهم وأفكارهم وشعاراتهم مقابل موارد مالية محدودة تخصصها لهم. وفي إطار الجلسة، بحث المشاركون المقومات التي يمتلكها المجتمع العربي من موارد اجتماعية وثقافية هائلة، مبينين انه آن الأوان للاستفادة منها بكفاءة، لتأسيس مجتمع عربي قوي ومتماسك، قادر على حل مشكلاته، ومن ثم الانطلاق بقوة وفاعلية لتحقيق التقدم والمشاركة في صنع مستقبله ومستقبل العالم كله، تأكيد التنمية الإنسانية وأولوية تطوير التعليم وتحقيق التطوير التكنولوجي وتوفير بنيته الأساسية وتطوير استراتيجيات البحث العلمي ودعم العمل الحر، والمبادرة الخلاقة في مجالات الابتكار والإبداع وتوفير المناخ المساند لمجتمع المعرفة، سياسيا وثقافيا واقتصاديا.


شباب اللجان المنظمة يتلقون "الصرخات" بصدر رحب!

المنامة - الوسط

على مدى أيام انعقاد المؤتمر الموازي، لم يكن للشباب العاملين في اللجنة المنظمة من سكرتارية واستقبال وخدمات من بد إلا توزيع الابتسامات هنا وهناك في وجوه المشاركين... فعلى رغم اشتداد لحظات الضغط في بعض الأحيان وارتفاع الصرخات، إلا أن الشباب واصلوا عملهم بكل رحابة صدر واستعداد للعمل لساعات أطول. ويعبر الشباب عن سعادتهم بالمشاركة في هذا المؤتمر بالقول ان دخول تجربة المؤتمر الموازي ومنتدى المستقبل يعني الشيء الكثير لاسيما وأنها تضيف لهم خبرة في التعامل مع ظروف استضافة مثل هذه المؤتمرات الكبيرة. ويعمل أعضاء اللجان من الجنسين طوال فترة انعقاد الجلسات صباحا ومساء في حركة دؤوبة لا تتوقف حتى وقت تناول وجبة الطعام، وفي هذه اللقطات المصورة، يظهر بعض الأعضاء وهم يمارسون عملهم بنشاط.


لقطات من جلسات الأمس

غضبت احدى المشاركات من الجمهورية العربية السورية على عنوان كتبته احدى الصحف المحلية موجهة سؤالها للشباب في اللجنة التنظيمية: "وين الصحافة... في أحد من الصحافة... كيف بيكتبوا عناوين هيك... فشل حركات التحرر... أي والله عيب... بعدين صورتي في الموضوع"... "مسامحة ياالطيبة... امسحيها في وجه اللجنة المنظمة". نظرا إلى سرعة الزميل سعيد محمد رئيس قسم التحقيقات والمنوعات في صحيفة الوسط - ما شاء الله عليه - في الطباعة، استعان به الموظفون في "جولد مارش" لطباعة أحد البيانات الختامية المتعلق بمحور نزع الأسلحة ومقاومة الاحتلال، وكان بعض الزملاء "يطل" عليه ويقول: "ويش تسوي... طرش لنا مو بس حقكم"! فكان الزميل سعيد يرد بالقول: أسلحة الدمار الشامل؟! الناشط الشبابي حسين الحليبي كان يتحرك بمثابة القناص الذي يقتنص الضيوف لإجراء اللقاءات المتلفزة معهم، وكثيرا ما كان الضيوف يتعذرون ببعض الأعذار التي كان الحليبي يهونها لهم فيقبلون بإجراء لقاء تلفزيوني سريع بعد الاستسلام لمهارته! "بتتكلمون طيب أو غصب". وقف محرر النسخة العربية لتقرير الراصد زياد عبدالصمد يتلفت يمنة ويسرة، وحينما سأله أحد الصحافيين عن امكان اجراء لقاء معه قال: "تكرم عينك... والله أنا فاضي. في احد الصحافيين من صحيفة اجنبية قال سيجري معي لقاء رايح دقايق وجاي... تركني وما عدت شفته"... الحبيب مشغول ببطنه في تلك اللحظة. تحدث أحدهم معلنا انتهاء محور احدى الجلسات: "بعد إذنكم، قررنا أن يتم تشكيل لجنة من ثمانية أعضاء فيها اثنان من الاخوة البحرينيين... ثم نتفق على صوغ بيان ختامي، ونعيد صوغ التوصيات ثم أن الأخوة اقترحوا اعداد وثيقة تسلم الى وزراء الخارجية، واعتقد أن الأخوة اتفقوا على هذه النقطة"... فعلقت احدى المشاركات بالقول: أي تمكين للمرأة... أي حقوق المرأة... تتكلم ولا كأن هناك أخوات! فقط اخوة! "يا حي هالصوت... صح الله لسانك". هروبا من مسئولية صوغ البيان الختامي "الثقيلة" في احدى الجلسات، تم ترشيح مشارك لكنه فر بجلده بمهارة حينما قال: الإقامة في البحرين مريحة وكل شيء هنا مرشح، لكن لدي التزامات ويجب أن أسافر والخير في البقية! "وين بتروح يا لحبيب لسه بدري"! يعتبر من سعداء الحظ ذلك المشارك الذي يحظى بفرصة لإرسال بريد الكتروني عبر أربعة اجهزة كمبيوتر محمول يعمل عليها أكثر من 7 موظفين! "شدعوة يا جماعة". أكثر كلمة كانت تتكرر في أروقة الجلسات بين فترة وأخرى هي كلمة "التنظيم"... لكن، ماذا عن "التنظيم"... ممتاز جدا أم سيئ جدا! "ترى ما في داعي للإحراج يا ولد العم"

العدد 1160 - الثلثاء 08 نوفمبر 2005م الموافق 06 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً