أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس ليلة عيد الفطر بمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون المغربي بالرباط انطلاق البث لقناة محمد السادس التلفزيونية للقرآن الكريم، والتي اتخذ لها أيضاً اسم «السادسة»، والتي يأتي انطلاق بثها عاماً واحداً بعد إطلاق محطة محمد السادس للقرآن الكريم الإذاعية التي لاقت نجاحاً كبيراً داخل أوساط المستمعين سواء داخل المغرب أو في بلدان الجوار الإفريقي والأوروبي.

القناة المغربية التي يعتبرها الكثيرون أنها تأتي للرد على القنوات الإسلامية «المشرقية»، تعتبر الأولى من نوعها باعتبارها تأخذ من المذهب المالكي السائد في منطقة المغرب العربي والغرب الإفريقي مرجعية لها، كما أنها تأتي لملء الفراغ الديني في وسائط الإعلام المغربية، وهو ما يعتبره البعض دفعاً بالشباب المغربي إلى أخذ الدين عن مصادر غير أمينة ساعدت على انتشار التطرف داخل الأوساط الشبابية، وخصوصاً الفقيرة منها، والتي تعتبر تفجيرات الدار البيضاء في مايو/ أيار نتيجة لذلك.

وبحسب وزير الإعلام المغربي نبيل بن عبدالله، فإن قناة «السادسة»، هي قناة دينية موضوعاتية، ستساهم في إثراء الفضاء الإذاعي والتلفزيوني المغربي والعربي بشبكة برامج نوعية مكرسة لإسلام منفتح متسامح يحترم باقي الأديان. وستنضاف هذه القناة إلى إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم التي أحدثت السنة الماضية ما سيمكن من استكمال المنظومة الإعلامية المخصصة لتعزيز انتماء المغرب للأمة الإسلامية عبر الحوار والانفتاح والتسامح.

ووفقاً لبن عبدالله، فإنه لهذا الغرض سطرت «السادسة» كمهمة لها وضع شبكة برامج ذات طابع ديني ثقافي للتعريف بقيم الإسلام ووضع مخطط إنتاج برامج دينية، وستخصص القناة شبكة برامجها خصوصاً لتلاوة وتفسير القرآن الكريم وبث الوعظ والإرشاد والأحاديث الدينية وبرمجة مسلسلات عن شخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي.

بن عبدالله اعتبر أن إطلاق القناة الدينية هذه جاء أيضاً ليجعل الحقل الديني بالمغرب «يساير ما يعبر عنه الدين الإسلامي السمح في عمقه من دعوة إلى التسامح والانفتاح واحترام الديانات الأخرى».

من جانبه، ثمّن وزير الأوقاف والشئون الاسلامية أحمد التوفيق انطلاق بث قناة «السادسة» للقرآن الكريم. وقال إن إحداث القناة جاء استجابة لحاجيات المغاربة إلى ترسيخ قيم دينهم على الوجه الأمثل، وكذلك بعد النجاح والاقبال الذي لقيته إذاعة القرآن الكريم، معتبراً أن هذه القناة ستعزز المشهد الإعلامي وستساهم في نشر سماحة الدين الإسلامي الحنيف وتعبر عن القيم التي درج عليها المغاربة ونشأوا عليها في حفظ العقيدة والمذهب وفي التعامل مع الكون بما أمر الله من تواضع ومن الخضوع لله تعالى.

وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزارتي الإعلام والأوقاف والشئون الإسلامية تلتزم الأخيرة بالتنسيق والتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون المغربي فيما يتعلق بالتوجيه الديني مذهباً وعقيدة والتأشير والتصديق على مضمون البرامج جملة وتفصيلا واقتراح العلماء المتخصصين في الشئون الدينية والثقافية للمشاركة في البرامج والمساهمة في إعداد مواد القناة.

كما تلتزم الوزارة - التي تعتبر من بين أغنى الوزارات في المغرب - بتخصيص غلاف مالي سنوي للمساهمة في موازنة تسيير القناة إلى جانب المساهمة في اقتناء أجهزة تقنية وكذلك في تغطية جزء من كلف الإنتاج.

من جانبها، تلتزم وزارة الإعلام بدعم القناة ضمن خطة العمل الشاملة للوزارة والهادفة إلى تنويع العرض وتعزيز الدور التربوي للإعلام الإذاعي والتلفزيوني، وجعله أداة أساسية لصيانة هوية الأمة المغربية. كما تلتزم الوزارة بتقديم دعم مالي لقناة «السادسة» من الصندوق الوطني للنهوض بالإعلام الإذاعي والتلفزيوني.

أما التزامات هيئة الإذاعة والتلفزيون المغربي فتتلخص في توفير التجهيزات التقنية اللازمة للقناة والموارد البشرية الضرورية من صحافيين ومنتجين ومخرجين وفنيين والقيام بالعمليات المتعلقة بالبرمجة والإنتاج والتحرير والإخراج والمراقبة التقنية وضمان السير العادي للأجهزة التقنية في الاستديوهات وفي مراكز الإرسال.

وستبث قناة «السادسة» برامجها فضائياً على القمر الصناعي «هوت بيرد»، بتردد ألفاً و، الإشارة ألفاً و، ذات الاتجاه العمودي /، وذلك لمدة ست ساعات قابلة لإعادة البث المتواتر، كما ستنقل القناة برامج «إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم» في أوقات محددة.

بالإضافة إلى إطلاق القناة المذكورة عرف المغرب إطلاق موقع إسلامي على شبكة الإنترنت، وبحسب وزير الشئون الإسلامية المغربي فإن الموقع الذي سيبث في البداية باللغتين العربية والفرنسية، يضم أكثر من ألف صفحة اشتغلت عليها الوزارة منذ عام ونصف العام، مؤكداً أن هذه البوابة ستوفر لزوارها الكثير من المواد العلمية ومن الخدمات المتنوعة لممارسة الشعائر الدينية من أوقات صلاة ومراقبة الأهلة والمعلومات المتعلقة بالحج.

برنامج مسابقات ديني يحصد أعلى نسبة مشاهدة

كشف استطلاع للرأي أنجزته مؤسسة مختصة عن برنامج «مواهب في تجويد القرآن الكريم» الذي قدمته القناة الثانية في التلفزيون المغربي «دوزيم تي في» خلال شهر رمضان الأخير أن في المئة من المشاهدين تابعوا هذا البرنامج برمته وأن , في المئة شاهدوا حفله الختامي.

وأوضح بلاغ لـ «دوزيم تي في» أن الاستطلاع أفاد بأن الفتيان والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين و عاماً يمثلون أعلى نسبة مشاهدة تبوأت الإناث فيها حصة الأسد. وأضاف المصدر ذاته أن , في المئة استمتعوا بكل حلقات البرنامج و في المئة أعجبوا به كثيراً، بحسب هذا الاستطلاع.

وشمل الاستطلاع عينة تتكون من فرداً من أعمار مختلفة تتراوح بين و عاماً وتتوزع بين ذكور وإناث، كما أخذت هذه العينة من ثلاث مدن، هي: الدار البيضاء، الرباط وسلا. وأوضح الاستطلاع أن مؤشر الإعجاب عرف ارتفاعاً خلال هذه الدورة مقارنة بالدورة السابقة، إذ بلغ في المئة، أي ما من فرد شاهد إحدى الحلقات إلا ونالت إعجابه بدرجة من الدرجات. يذكر أن قناة «دوزيم» كانت محط انتقاد من قبل الشارع العام والصحافة بالمغرب لنوعية البرامج التي تقدمها، إذ إنها كانت تحفل بالكثير من البرامج الغربية وخصوصاً الأميركية منها الناطقة بالفرنسية، والتي كانت تتضمن الكثير من اللقطات المخلة بمبادئ الشعب المغربي المحافظ، مثل القبل المطولة، إلا أنها ومنذ منتصف التسعينات بدأ خطها البرامجي يأخذ منحى آخر، عرف تعزيز البرامج الناطقة بالعربية من دراما ووثائقيات وبرامج حوارية وأخبار.

يذكر أن تلفزيون «دوزيم» بدأ برامجه في الرابع من مارس/ آذار العام كأول قناة خاصة في العالم العربي وإفريقيا تعمل وفق مبدأ الدفع مقابل الفرجة، إذ كانت معظم ساعاتها مشفرة، إلا أن حجم المنافسة الذي شهدته مع ظهور الفضائيات العربية والغربية، أدى إلى تراجع مشاهديها، وبالتالي إفلاسها، ما أدى بالحكومة قصد المحافظة عليها إلى تأميمها وفتحها أمام الجمهور لتبث برامجها انطلاقا من العام بالواضح