العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ

الإخفاق يفجر الإحباط... والبحث عن "ضحية"... والخوف من الانعكاسات السلبية

"الوسط" ترصد نبض الرياضيين وسط "غصة" الخسارة

الوسط-عبدالرسول حسين، هادي الموسوي 

17 نوفمبر 2005

أحدث إخفاق منتخب البحرين الوطني لكرة القدم في تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2006 صدمة وإحباطا كبيرا في الشارع البحريني الذي كان يعلق آمالا كبيرة على التأهل وكان يتأهب للاحتفال التاريخي خلال اللقاء الأخير الذي سقط فيه الفريق الأحمر وسط أرضه وجمهوره وأهدى بطاقة التأهل إلى منتخب ترينيداد وتوباغو. ووسط "غصة" الإخفاق اختلطت أوراق المشاعر والآراء وتعددت بشأن تفسير ما حدث في "الليلة الحزينة" والبحث عن ضحية "جريمة الإخفاق" وإهدار الفرصة التاريخية التي قد لا يسمح القدر الكروي بتكرارها في المستقبل المنظور!


الكواري برر ما حدث بالضغط النفسي:

يجب دراسة هذه "الظاهرة الغريبة"... وسنواجه مشكلة في الدوري وغرب آسيا

أكد مدير الكرة بنادي المحرق عيسى الكواري أهمية قيام المسئولين باتحاد الكرة وشئون المنتخب بدراسة ظاهرة محيرة وخطيرة متمثلة في تعثر المنتخب وسقوطه المستمر عندما يلعب على أرضه وبين جمهوره من دون أسباب ومبررات واضحة، مطالبا بضرورة العمل على إيجاد الحلول إليها لأنها تضيع الجهود والآمال. وقال الكواري: "يجب أن نتوقف عند ظاهرة سقوط المنتخب في مبارياته التي يخوضها على أرضه وبين جمهوره على رغم أن جميع المنتخبات العالمية حتى الضعيفة تستثمر ذلك جيدا ولا تخسر فيها، فكيف نفسر الفارق الكبير في المستوى والروح التي ظهر بها المنتخب خلال مباراتي الذهاب والإياب أمام ترينيداد؟!". وأضاف الكواري "لاحظنا وجود شحن وضغط نفسي كبير على لاعبي منتخبنا وانعكس سلبيا على مستواهم داخل الملعب، كما أن لعب منتخبنا بفرصتي الفوز أو التعادل السلبي للتأهل أحدث تشتيتا وعدم تركيز لدى لاعبينا على عكس لاعبي ترينيداد". وقال الكواري: "إن كل بحريني تمنى تكلل الدعم اللامحدود والاهتمام الذي حظي به المنتخب من القيادة وجهود رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالنجاح في تحقيق الإنجاز العالمي، ولكن سارت الرياح على غير ما تشتهي السفن البحرينية!". وحذر الكواري من الانعكاسات السلبية، وخصوصا النفسية لهذا الإخفاق على الوضع الكروي سواء للمنتخب أو الأندية، فمن ناحية الأندية فإنها ستعاني من حال الإحباط لدى اللاعبين والجماهير، وخصوصا في مباريات الدوري الممتاز التي ستستأنف يوم غد السبت، وبالتالي يصعب إخراج لاعبي المنتخب من حال الإحباط وتأهيلهم الفني والنفسي مجددا للعب، كما أن الدوري سيواجه مشكلة عدم الاهتمام والإحباط لعدة أسابيع قد يتجاوز الجميع آثار الإخفاق.

المشاركة بالأولمبي

وتابع الكواري "أما من ناحية المنتخب فهناك مشاركة بعد نحو 13 يوما في دورة ألعاب غرب آسيا في قطر، وهنا أقترح على اتحاد الكرة المشاركة بالمنتخب الأولمبي الذي قد يكون أكثر تأهيلا للعب، إذ تعتبر هذه فرصة أيضا لمصلحة عملية التجديد وبناء فريق جديد للمنتخب لأن هناك عناصر شابة جيدة تحتاج إلى الفرصة والخبرة لتأخذ مكانها بدلا من بعض الأسماء التي انتهى مشوارها!".


المخرق يتحدث إلى "الوسط" عن أسباب الأداء الفني الضعيف لمنتخبنا أمام ترينيداد:

الإرهاق والارتباك وتغيير المراكز والفردية وعدم وجود البديل

قال المدرب الوطني فهد المخرق من وجهة نظره الخاصة إن حال الإرهاق والتعب الشديد لدى اللاعبين كانت واضحة وهي المشكلة المستعصية التي يعاني منها المنتخب لفترات طويلة ولوحظ عليه أنه لا يلعب مباراتين متتاليتين بالقوة والروح نفسهم، وكان سيدكا فطن في هذا الأمر عندما يقوم بتغيير أكثر من لاعب من مباراة إلى أخرى. وأضاف "هناك الكثير من الأسباب وراء هذا المستوى الهابط وغير الطبيعي، فاللاعبون لم يكونوا في حال بدنية جيدة وأرجع ذلك إلى الجهد الكبير الذي قدموه في المباراة الأولى ونتيجة السفر، وكان ذلك واضحا في اللعب وغلب البطء على أداء الفريق والالتحام القوي وكان الفارق كبيرا بين فريقنا والمنافس". وتابع "إضافة إلى ذلك لم يكن هناك توفيق في مراكز اللاعبين الجديدة، وأنا أسأل هنا: هل قام المدرب مسبقا بتجربتهم في مباريات سابقة أو في التدريبات وعلى أساسها وضع هؤلاء في مراكز غير مراكزهم وخصوصا سيدمحمد عدنان وعلاء حبيل ومحمد حبيل، إذ كان وضعهم في الملعب صعبا ولم يستطيعوا أن يقدموا ما لديهم من مستوى فني على الأقل سيدمحمد عدنان وعلاء حبيل، وقد افتقدناهم في مراكزهم الأصلية، وأعتقد أن علاء حبيل مهمته في منطقة جزاء المنافس "البوكس"، ولكن جعله المدرب يبذل الجهد الكبير على مساحات الملعب ما ولد لديه عدم التركيز أثناء الهجوم، إذ هو غير متعود على هذا المركز بتاتا وعلى رغم ذلك فالقرار للمدرب سواء نجح أم لم ينجح". وقال أيضا: "إضافة إلى ما قلته هناك عامل آخر هو الارتباك، وهذا الأمر يسأل عنه اللاعبون الذين دخلوا المباراة بارتباك غريب، وقد يكون شعورهم بالمسئولية الكبيرة سبب لهم هذا الإرباك في اللعب من خلال تمرير الكرة والانتقال إلى الهجوم أو حتى العودة إلى الدفاع، بينما كان المنافس ترينيداد متحررا وليس لديه ضغط وكانت قدراته كبيرة في الأداء". وأضاف "غياب سالمين والمرزوقي له تأثير في المستوى الذي ظهر به المنتخب وكان واضحا، إذ لم يسد الفراغ الذي تركاه هذان اللاعبان، وخصوصا في الناحية الدفاعية في الجهة اليمنى، إلى ذلك غياب الروح الجماعية فهي غير موجودة وصار الفريق يلعب بالأداء الفردي، وهذا غير معقول في مواجهة فريق قوي لديه الخبرة الكبيرة وعندما تواجه فريقا يتفوق عليك فنيا فلابد من مواجهته بالأداء الجماعي، ولكن كان هذا الأمر مفقودا من خلال تمرير الكرة والانتقال في التحول الدفاعي والهجومي، إذ كان بطيئا، وغلب الجانب الفردي على الجماعي فأثر بشكل كبير على الأداء". وختم المخرق حديثه قائلا: "خلال الشوط الأول والخروج بالتعادل السلبي كان من المفترض من مدرب الفريق تغيير الحال، وخصوصا بعد الهدف المبكر خلال الشوط الثاني، إذ كان لابد من الدفع بعلاء حبيل في الهجوم إلى جانب حسين علي الذي يتأثر عندما يلعب وحيدا، وأعتقد صار هناك نوع من الخلط في المهمات، وخصوصا في آخر 15 دقيقة عندما تقدمنا إلى الهجوم وتركنا منافذ الدفاع مفتوحة على مصراعيها، وربما المدرب تأخر كثيرا في التبديل، ولنكن واقعيين... منتخبنا لم يؤد المستوى المأمول منه فوصلنا إلى هذا الأمر المر، ولكن في الأخير هذه كرة القدم ويجب أن نتعلم منها الدروس في حالتي الفوز والخسارة"

العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً