العدد 1171 - السبت 19 نوفمبر 2005م الموافق 17 شوال 1426هـ

المعلمون والطلاب... أيهم بحاجة إلى الإصلاح؟!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا يزال لي معلمون كلما رأيتهم يزداد احترامي لهم، على رغم خوفي المسبق منهم أيام الدارسة، لما يتمتعون به من شخصية قوية وصلابة وعلم وفنون التدريس، في أيامي الماضية كنت عندما أرى معلمي يسير في طريق أغير دربي احتراما وربما خوفا منه، اما الآن فلا خوف أو حتى احترام للمعلم، إذ إن المقاييس تغيرت، والمعلم تغير وأصبح بعض مدرسي الدين بمصطلحنا العامي "لوفري" لا يعكس للطالب حقيقة ما يدرس، وبعض مدرسي الرياضيات بحاجة إلى التدريس أكثر من ان يدرس، بمعنى ان مخرجات المدرسين تدنت كثيرا إضافة إلى ان الاخلاقيات تبدلت. في أيامنا هذه أصبح بعض الطلاب يمد يده على معلمه، وأصبحت بعض الطالبات تصرخ في وجه معلمتها، كما صار بعض الطلاب يتحدون تعليمات الادارة المدرسية، إذ صارت لهم قوانينهم الخاصة، وصاروا ينفذون ما يجدون انه مناسب لهم من دون ان يحسبوا حسابا لعقاب أو لردة فعل الادارة أو المعلمين أو الأسرة... لماذا يا ترى؟ تحول موقف المعلم، وتحول معه سلوك الطالب، كان المعلم على رغم بعض سلوكياته القاسية يحظى باحترام وله هيبة شديدة، اليوم وعلى رغم كل المطالبات بإصلاح العلاقة بين الطلاب والبيئة المدرسية، فإن هذه المطالبات تذهب أدراج الرياح. دعونا نعترف بأن المدرسة الاولى للطالب "الأسرة"، قد تغيرت وأصبحت تعطي المبررات للطالب في ما يفعله بعكس السابق، إذ كانت الاسرة تصدق كل ما يقوله المعلم لإيمانها بنزاهته، كما دعونا نعترف بأن المعلم الذي يمهد لطلابه الغش في لجنة الامتحان، والذي يسرب لهم الاسئلة قبل بدء الامتحانات، والذي يتهاون في شرح الدروس في الفصل ويتسيب في التدريس، والمعلم الذي يجلس مع تلاميذه على أحد مقاهي الشيشة حتى ساعات الفجر الأولى، أوجد النموذج السيئ من المعلمين الموجودين في مدارسنا. وممارسة سلوكياتهم الشاذة أدت إلى القضاء على صورة المعلم الذي كانوا يتغنون به وبنبل رسالته مرددين: "قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم ان يكون رسولا"

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 1171 - السبت 19 نوفمبر 2005م الموافق 17 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً