العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ

العراق... وامتحان الشهور الثلاثة،

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

انتهت اجتماعات مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة أمس وانتهت معها عقدة الحوار بين المتخاصمين، والحديث عن مستقبل العراق بعيداً عن الاتهامات وتخوين الآخر. وعلى رغم كل الإيماءات الرسمية وغير الرسمية التي سبقت هذا المؤتمر وأشارت إلى احتمال فشل الوفاق ­ المصالحة، فإن المؤتمر نجح، ونجاحه كان في تقريب الكثير من وجهات النظر، والتفاهم المشترك على نقاط كانت في الماضي من قبيل الخطوط الحمر التي لا يمكن للآخرين تجاوزها. إن منح فرصة للتيارات العراقية باختبار النتائج على أرض الواقع يؤكد عملانية المؤتمر الذي سيستأنف اجتماعاته، وفق أجندة مكملة في العراق العام المقبل، وهو الاجتماع الذي من المفترض أن يضم مشاركة أوسع للتيارات السياسية العراقية. لقد كان الاتفاق على توصيف الإرهاب والمقاومة، مع تفادي ذكر كلمة الاحتلال في البيان الختامي، يعد بحد ذاته انتصاراً لجميع الأطراف المتحاورة، وأساساً متيناً لبناء الثقة المتبادلة بين التيارات العراقية المختلفة. ومثلما كان هذا التوصيف مهماً، كان قرار تحريم الدم العراقي خطوة إيجابية نحو الأمام تحسب لكل الأطياف العراقية، التي يفترض أن تتعامل معه وفق أساس التسامح والحوار الآني، وخصوصاً أنه قد يمثل زاوية الخلاف بين هذه التيارات التي ربما ستفسر هذا الاتفاق وفق منطق أيهما كان المعتدي والمعتدى عليه، وهو خلاف لا يقل عن أهمية توصيف الإرهاب والمقاومة والتفريق بينهما. لقد اثبت مؤتمر القاهرة أن الاتفاق على أسس مشتركة وواضحة ليس أمراً صعباً، بل الصعب هو الالتزام بهذا الاتفاق الذي بالتأكيد سيبقى محط جدل واختلاف الأطياف العراقية التي ستفسر الحوادث الحاصلة في العراق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حسبما يفرضه حجم وثقل دعاة الحوار أو التشدد في بنية هذه الأطياف التي تعيش بعضها على العزف على أوتار الطائفية والحقد وضمر الكراهية للآخر.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً