العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ

اختطاف النص الديني

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

«إذا كنا نقول انه بالأنوار وبالتقدم الثقافي نريد تحرير الإنسان من الاعتقاد الخرافي في القوى الشريرة، ومن الشياطين، ومن الحكايات الخارقة، ومن القدر الأعمى، أي بإيجاز تحريره من كل خوف، فإن ذلك يقتضي إدانة ما تم الإجماع على تسميته بالعقل، وهذه أكبر خدمة يمكن للعقل أن يقدمها». هوركهايمر توماس منتزر THOMAS MANTZER، صاحب المنهج الحديث في تفسير النص الديني تفسيراً تربوياً، وبالتالي فعلاً سياسياً، يعتمد على اعتماد الفهم الحقيقي والنهائي في الإلهيات البشرية الموثوق بها، بدلاً عن الرضوخ الأعمى والمستلب لإلهيات الكنيسة التي تفرض سلطتها على النص الإنجيلي. لذلك يعبر منتزر عن الإلهيات البشرية بالإلهامات البشرية، في علاقة صناعة أكثر منها علاقة تخيل أحادي الإتجاه، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى ليبنتز الفيلسوف التوفيقي والذي يخضع منتجه إلى أن «لكل قضية موضوع ومحمول» خصوصا في مقارباته الفلسفية المتصوفة. منتزر مؤسس حركة التنوير في الفلسفة الألمانية، كان مهتما في نقد الديكارتيين ومدرسة لوك التجريبية. بل إن المتابع لهذا الفيلسوف يجد أن جل انتاجاته هي رسائل وردود صوفية تجاه الفلسفة العقلية والتجريبية. ومن هنا تجلت العبقرية الألمانية في تمسكها بالميتافيزيقيا، بإعتبارها الأساس الصلب الذي هاجم من خلالها منتزر الفلاسفة المعتمدين على المناهج النظرية. يصور منتزر رجل الدين بـ «السارق»، ويصف عملية الاحتكار للنص بالترتيل والتفسير وإعطاء الخلاصات التربوية بأنها عملية «سرقة». إذ ان احتكار الفهم والمعرفة بالنص ودلالاته أشبه بالسرقة للنص من أية قراءات أو دلالات أخرى قد تنتج جراء كونه نصاً عالمياً بشرياً، بمعنى أنه ملك للجميع. وأن ما يمارسه رجل الدين للنص أشبه بعملية السرقة أو الاختطاف.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً