العدد 1195 - الثلثاء 13 ديسمبر 2005م الموافق 12 ذي القعدة 1426هـ

تخطي الخوف: بين الفرصة والضمان

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

جميعنا نواجه شيئاً من الخوف من المجهول، الغريب، أو الجديد. وهذا ينطبق على الريادة والمبادرة بالمشروعات التجارية والأعمال الحرة كما هو ينطبق على الحياة بشكل عام. ولقد ذكرت التخوف في السابق، ولكن أرى أن الموضوع يتطلب تعمقاً أكثر، لأنني أجد الغالبية من الناس يظهرون صفة الخوف قبل التحقق من صحة أي مشروع تجاري أو عمل ما. ويتسرعون في شطب الفرص التي تدق أبوابهم. الحقيقة هي أن الحياة وفرصها لا تأتي بضمانات، ولا بالضرورة توجد أجوبة واضحة في كل الحالات، ونرى أحياناً أن الجواب لا يمكن أن يأتي إلا منك. يمكنك أن تنظر للحياة بعيون تسعى إلى الفرص أو بعيون تسعى إلى الضمانات. ولكن يجب أن تدرك أنه كلما بحثت عن الضمانات، كلما قلت مبادرتك بالأعمال. وهنا نلاحظ السخرية في الموضوع: فكلما رغبت لضمان مستقبل واعد لنفسك، كلما وجب عليك أن تقلل إهتمامك بالضمان، وتبادر بالمجازفة لتشكيل الحياة التي تريدها. إنني لا أقول إنك يجب أن تتسرع في إنتهاز الفرص أو عمل المشروعات بطريقة عشوائية، بل يجب عليك أن تجد نقطة الإتزان بين الفرصة والخطورة في تحقيق أهدافك. وأن تتقبل بأن قبل النجاح يأتي الفشل. والفشل ما هو إلا بمثابة دورة تدريبية تحصد منها الخبرة التي ستقودك للنجاح. والإتزان بين الفرصة والضمان هو الشجاعة. الشجاعة لإتخاذ القرار، والإعتماد على النفس، والثقة بقدراتك. ولكن كيف تقوم بتعزيز شجاعتك؟ لا يوجد جواب واحد. من الأمور التي يمكنك القيام بها هي أن تسعى لإنجاز مشروع واحد على الأقل: لإنتهاز تلك الفرصة التي تخطر على بالك، أو على ألسنة معارفك وعائلتك، وبهذا تتعرف على حقيقة قابليتك للمخاطرة، والتي ستزيد كلما واجهتها. لديك في الأعمدة السابقة النصائح عن كيفية تقييم المشروعات، وما هي الأمور المهمة التي يجب أن تركز عليها قبل الشروع. وتذكر أنك لا يمكن أن تمنع الفشل، بل فقط تقلل من حدوثه. فإذا أردت الضمان الشامل، فلن تجده إلا في عدم الإقدام على المشروع. الواقع هو أن الإنسان ليس مسيطراً على كل الأمور. ولكن الإيمان بأن لديك ما يكفي لتخطي الصعوبات والمتغيرات التي تؤثر على مشروعاتك وأعمالك يغير نظرتك ويمهد لك الطريق للنجاح. فإذا سئمت من العمل للغير، ولكن تخاف المجازفة بالعمل لنفسك، أنظر للأمر هكذا: ألا تخاف أن تعمل للغير طوال حياتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن خوفك من العمل لنفسك أقل بكثير، وكما فعلت في العمود الثامن أترككم لأحد أقوال هنري فورد: إذا كنت تعتقد بأنك يمكن أن تعمل شيئاً أو تعتقد بأنك لا تستطيع أن تعمل شيئاً، فأنت على صواب. * مستشار أعمال.

العدد 1195 - الثلثاء 13 ديسمبر 2005م الموافق 12 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً