(أ) إنْ رحتْ يا حطّاب ... مالي عليك عتاب وان جيت يا حطّاب .. احطب شراييني
لا يتركك حزام مدهوشا فقط لقدرته الخلاّقة على الإتيان بما يستعصي على الآخرين، بل في قدرته على اجتراح موسيقاه الخاصة... موسيقى متناغمة مع حال شعورية (ولا أجمل منها) ... منحته تلك المقدرة على تناسق اللحن، صعودا وهبوطا، تبعا لصعود وهبوط الحال الشعورية التي يمر بها. اقرأوا النص جيدا لأنكم لن تتذكروا أن إيقاعا شبيها - على مستوى المفردة والوزن - قد قرع أسماعكم من قبل. بعدها لن يستعصي عليكم تذكر هذا الصوت المختلف.
صوّت... يا حطّاب... عمري شجر واخشاب
والليل... ما يرحم... والبرد... حاديني
صوّتْ.. يا حطّاب... صوّتْ... يا حطّاب
كان الدفا... فاسكْ... إحطب شراييني
صوّتْ... يا حطّاب... شقا الهوى... غلاّب
البرد يرجفني... والنوم... ناسيني
صوّتْ... يا حطّاب... أنا غريب... احباب
بين المسا... والبرد... ضاعت... عناويني
احطب... ولا تجزع... لو... صاحت... الأعصاب
احطب... ولا... تجزع... فاسك... يدفيني
ترى الشتا... ظالم... والبرد... فيّ... اْعْشاب
الهم... يجلدني... والبعد... يضنيني
اجرح... جنون البرد... واكسر سكون... الغاب
أتوسلك... احطب... إرمِ الدفا... فيني
في داخلي... «مدفون» يقرا... قديم كتاب
ايقلّب اوراقه... يقرا... شقا يْديني
من كثر... ما يقرا... طاحت يْديه... وشاب
تَعَبْ... خفتْ شوفه... ايصيح... يا سنيني
كل الزوايا... ليل... وهموم... عند الباب
أبكي... على عمري... والعمر... يبكيني
كل الدروب اشواك... أو... مخلبين وناب
إن... ما... جرحني البرد... همّي... سكاكيني
حطّاب... يا... حطّاب... انت... وأنا... أغراب
إن... ما رثيتك يوم... أخاف... ترثيني
إن... رحت... يا حطّاب... مالي... عليك عْتاب
وان جيت... يا حطّاب... احطب شراييني
(ب) أصوات شعرية كثيرة كانت حاضرة في القلب والروح والذاكرة... افتقدناها لأكثر من 4 و5 سنوات متواصلة، ولكنها بدأت الآن تسترجع حضورها - الذي لم يمسسه سوء - لأنها أهل لأن تظل محتفظة ومراكمة لذلك الحضور الذي يهبنا غبطة الحقول، وصباحات الأطفال، وأدعية الأمهات، وكل الأشياء النقية البيضاء التي تذكر بصلاة الفجر. حزام واحد من أنبل وأجمل وأطول الأصوات التي لا تملك إزاءها الى أن تنحني احتراما.
العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ
