العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ

غربتي فيك

شعر - نواف عبداللطيف آل محمود 

16 ديسمبر 2005

(أ)الغريب اني اغتربتْ وغربتي للحزن فيك والسفر والليل والوحشه معي دايم هنا

مطلع يذكّر بالفجر... نقرأ هذا النص من مفتتح «القلب» حتى مطلع «القُبَل»... نواف المحمود وقصيدة متورطة في الصخب الجميل... صخب يأخذنا الى حيث يتذكر كل واحد منّا في زاوية الروح والقلب وجعا غابرا، وذكريات لم تمسسها صروف الأيام، لكنها تظل ترفد الشاعر بمقومات بقاء مختلف ... بقاء أجمل ... حتى وهو يعلن غيابه عن الأمكنة التي لم تستطع أن تحتوي جنونه الأثير.

الغريب اني اغتربت وغربتي للحزن فيك

والسفر والليل والوحشه معي دايم هنا

والطريق اللي مشيته ما هقيته... يحتويك

كلما حاولت اغيّر دربي القى لك سنا

والهموم ولهفة الرجعه لْحضنك تفتديك

والحنان وضحكة شفاتك ترى هيا المنا

كم صرخت من الوله والشوق يا عمري أبيك

وما لقيت لصرختي ردٍ سوى: الله لنا

ارتوي حزنك لأني... باقتناعي... ارتويك

ارتويك لحد مثمل لجل اشوف انك... أنا

يكتسيني حزن بعضي... بعض حزني يكتسيك

صرت حاير وبصراحه مدري وش يجري بنا

المهم ان المسافه تكتويني... تكتويك

والطريق اللي نِتِبْعَهْ يمتلي هم وعنا

المسافه مهما تبعد... مهما تكبر... راح اجيك

لازم الصدفه فـِ يومٍ راح تجمع بيننا

التفاؤل يمتليني... يعني لازم... يمتليك

لا تخلّي اليأس يا الغالي نجيبه عندنا

غربتي لو مهما طالت للحزن... ملزوم فيك

والحنين اللي بقلبي لجل وصلك قد دنا

اشتريك بكل عمري باغترابي اشتريك

وراح أبيع الدنيا لجلك بس تحيا في هنا

اقتنع بس باغترابي يا عسى ربي يْهديك

واترك الوحشه وحزني والسفر دايم هنا

(ب) لا يحتاج هذا الشاعر الى أن نقدمه فحرفنته عالية، وخياله أبعد من نجمة يرصدها شاعر وهي مستوية هناك على ألقها الذي لا ينتهي، تماما كما هو ألق هذه القصيدة الرائعة.

العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً