العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ

ممنوع يا شباب

حقق الفيلم القصير الذي قمت بإخراجه «يوم اسود» سيناريو الكاتب يوسف الحمدان نجاحا معقولاً بناء على رؤية النقاد والمهتمين بالشأن الثقافي . وقد تضمن الكثير من الاسقاطات على واقعنا المجتمعي وخصوصاً واقع شبابنا من خلال ذلك الشاب الذي يخرج من بيته في الصباح الباكر متوجها للجامعة ليرى كل ما يصادفه في يومه مقحماً باللون الاسود العاتم الذي يحجب عنه الرؤية الواضحة لكل الامور، فالنظرة السوداء هي المسيطرة على شبابنا فلا لون آخر سوى الاسود الحزين. تلك الظروف المجتمعية بكل شدتها ومصاعبها تهزم روح التفاؤل لدى الكثير من شبابنا فتغيب فسحة الامل. وها انا ذا استعد لخوض تجربة شبابية جديدة في مجال اخراج الافلام القصيرة متوجها لفيلم آخر من كتابة الكاتب يوسف الحمدان ايضا عنوانه «السيد ممنوع»، متوجها بذلك للفئات التي تعلو اصواتها لمنع المواطن من ممارسة حرياته، ولكن نرى قمعا يتصاعد من كل مكان لكبح هذه الحريات. نرى في الفيلم ذلك الرجل العائد من المنفى بعد غياب طويل ليرى النور في وطنه والورود المزهرة، فيتفاجأ بأن مسك يد زوجته أصبح ممنوعاً وتأمل الوردة ممنوع وسماع الموسيقى ممنوع وتصفح كتب مانديلا ومارتن لوثر وابن رشد وغيرهم أيضا ممنوع، بل والتمتع بحضور الحفلات الغنائية للمطربين ممنوع، وتستمر الحوادث ليرى الرجل أن كل ما حوله ممنوع ليصبح ما يقرأه في الصحف ممنوعاً وما يشاهده في التلفزيون ممنوعاً وما يسمعه ممنوعاً وما يتحدث به ممنوعاً والمسرح والفن ممنوعين، فتصبح حياته كلها مليئة بالممنوع فتذبل الورود التي كانت مزهرة وتصبح الحياة من الممنوع. نحن فعلاً بحاجة لأن تكون هناك مسئولية اجتماعية في حدود الحريات المتاحة بحيث ضرورة مراعاة عدم الحاق الضرر بالآخرين، ولكننا قبل ذلك بحاجة إلى حس وطني يوقف القمع السائد والموجه بصدد محاربة الحريات. وينبغي ان تكون هناك برامج شبابية تحث على ارساء مبدأ التسامح وقبول الآخر بكل ما يحمله من توجهات مادامت لا تمس الآخرين بأي ضرر، فللأسف أن كثيراً من الشباب لا يعي أهمية التعايش مع من يختلف معهم.

حسين الحليبي

العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً