العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ

فائز اليانصيب

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

فكرة النجاح في الحياة عموماً وفي العمل خصوصاً، عند بعض الناس، مقتصرة على نظرة ضيقة مقتبسة من أفلام هوليوود وأخبار صحف الإثارة. فيرى هؤلاء الحياة مثل لعبة حظ، أو يانصيب، ينتظرون الفوز الكبير يدق على أبوابهم. للأسف هذا تفكير سائد لدى من تقيد بالكسل والسلبية في حياته، بدلاً من اتخاذ موقف فعلي» مفعم بالحيوية والنشاط. إذا كان كلامي هذا أقرب إلى دعاية شامبو بدلاً من حياتك» فلا تكمل القراءة. أما إذا كنت متعطشاً لإعادة النظر في حياتك، فتابع القراءة، الكثير منا يطمح للنجاح السريع، فلا عيب في ذلك، ولكن العيب في أن نحلم فقط من دون تحويل هذه الأحلام إلى أهداف. فإذاً كيف نحول الأحلام إلى أهداف؟ الجواب يكمن في مزيج من الثقة بالنفس، قوة الإرادة والعزيمة، والتخطيط، وهذا من أهم الأمور وربما أبسطها ­ العمل، العمل نحو تعزيز الثقة بنفسك، العمل على تقوية إرادتك وعزيمتك للنجاح، والعمل بحسب تخطيط ما لتحقيق حلمك. فالعمل لوحده يغير مجرى حياتك من أحلام يقظة متتابعة إلى أهداف ذات طرق تسلكها بعرق جبينك وكفاحك نحو الأفضل. صحيح، أن هناك من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وهناك من يحظى بما نراه كحظ غير طبيعي، وهناك من يجرأ على خرق القوانين والتلاعب لكسب الأموال والألقاب. لكن كل هذا لا يعني شيئاً، ولا يجب أن تنظر لهذا الشخص أو ذاك، لأن كل ما ستحصده هو غيرة فتاكة تؤدي بك إلى عدم الاستقرار وحجب الرؤية وفقدان الأمل. ما عليك إلا تخطي تفاهات المقارنة، وأن تعلم بأن هناك شخصاً واحداً يجب أن تقارن نفسك به. هل عرفته؟ هذا الشخص هو أنت بالأمس وأنت اليوم. نعم، المقارنة الوحيدة هي أنت، ومدى تطورك كشخص يعمل على تحسين وضعه. إنني لا أتحدث فقط عن الأمور المالية، بل عن كل أمور المعيشة، من الاقتصادية إلى الفنية ومن الدينية إلى الدنيوية، لأن الرائد الحقيقي ليس رائد مشروع ناجح فقط، بل رائد حياة دائمة التطور. ستستغرب كم من أفكار لمشروعات جديدة ستخطر على بالك إذا توجهت نحو نظرة حياة تسعى فيها إلى تطوير نفسك في كل المجالات. فالحياة مليئة بالفرص في أصغر الأشياء وأكبرها، وفي البساتين، كما في المباني الشاهقة. فاستكشف ذاتك وما حولك، وبادر بتواضع لكسب الحِكَم التي تحيط بك فيما لم تكن تتوقعه أو تعرفه من قبل. وأخيراً تذكر أن الحياة ليست بلعبة يانصيب ونجاح فوري بل هي عملية نمو وتطور مستديم. إلى هنا يكفي ما قرأت عبر هذه السطور، ولا داعي للإقبال على شراء تذاكر اليانصيب، لأنك دوماً رابح مادمت معتمداً ومركزاً على نفسك وليس على غيرك

العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً