العدد 1206 - السبت 24 ديسمبر 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1426هـ

أميركا ومحاكمة صدام

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

دون شك ستكون دراما محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من أهم الأحداث التي شهدها العام 2005 الذي يوشك على الوداع تاركاً لنا مجموعة من الذكريات الجميلة والمحزنة. سير جلسات المحاكمة الفريدة الذي يبث عبر الفضائيات بصورة منتقاة ومراقبة بدقة من قبل قوات الاحتلال الأميركي أثار ردود فعل متباينة في داخل العراق وخارجه وصار البعض يجهر صراحة انه ضد أن يتعرض صدام ورفاقه للتعذيب وسوء المعاملة من قبل جنود الاحتلال لأنهم في الأساس عراقيون على رغم ويلات العذاب التي أذاقوها للشعب على مدى سنوات حكم البعث. هذه الانطباعات وغيرها الكثير أثارت جنون إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش خصوصاً عندما نعته صدام يوم الخميس الماضي انه كذاب بشأن ما ادعاه بوجود اسلحة كيماوية في العراق وان صدام لم يتعرض للتعذيب. هذه الملاحظات التي سمح فريق المراقبة الأميركي للمحكمة بتمريرها للفضائيات لم تعجب الولايات المتحدة التي أعلنت صراحة عقبها انه من غير الواجب أن تسمح المحكمة لصدام أن يكيل الاتهامات والسباب للجميع وان يظهر بمظهر الحمل الوديع وليس الذئب الكاسر. فقد أعربت الإدارة الأميركية عن استيائها من كيفية تغطية وسائل الأعلام (العربية بالطبع) للمحاكمة، آخذة عليها ايلاء أهمية لما يقوله صدام وتجاهل ضحاياه إذ ركزت على دفاع الجلاد وتجاهلت إفادات الشهود. نقول ماذا كانت واشنطن تنتظر من محاكمة وصفها العراقيون أنفسهم بأنها «مسرحية أميركية سيئة الإخراج». سبق أن ذكرنا قبل بداية المحكمة إن الاستعجال في انعقادها سيكون لصالح صدام ورفاقه لأنهم سيحظون بالتعاطف وهذا ما يحدث الآن وعلى المسئول تحمل النتائج.

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1206 - السبت 24 ديسمبر 2005م الموافق 23 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً