مع خلفيتها المتعددة الجوانب في المسرح، والتلفزيون، والسينما، لعبت مارسيا أخيراً دور البطولة في ربات منزل يائسات «Desperate Housewives» أكثر المسلسلات التلفزيونية إثارة، وهو الحاصل على جوائز عالمية، ويعرض حصريا على شبكة شوتايم ، كل يوم اثنين في الساعة 00:20 بتوقيت السعودية على قناة «تي في لاند». تدور حوادث المسلسل في شارع وستريا لين في ضواحي المدينة، إذ يكشف حقيقة ما يدور خلف نعيم الحياة الزوجية الظاهري لمجموعة من السيدات المتزوجات في هذا الشارع.

شخصيات المسلسل هم سوزان ماير (تيري هاتشر)، الأم المطلقة الوحيدة التي تستميت من أجل الحصول على الحب، وتذهب الى أبعد الحدود. ولينيت سكافو (فليسيتي هوفمان)، المرأة التي كانت موظفة في السابق لكنها فضلت حياة الضجر والسأم على غرف الاجتماعات والمكاتب والعمل. قررت ترك الأعمال والتفرغ لرعاية أطفالها الأربعة الذين يصعب التحكم فيهم. كما ان هناك شخصية ثالثة هي غابرييل سوليس (إيفا لونغوريا)، عارضة الأزياء السابقة التي حصلت على كل شيء، زوج غني، ومنزل كبير، إذاً ما الذي تفعله مع جون؟

الشخصية الثالثة هي شخصية بري فان دي كامب (مارسيا كروس) التي وصلت عائلتها لمرحلة التمرد، واخيرا هناك إيدي بريت (نيكوليت شريديان)، التي جعلت من غرامياتها مادة دسمة لهمس الجيران.

شوتايم التقت الأنيقة مارسيا كروس التي أدت بإتقان دور بري فان دي كامب لنكتشف الكم الهائل من المتعة التي تنتظرنا في هذه الضاحية التي تبدو غاية في المثالية، وكيف يكون الشعور عندما تكون جزءا فعالا من المسلسل الكبير Desperate Housewives.

هل تعرفين أشخاصا مثل بري دي كامب في الحياة الواقعية؟

- الكثير من الناس تحدثوا إلي حول هذا الأمر. نعم، أنا فوضوية جدا، لذلك أندهش دائما عندما أسمع عبارات مثل «ليتني قمت بخياطة زر ذلك القميص وليتني أحضرت سلة من الفطائر»، أو «لا أستطيع الخروج من البيت. لا أدري كيف يفعل الناس ذلك؟» أعني أن هناك سيدات مدهشات بحق وحقيقة ويتمتعن بذكاء خارق وهن ربات بيوت مثاليات.

وماذا عنك أنت، مارسيا؟ ما الشخصية الأقرب إليك من واقع الحياة؟

- كنت سأقول ماري أليس. أعتقد أنني غامضة قليلا كما انني أحب التمتع بخصوصيتي لذلك أظن أني أقرب ما أكون لماري أليس.

هل صحيح بأنك اختصاصية في علم النفس؟

- لقد حصلت على درجة الماجستير في علم النفس. لذلك فإن هذا المسلسل المذهل بالنسبة لي هو كالجنة الخصبة التي أتمتع فيها. كما ان مفهوم علم النفس في حد ذاته مدهش، لكن ذلك موضوع آخر.

إذا لذلك السبب ابتعدت عن التمثيل لفترة؟

- فعلاً، فجميع العروض التي حصلت عليها لم يكن من بينها دور يناسبني. وأنا لا أحب أن أصاب بالملل أو أكون مملة، اريد فعلا أن أحس بالإثارة والحماس لما أقوم به في حياتي، لذلك ذهبت إلى حيث أجد تلك الإثارة والحماس، وقد أحببت ذلك كثيرا.

وكيف عثروا عليك؟

- قمت بتجربة أداء لدور في مسلسل بعنوان «افروود» لا أدري إن كنت قد سمعت عنه، إنه مسلسل رائع، وقد حصلت على دور جميل فيه. وكنت حينها قد اتخذت قرارا بالعودة، فقد عملت لمدة سنة كاملة كمتدربة مقيمة في أحد المستشفيات، وشعرت بأنه قد آن الأوان لأقرر إما أن أستمر في العمل بالمستشفى أو أن أعود، وقد كان قراري بالعودة صائبا. ومن هناك جاء كل هذا، وهاأنذا الآن أمثل في Desperate Housewiveَّ.

كيف تم ترشيحك لتأدية هذا الدور؟ وهل رشحت لدور بري فقط أم شخصية أخرى؟

- أردت القيام بدور ماري أليس، فضحكوا علي، وأعتقد لأنني أتطابق معها، ومن ثم سألوني أن أقرأ النص لدور بري وكان رد فعلي «يا للهول» لأنه دور صعب للغاية. ولا يعني ذلك أن الأدوار الأخرى ليست صعبة، إنه بالتأكيد تحد كبير، ولكني مع ذلك قمت بقراءة النص ثم قلت «حسنا الآن عرفت لماذا أصروا علي لقراءة هذا الدور، لأنني أستطيع القيام به». كان النص طويلا جدا، ومضنيا لكني قمت بالدور في نهاية المطاف.

كيف تصفين شخصيتك في هذا الدور؟

- إنه مسلسل عالمي يشاهده الكل وحقق نجاحا في جميع أنحاء العالم. ففيه روح الدعابة الساخرة، وأعتقد أن العالم مهيأ لمشاهدة هذا المسلسل، فقد حقق أعلى نسبة مشاهدة في شتى أنحاء العالم وهو يعرض الآن في نحو 130 دولة.

هل تعتقدين أنه أمر صعب أن تصبح المرأة ربة منزل؟

- أظن أنه أمر في غاية الصعوبة. أنا لست ربة منزل لكني أعتقد أن هناك جنوداً مجهولين في عالمنا لأن أصعب عمل يمكن القيام به هو ان تصبح المرأة أما. ما أريد قوله هو «أي رجل يقول أريد أن أكبر وأغسل الملابس وأطبخ العشاء كل مساء لعائلتي»؟ هل يبدو ذلك شيئا ممتعا؟ على النقيض إنه عمل شاق، تسوق وتنظيف وطبخ... أعتقد أن النساء مخلوقات مذهلات.

هل تلقيت ردود فعل من السيدات، عبر البريد مثلا وهل سمعت أشخاصا يقولون هذه حياتي أو أنت تشبهين زوجتي إلى حد بعيد؟

- لا أعتقد أن الجزء المتعلق بأوجه الشبه يزعج المشاهدين لأنهم يعلمون أن الدور مبالغ فيه لأغراض التلفزيون والكوميديا. أعتقد أن بإمكانهم الانتماء والتشبه بجميع شخصيات المسلسل.

هل لنا أن نسألك لماذا أنت مهتمة بدراسة علم النفس؟

- أحب علم النفس، أحب الإنسان، وأعتقد أننا مخلوقات مذهلة. كما تعلمون لكل إنسان قصته، وفي حياة كل شخص تحدث أشياء كثيرة.

تشتهر مارسيا بلعب شخصية الدكتورة ليندا أبوت في المسلسل التلفزيوني الذي نال استحسان النقاد «أفروود» وهي معروفة أيضا من خلال شخصية الدكتورة كيمبرلي شو في الدراما الناجحة «ميلروز بليس».

ولدت وترعرعت في مالبورو بولاية ماساتشوسيت، وقد عزمت على أن تصبح ممثلة منذ اللحظة التي قامت فيها بالتمثيل في أول مسرحية مدرسية لها «ذا ويتش اوف بلاكبيرد بوند» في الصف السادس، وفي سن 18 تم قبولها في مدرسة جوليارد كدارسة للدراما.

على خشبة المسرح ظهرت في «لاروند» في مهرجان ويليامستون للمسرح، وفي «تولفث نايت» على خشبة مسرح هارتفورد، وفي «تو جنتلمن اوف فيرونا» في مسرح أولد غلوب في سان دييغو.

أول عمل تلفزيوني لها كان في مسلسل «ذا ايدج اوف نايت». ثم غادرت نيويورك لتجرب حظها في لوس أنجليس، وسرعان ما حصلت مارسيا كروس على أدوار في أفلام تلفزيونية مثل «ذا لاست دايز اوف فرانك آند جيسي» وشاركت البطولة في «ميلروز بليس» عندما مثلت في حلقة واحدة. وكان أداؤها ناجحا نال إعجاب المنتج ما حدا به لطلبها للظهور مرات أخرى، بعد إعادة شخصيتها التي ماتت إلى الحياة مرة أخرى لتواصل دورها في المسلسل الناجح.

شاركت كروس بطولة مسلسل «سينفيلد» والذي لعبت فيه دور صديقة طبيب الأمراض الجلدية، وفي «تشييرز» إذ جسدت دور الشقيقة الصغرى لشخصية كريستي ألي. كما ظهرت في الأعمال الكوميدية «ألي ماكبيل»، «سبين سيتي»، «ذا غاري تشاندلينغ شو» و«كينغ اوف كوينز». وتضمنت أدوارها الدرامية ظهورا في «سي اس آي»، بروفايلر، «تاتشد باي آن أنجل»، ومن بين أفلامها «ليفينغ إن فيير»، «ألويس ساي غوودباي»، «دانسينغ إن سبتمبر»، و«باد إنفلونس».

وإلى جانب مسيرتها المهنية الناجحة كممثلة تمكنت مارسيا من اكمال دراستها الجامعية، كما أتمت أخيراً تدريبها الأكلينيكي للحصول على درجة الماجستير في علم النفس.