العدد 1211 - الخميس 29 ديسمبر 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1426هـ

هكذا يصنع الحظ! (1-3)

فيصل بن علي comments [at] alwasatnews.com

-

في اليابان لا يوجد مصطلح (حظ موفق)، بل يقولون ببساطة (استمر)! ونلاحظ في هذه المعلومة الاعتراف بأن الحظ لا يكتسب، بل تصنعه بنفسك، بعرق جبينك وإيمانك بعملك. وجزء كبير من النجاح هو عدم ضياع الوقت بالتردد على الإقبال على مشروع ما، بل بأخذ الخطوات الصحيحة للتفقد مما إذا كان المشروع ذا قابلية للنجاح. فبدلاً من التساؤل ما إذا كانت فكرة جيدة أولا، توقف عن هدر الوقت وقم بثلاثة أشياء للتأكد من صحة الفكرة: البحث، التخطيط والاستشارة. في الجزء الأول من هذا الموضوع سنركز على العمل الأول وهو البحث. عندما تدرك فكرة ما، أو تقرأ عن تجارة تلهمك، كف عن التخوف أو اليأس وتذكر بأنك مازلت لم تسلك الطريق، ولا داعي للقلق. ويجب أن تكون متشجعاً وراغباً في دراسة فكرتك بجدية.

لنفترض أنك تفكر في استيراد البضائع من الخارج لتبيعها بالجملة على متاجر الهايبرماركت الكبرى. في بادئ الأمر، يتوجب عليك مراجعة السوق، وتقييم المنتوجات المتوافرة وغير المتوافرة. ولا داعي للتعقيدات، فقط اذهب وتسوق! انظر إلى ما حولك، واسأل عما هو جديد أو مرغوب. وربما تعتقد بأن التجارة هي مكاتب وأوراق. ولكنها أكثر بكثير. هي حركة، والقدرة على التفكير العشوائي للتفقد من الفرص أين وجدت. وإذا سنحت لك الفرصة والإمكان، سافر إلى البلدان المجاورة، زائراً الأسواق والمعارض التجارية. ولا تنسى الإنترنت، فلديك الكثير من المواقع للتعرف على الشركات ومنتجاتها، والحصول على تسعيرة البيع بالجملة.

وفي الوقت نفسه، تعرف على متطلبات المتاجر، وكيفية التعامل مع إدارة الشراء. ففي معظم الحالات ستجد بأن هناك عدة طرق لتوفير بضاعتك، منها البيع المباشر للهايبرماركت، ومنها استئجار وحدة بيع في مركز الهايبرماركت للبيع المباشر للزبائن. وأيضاً تحقق من موردي البضاعة، وتأكد من طرق الدفع السليمة. ولهذا استشر مصرفك، وتعرف على خدمة خطابات الائتمان وغيرها من الخدمات التي تيسر التجارة العالمية. أما بالنسبة إلى تمويل المشروع، فأول نقطة بحث هي مصرفك. فتعرف على القروض الشخصية والتجارية، وأيضاً استكشف وجود تسهيلات أخرى عبر بنك البحرين للتنمية. واعلم بأنك تريد تمويلاً جذرياً، ليس مشروطاً أن يكون أكبر من أول طلبية للسلعة. في المستقبل، يمكنك أن تزيد حجم التسهيلات كلما نجح البيع وأردت التوسع. المهم هنا هو أنك تبرز مدى جديتك، ولا تخشى الردود المحبطة، فإنها جزء من المبادرة كما أنها جزء من الحياة. كن متفائلاً واضبط المشروع الذي تريد القيام به حسب الموازنة المتوافرة. وفي بعض الأحيان لا يرى قيمة المشروع إلا المبادر نفسه ويضطر لرهن ممتلكاته للحصول على التمويل. ولا يقتصر التمويل على المصارف فقط، فاطرح المشروع على الأقرباء والأصدقاء، وستجد من سيشجعك ويتعاون معك، وهذا عادة ما يفعله المبادرون الذين مازالوا لم يثبتوا أنفسهم تجارياً.

وهذه النقاط التي ذكرناها تكون جوهر البحث، وهي باختصار: 1- تفقد السوق ووجود ثغرات يمكن أن تسدها بتوفير سلعة أو خدمة، 2- التأكد من الطرق المتوافرة لعرض وبيع السلعة أو الخدمة، 3- التمويل الجذري للمشروع

العدد 1211 - الخميس 29 ديسمبر 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً