العدد 2986 - الإثنين 08 نوفمبر 2010م الموافق 02 ذي الحجة 1431هـ

المطر... نعمة أم نقمة؟

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ليلة الأحد حيث كنت أكتب موضوعاً وقبل الانتهاء ممَّا عكفت على كتابته، حتى وجدت نفسي مضطراً صبيحة يوم الأحد، أن أكتب موضوعاً آخر في نفس اليوم عن هذا الحدث المهم الذي فاجأنا كضيف خفيف (المطر)، بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، استيقظنا على أمطار موسمية حبانا الله بها وأنعم الله بها علينا، وكعادتنا لم نتهيأ إليها بقدر كبير، وكل مرة نصحو من غفوتنا الكبرى ونقوم بالتفكير في كيفية معالجة مشكلة تجمُّع المياه وكيفية سحبها من الشوارع والقرى ودهاليزها ومعالجة خسائرها، إلا أننا هذه المرة نقول بصراحة بإحقاق الحق، لاحظنا استعداد أفضل من الأعوام السابقة، تمثل في تنظيف المجاري لشبكة الطرقات من قبل بعض الشركات الخاصة بعد تحذيرنا في مقال سابق من الفيضانات وطرق الاستعداد لها ومنها تنظيف شبكة الطرقات بالشوارع.

لا شك أن أمطار السماء، أمطار خير ورحمة على العباد والكائنات الأخرى، وتعود بالبركة الكبيرة على البلاد والعباد، حيث إن لها فوائد عديدة، منها: تنقية الهواء الجوي المحمل بالغبار والجراثيم والملوثات السامة الأخرى، فهي أشبه ما يكون بعملية غسيل كلي للهواء الجوي وترشيحه، تنعكس آثاره على رئتي الإنسان، وعلاوة على ذلك، تعمل الأمطار على ترطيب التربة وغسلها وامتصاص المعادن ومعادلتها، وتلطيف الجو، وتغسيل المباني من الترسبات العالقة، وري العشب والمزروعات، فنلاحظ جمال البر الأخاذ الذي يزدان بالنباتات الصغيرة عقب كل هطول.

وفي المقابل، يعتبر المطر نقمة، حيث إنه يقوم بتدمير البيوت المتهالكة (الآيلة للسقوط)، فيزيدها خراباً ودماراً. فكم من منزل لأهالينا في أواسط قرانا، يشعر القاطن بها بالخسارة الكبيرة والضرر البالغ جراء عدم احتمالها لزخات المطر البسيط، فكيف الحال لو كان الهطول غزيراً، واستمر لعدة أيام...! و قرانا أيضاً لم تصمد أمامها ساعات معدودة! وتداعياتها أمامه، وكأنها نذير شؤم على المواطن البسيط، ومصدر ضرر فاحش، بالإضافة إلى تدميرها للشوارع المتكسرة أصلاً، التي لم تصلها يد الصيانة والتطوير والتعمير، لمدى أكثر من 3 عقود.

مع كل إطلالة غيوم على هذا البلد، نرى مكاتب المرور تزدحم بالحوادث لرداءة البنية التحتية المتمثلة في عدم تنظيم الشوارع وإصلاحاتها، ومواقف السيارات تتلاشى وتنعدم بسبب المستنقعات المائية المتولدة من هذه الأمطار ما يخلق أزمة في الحركة المرورية، وكل ذلك نتاج ضعف البنية التحية للبلد في جميع جوانبها.

وفي موضوع ذي صلة وأهمية نطالب أعضاء المجالس البلدية الذين لم يدخروا جهداً، بتكثيف جهودهم الجبارة في إصلاح البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بالشوارع وترميم المنازل والتركيز على تركيب عوازل الأمطار لبيوت الفقراء. لا ننكر بمتابعاتهم الحثيثة فيما يخص البيوت الآيلة للسقوط وإنشاء الحدائق في الفصل السابق، إلا أنه هناك تقصير أو عدم متابعة لإصلاح الشوارع حتى باتت معظمها متهالكة، ولم تعالج كثير منها خاصة في الشوارع الرئيسية بين القرى وفي أواسطها إلا ما قل وندر.

الهدف مما نقوله هنا ليس الإساءة لأي شخص، وإنما نريد تسليط الضوء على المشاريع التي تخدم المواطن وتزيد من رفاهيته وحل ما يعيق راحته فعلى سبيل المثال - لا أن تقود سيارتك وكأنك في وسط البحر تموج بك يميناً وشمالاً - وبصفتنا راصدين للبيئة وناشطيها، يتحتم علينا من منطلق مسئوليتنا تجاه الجميع أن ندافع عن حقوق الناس وحماية مصالحهم، ونطالب بأمنهم وننتقد ما يضرهم ونطالب بتقويم أماكن الخلل الذي يهدد هلاك البشر، للدفع نحو ثبات الأمة واستقرارها لمواجهة التحديات والأخطار.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2986 - الإثنين 08 نوفمبر 2010م الموافق 02 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:18 م

      رسالة واضحة

      نطالب أعضاء المجالس البلدية الذين لم يدخروا جهداً، بتكثيف جهودهم الجبارة في إصلاح البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بالشوارع وترميم المنازل

    • زائر 1 | 10:59 م

      نقمه دامك في البحرين

      بصراحه المفروض نتعتبر المطر نعمه لكن دام في البحرين فراح يكون نقمه ..بيوت البحرين ملصقه بعلوج ..الشوارع فيضانات ..السيارات تبند من الماي
      بلده فقيره وتفتقر لابسط الامور اللي تعالج هالاشياء

اقرأ ايضاً