العدد 2986 - الإثنين 08 نوفمبر 2010م الموافق 02 ذي الحجة 1431هـ

على هامش المنتصف: من أشكال المساعدة المشروعة للطلاب في الامتحانات

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

لا يشك اثنان في أهميّة التقويم الجزئي للطلاب في جميع المراحل التعليمية، ولكن قد يختلف الكثيرون - ممّن هم على علاقة قريبة أو بعيدة من العملية التعليمية - حول شرعيّة المساعدة التي يمكن أن يمنّ بها المدرّسون أو المراقبون خلال امتحانات المنتصف أو النهائيّ.

وكما لا يخفى على أحد أن بعض أولياء الأمور وكثير من الطلاب يرغبون في المساعدة على حلّ أسئلة الامتحانات بمختلف الطرق المهمّ تحقيق النجاح وبعلامة جيدة إن لم نقل ممتازة ولا يهمّ بعد ذلك إن كانت الوسيلة التي تحقّق بها هذا الهدف مشروعة أو هي من باب من غشّنا فليس منّا».

لكنّ العجيب هو هذا الإلحاح على المطالبة بما ليس حقاً في جميع أنظمة التعليم كمساعدة المراقب على حل السؤال أو السكوت عنه إذا رآه الملاحظ يغش من غيره أو غضّ النظر عن الطالبة إذا رأتها المراقبة تستلّ البرشام تلو البرشام وكأنّها في حصة مراجعة لا في لجنة امتحان.

قلت إنّ العجيب هو هذا الإلحاح وخاصة من جهة الطلاب على طلب ما لا يحقّ لهم قانوناً وشرعاً من جهة، ومن جهة أخرى الزهد عن بعض أشكال المساعدة المشروعة والممكنة والمنظمة بل والمعتمدة في العديد من دول العالم وبالذات في التعليمين الإعدادي والثانوي طبعاً والجامعي وهذا شيء مؤكّد.

نعم الطالب في لجنة الامتحان خلال المنتصف أو في النهائيّ وفي العديد من الموادّ يجد نفسه مجبراً على التفكير باستعمال القلم قبل الإجابة حيث تأتي عليه فترات من الشك يتمنّى خلالها لو كانت معه ورقة بيضاء خارجية يدوّن عليها إجابته أو ينظمها على الأقل قبل كتابتها في ورقة الامتحان.

صحيح أن العديد من الاختبارات صارت اليوم تُجرَى في دقائق معدودات بفضل طريقة اختيار الجواب الصحيح من المتعدد حيث ما تلبث اللجنة تفتح الظروف وتوزع الأوراق حتى ترى المجتهدين والممتازين قد أوشكوا على الانتهاء أو انتهوا وهذا يدعو إلى الاستغراب وإلى ضرورة التفكير في بناء الامتحانات في بعض الموادّ. لكن بعض المواد الأخرى وأخص بالذكر منها الرياضيات والفيزياء واللغة العربية والعلوم واللغة الإنجليزية وغيرها وخاصة في مستويات متقدمة من مراحل التعليم يجد الطالب نفسه مجبراً على الكتابة على الطاولة لتذكّر قاعدة أو لتنظيم عناصر الموضوع الإنشائي قبل البدء فيه علماً أن مادة التعبير والمسماة حديثاً بـ «الإنتاج الكتابي» صارت تمر بمراحل لعل أهمّها مرحلة التصميم أي وضع تخطيط ينظّم الأفكار وفق نمط الكتابة الذي يطلب من التلميذ ومن هنا صار مسماه إنتاجاً كتابياً، وكل إنتاج ناجح لا بد له من تخطيط سليم، وقس على ذلك موادّ كثيرة ترى الطلاب يتسوّلون المراقب ورقة خارجيّة، وهنا يتقاطع القانون مع الاجتهاد الشخصي، وتتميز لجنة عن أخرى، ويضيع بين هذا وذاك مبدأ تكافؤ الفرص بين الممتحنين!!

ففي لجنة يجتهد المراقب ويسمح باستعمال ورقة خارجية بعد أن يوقّع عليها وفي أخرى يتشبث الملاحظ بالقانون خشية الغشّ.

فلماذا لا نعيد النظر مليّاً في في القضيّة ونقوم بتنظيمها لمصلحة الطلاب لماذا لا ننسج على مناويل ليست بعيدة عنّا فنخصّص لبعض الموادّ في الاختبارات ورقة خارجيّة مختومة من الإدارة توزّع مع دفتر الامتحان يسجل عليها الطالب اسمه ويعاقب إن وجدت ورقته عند غيره.

وكيف تمرّ إلى غيره إن كان المراقب جادّاً في عمله بل أحياناً وخاصة في اختبارات النهائيّ تجد مراقبَيْن وهذا كفيل بالحدّ من الغشّ بل يمنع كل أشكال الغش بقدر ما هو كفيل بتوفير ظروف عمل أفضل لطلاب صاروا على أبواب الجامعة يحتاجون اليوم أكثر من ذي قبل إلى تنظيم أفكارهم قبل أن يكتبوا.

فهل يكتب لهم ذلك في القريب العاجل؟

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2986 - الإثنين 08 نوفمبر 2010م الموافق 02 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:45 ص

      مساكين يالبنات

      عاد الصراحة تبون الصدق
      فرق السما والارض بين مدارس الاولاد والبنات
      الشباب يغشون على راحتهم ومحد مجودنهم
      اما البنات ما يلحقون يرفعون راسهم الا حصلوا زفة محترمة
      ولا احد ينكر هالشي لانه واضح وضوح الشمس
      البنات يحصلون على درجاتهم بجد واجتهاد والصبيان بالغش ..

    • زائر 1 | 12:11 ص

      والله ليش لا

      فكرة جميلة وتحقيقها ممكن
      إن شاء الله نراها على أرض الواقع

اقرأ ايضاً