العدد 2988 - الأربعاء 10 نوفمبر 2010م الموافق 04 ذي الحجة 1431هـ

أنقاض وفوضى!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

تتأمل «حبر» بعض الأُجراء فلا تجد غير «القار». تتأمل بعض الرؤوس التي تظن أنها مفكّرة ومُؤصّلة، فلا تجد غير «الأحذية». تتأمل حالات من المراهقة في ذروة شذوذ ممارساتها وهي تناهز الستين عاماً، فلا تجد غير هواة في ملهى مفتوح على الخلاعات! تتأمل عنفواناً مصطنعاً فلا تجد إلا «عكّازاً» في طريق غير معبّدة!

كل يؤرّخ لشهواته ونوازعه وتطلعاته ومكاسبه؛ ولكن لا أحد يسجّل موقفاً لخلل قائم! لا أحد يتحدث عن «الخراب» بالحماس الذي يتحدث فيه عن «أبراج» تستفز الفقراء والعاطلين عن العمل وباعة قناني المياه أمام تلك الأبراج! لا أحد يتحدث عن العار، بقدر البلاغة الموجهة للحديث عن هندسة تبرير ذلك العار والمجد الذي لن يجئ!

كأننا مشروعات قبور أكثر من كوننا مشروعات أمة قادرة على الخلق والصيرورة والإبداع ومفاجأة العالم! نحن أمام عمى يدّعي قدرته على «نبش» الكنوز. أمام انهيار يدّعي قدرته على اجتراح «الطيران والصعود». أمام شلل مقيم يدّعي قدرته على مضاهاة كل «خيول» الدنيا في مضامير مفتوحة على الأفق!

نحن أمام تهريج يختصر «الحكمة»، وتأصيل المعرفة. أمام انهمار «حمم» تحاول إقناع الموتى بأنها «غيث» في يوم قائظ! أمام كهولة تصر على أنها في الربيع البكْر من العمر!

ثمة ركاكة في المشهد. مشهد البشر وهم يساقون إلى جحيم الآلة. آلة الاستحواذ. آلة البطش من الماء إلى الماء، ويراد لهم بعد ذلك البطش أن يذكروا محاسن جلاديهم! وإلا فإنهم خارج سياق الأخلاق! باختصار، تتحول الأنهار الافتراضية إلى «مصاهر» للبشر قبل الحديد. يتحول المرح العابر والنادر والبريء إلى تطاول على دولة. ويتحول الاحتجاج إلى انقلاب على الخلافة الإسلامية بأسرها وإن لم تكن حاضرة وماثلة!

كيف يمكن لنا أن نثبت إنسانيتنا ونوعنا في ظل أنقاض وفوضى كهذه؟

***

يموت الحصان كمداً

حين يتحول الفارس إلى مهرّج!

***

ارتكبوا مزيداً من الحماقات

إن أردتم إنقاذ العالم!

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2988 - الأربعاء 10 نوفمبر 2010م الموافق 04 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:27 ص

      جميل الذي تكتبه يا جعفر

      ما اروع ما كتبت يا جعفر
      اتعرف اني مستعجب من هولاء المعلقين
      لقد علقوا على كل الاخبار ، حتى دخلوا في التفاهات
      وهذا عمودك الشامخ الذي يتحدث عن قدرهم لم يعيروه اي اهتمام
      لأنهم لا يعرفون ما كتبت ، او يعرفون ولكنهم يتجاهلون
      وطالما هم هكذا ، فابشر بانا دائما سنكون مشروعات قبور , لأنا أموات

    • زائر 2 | 10:07 م

      مسرح الرافضين

      أبدعت كما أنت دائما في النقد
      فلتكن أنت المبدع في البناء
      المعرضة قدرك الأبدي!

    • زائر 1 | 9:55 م

      نعم الدواء ومكان الجرح !!!.

      نعم الدواء أيها الكاتب أنت حددت أمكنة الجروح التي يهابها أصحاب الذمم الرخيصة - مدفوعي الاجر تزييف للباطل وتميع لكل ما للحق من سبيل وكفى بكل ما جرى ويجرى حسيبا!!. تحيات أبو جعفر

اقرأ ايضاً