العدد 2998 - السبت 20 نوفمبر 2010م الموافق 14 ذي الحجة 1431هـ

فقد الأحبّة في عطلة العيد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رحل عن دنيانا علي عبّاس العمادي، والوالدة نور السادة، حيث فقدناهما في عطلة العيد، وباغتتهما المنية في هذه العطلة، وعلي عبّاس العمادي من أهل الحد الطيبين الذين ناضلوا من أجل مبادئهم وأهدافهم السامية، والوالدة نور كذلك، كانت من الأمّهات اللاتي لهن حضورهن في المنطقة.

فقد الأحبّة صعب جدّا بسبب الفراق، ولكن فقدهم في عطلة العيد صعّبت الموضوع أكثر على من يحبّهم ويعرفهم، ويكفي إن كانت العلاقات وطيدة، فهي تزيد من الهم والحزن أكثر، ورفع الأيادي طمعا في صبر فقد الأحبة من الضرورات اللازمة من أجل مواصلة الحياة.

وان كنّا اليوم نحزن على من فقدناهم، فانّنا نتمنى وجودهم في جنان النعيم، وقد فاجأتني الذاكرة بأنّ والدي توفّي في نفس الشهر من أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2001م، وكان لوفاته ألم شديد على قلبي، الاّ انّ حسن الخاتمة باذن الله تشفع له ولهم يوم القيامة.

رحل الطيبون الأصيلون عن أرض الخلود، وتبقى الذكرى الجميلة، عالقة في ذكريات وملفّات أذهاننا، ومن أجلهم نجدّد الحب بتعليم ما علموّنا اياه الى أبنائنا، من حب العفّة وملازمة الكرامة، وعدم الانحناء الى أي أحد مادام الحق معنا!

للأسف الشديد، اذا مات أحدهم من زمن القدماء، تموت معه الكثير من المعارف، وحتى لا نفقد هذه المعارف لابد لأجيالنا الاطّلاع عليها من خلالنا، والا فان هذه الكنوز ستذهب يوما بعد يوم.

تجرّعنا العادات والتقاليد من خلالهم، ولكننا نلاحظ بأنّ هذه العادات الجميلة تنمحي شيئا فشيئا، كعادة أكل الطعام على سفرة واحدة في الوجبات الرئيسية الثلاث، أو عادة التجمّع مع الأهل كل أسبوع من أجل التواصل. أو حتى عادة قراءة جزء من القرآن الكريم بعد صلاة الفجر كلّ يوم!

ولا أخفيكم علما بأنني قد أكون واحدة ممّن تركت هذه العادات بسبب ظروف الحياة السريعة والمتغيّرة في وقتنا الحاضر، ولكن ليس هناك إنسان كامل بل يحاول الوصول الى الكمال.

ما أجمل الحياة عندما كانت بسيطة وكنا صغارا مع والدينا، وفجأة نكبر ويهرمون ومن ثمّ يموتون، ولا يبقى شيء منهم الا ذكراهم وعملهم الصالح المشهود لهم.

لذلك دعونا نستفيد من اللحظات التي تجمع الأحبّة ولا تفرّقهم، فهي قصيرة وجميلة، ونحتاجها عندما نفقدهم، فلا تبخلوا على أنفسكم من متعة تواجدكم مع هؤلاء الأحباب. وتذكّروا بأنّ الدنيا سريعة هذه الأيام، واغتنام وجود الأحبّة هو ما يبقى في الذهن الى آخر العمر

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2998 - السبت 20 نوفمبر 2010م الموافق 14 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 2:50 م

      بنت الخياط

      كان نعم الأب ونعم العم .. عمي علي .. اختاره الله في الايام المباركة وهي أيام عيد الأضحى المبارك بإذن الله له نعم المنزلة ونعم الحياة في جنات النعيم .. فإن غاب عن أعيننا فإنه لم ولن يغيب عن قلوبنا وبدعاءنا الصادق من أعماق صدورنا وقلوبنا..
      رحم الله موتانا وموتى المسلمين أجمعين

    • زائر 11 | 2:36 م

      أستاذي و أخي وأبي الحنون (2)

      كنتُ ألجأ إليه في كل ما يجيش بصدري ويضايقني كطفلٍ مرهف الحس. لن أنسى ذلك اليوم الذي وجدني فيه شاردَ الذهن في الصف، وفي الفسحة بحث عني حتى وجدني، وسألني عمّا بي، فقلت لا شيئ يا استاذ!، قال هل تحبني؟ قلتُ نعم، قال إذا كنتَ تحبني فعلاً فإنك تخبرني. فتحتُ له قلبي و قلتُ أن زميلي فلان قال لي (ياالعجمي)! ضحك و قال:(يبه لا تحط في خاطرك،كلنه إهوله، والأصل فخر، و زميلك ما يكرهك يبه بس فضول اليهال) هذا الكلام أزال كل همي. رحمك الله يا أستاذي الفاضل وأبي الحنون، وأسكنك فسيح جناته ./ محرقي أصيل

    • زائر 10 | 2:33 م

      أستاذي و أخي وأبي الحنون (1)

      إبنتي العزيزة مريم: لقد فوجئتُ وصُدمتُ بهذه الفاجعة من خلال قراءتي لمقالك اليوم، والذي نزل على كالصاعقة، رحم الله المربي الفاضل أستاذي العزيز على عباس الذي تشرفتُ بتدريسه لي في الصف الأول والثاني إبتدائي أواخر الخمسينات و بداية الستينات. لقد علمني الحروف الأولى التي زرعت في نفسي الحب للغة الضاد ومحاولة إتقان قواعدها . و اليوم و أنا في هذا العمر عندما أمسك القلم لأكتب شعراً أو نثراً أتذكر ذلك المعلم صاحب الفضل في لغتي. لقد كان لي أخاً اكبر وأباً حنوناً ألجأ إليه في ساعات الضيق...يتبع/محرقي أصيل

    • زائر 9 | 10:35 ص

      غظم الله لك الأجر

      أخت مريم الشروقي - عظم الله لك أجرك واسكن الله الأحبة المفقودين جنات النعيم ورحم الله موتى المؤمنين والمؤمنات.

    • زائر 8 | 3:08 ص

      عواجي

      قبل العيد ابن العم المرحوم ابراهيم عواجي وبعد العيد ابن عمه حسن المرحوم حسن عواجي في رحمة الله والله يرحم الجميع .

    • زائر 7 | 2:39 ص

      خالي العزيز

      الله يرحمك يا خالي علي و يغفر لك , كنت خير رجل و اكرم و رجل ولقد اخجلتنا من كثر عطائك الدائم , لقد حزنت على فراقك و لكن فرحت لسببين لموتك يوم الجمعة و نطقك للشهادتين من نطق الشهادتين مع العمل الصالح دخل الجنة ومن مات يوم الجمعة اعاذه الله من فتنة و عذاب القبر
      "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"

      فرحمة الله عليك يا ابا الجميع فالقوب حزينه لفراقك

    • زائر 6 | 2:12 ص

      الله يرحمك يا اعز الناس

      مقالك تحدث عن شعور غالبيتنا .. فالنسبة لي شعوري ليلة العيد وفجر العيد وبعد صلاة العيد شعور بالوحده والحزن .. لانني افتقد اعز الناس لي ، حيث تعودت من زمن وانا ابخر البيت لهم وانتظر طلة فجر العيد لكي اكون اول من يقبل راسهم ويدهم واعطرهم بأغلى العطور واحرق اجود انواع العود لهم .. وانتظر زوارهم .. ولكن رحل العيد واصبح بعيد بعد رحيل اعز الناس .. الله يرحمك يايبه ويغمد روحه الجنه ويطول بعمرك يالغاليه ويقوي عافيتك ويخليك لنا ..

    • زائر 4 | 1:53 ص

      بومحمد

      نعم رحل الغالي على عباس العمادى بو أيمن الرجل الذي احببناه اخاً وصديقاُ ووالداُ فهو الرجل الذي يضرب به المثل في حسن التعامل مع الاخرين
      . رحمه الله رحمه واسعة وادخله فسيح جناته ولهم أهله وذويه الصبر والسلوان

    • الحقيقة المرة | 12:55 ص

      راح العش الكبير والسبب كلمه مشغول

      سبحان الله كيف تغيرت الدنيا بعد رحيل الوالدة الله يرحمها كيف أصبحنا بعد ان فقدنا العش الذى كان يلمنا فى كل يوم جمعه وأيام المناسبات بشكل عام وكان يلم أطفالنا فى بيت الوالد الله يرحمه وكيف كانت ايام العيد تزخر بالأطفال وهم يلعبون في فناه المنزل هذا لعب كره وهذا يلعب مسدس وهذا يجرى وينجرح يعنى كانت محل الى التجمع العائلى( العش الكبير ) تدخل البيت تحس ان البيت فيها روح فيه رطوبة الحياة فيه الذكريات الطفولة فيه حب الحياة وبعد رحيلها تفرقنا. واصبح التجمع شبه معدوم وصار الكل يقول مشغول . سبحان الله

    • زائر 3 | 11:48 م

      عزيزتي

      لامستي الجرح بمقالك الرائع ..
      هكذا أنا في كل عيد .. افتقد والدي الحنون رحمة الله عليه
      الله يرحم موتانا ومواتكم .. اللهم آمين ..

    • زائر 2 | 11:25 م

      الى والدي العزيز

      رحمك الله ياوالدي واسكنك فسيح جناته، كنت نعم الأب الحنون صاحب اليد الكريمة المعطاء، كنا نحن -أبناؤك- شغلك الشاغل تغدق علينا بحبك وعطفك وحنانك وسخائك، وقد مرت الأعياد في هذا العام بدونك وستمر أعياد أخرى ولكنك في القلب دائما، فرحمك الله وجزاك بالاحسان احسانا

    • زائر 1 | 10:42 م

      أبن المصلي

      بفقد الأحبة تتحول الدنيا مظلمة في أيام العيد الله يربط على قلوب اهلهم بالصبر والسلوان فالموت حق والقبر حق والكفن حق ومنكر ونكير في القبر حق وهذه الدنيا فيها الأنسان كاراكب راحلة توصله الى مبتغاه وفي نهاية الأمر يخرج منها فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وقد فقدنا في أيام عيد الأضحى صديقنا الغالي الشاب المهذب المؤمن الخلوق السيد أنور السيد جواد آل شرف وكانت والله صدمة لنا جميعا نحن معارفه ومحبيه ولكن لااحد يقف أمام قضاء الله وقدره فممات الأنسان خيراً له وحياته خيراً له والله خالقه وهو اعلم به

اقرأ ايضاً