العدد 3001 - الثلثاء 23 نوفمبر 2010م الموافق 17 ذي الحجة 1431هـ

من «أم أيمن» إلى «أبو أيمن»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رسالة نقلتها لنا السيدة فاطمة علي حسين «أم أيمن»، تعبيراً عن حبّها وحزنها على فقيدها علي عبّاس العمادي «أبو أيمن» رفيق عمرها ووالد أبنائها، من خلال تلك الدموع التي ذرفتها وهي تتقبّل العزاء فيه، ومن خلال سمات الحزن المرسومة على تعابير وجهها.

مربّية الأجيال «أم أيمن» كانت من الزوجات الصالحات، والأمّهات المخلصات في بيتها ومدرستها، ولم تكل أو تمل يوماً من تأدية الواجب الثقيل بسبب المسئوليات، على جميع المستويات والأصعدة، وهي لا تُلام اليوم في مصاب القلب، فمن هو «أبو أيمن» الذي تبكيه هذه السيدة؟!

إنّه رجل غير عادي؛ لأنّه حافظ على مبادئ من زمن القدماء، وكان ربُّ أسرة ضرب أساسها في قواعد بيته ومع زوجته، وربّى شباباً وأخرجهم لمواجهة المجتمع بثقة، وأصبحوا كوالدهم ووالدتهم، مخلصين للوطن، مُعطين ولاءهم وحبّهم الشديد له.

ما أجمل أن يُحاط البيت بالحب، وما أروع عندما نرى ثمرات الحب بشكلها الصحيح، وما أبهى صور العلاقة الزوجية عندما تكون قوية ومتينة بهذا الشكل، فهما حبيبان وصاحبان ورفيقا عمر، ولم يفرّقهما إلا الموت، أما أرواحهما فهي ما زالت مترابطة وباقية إلى أن تلقاه «أم أيمن».

وجدنا نظرات أم أيمن تشكره كلّما تحرّكت المقلتان، ووجدنا لسانها رطباً بكلام طيّب عن ماضيه وعما قدّمه لأسرته وأهله، كما لاحظنا الإخلاص اللا متناهي من تلك المرأة المؤمنة بقضاء الله وقدره.

من أم أيمن طرحت الكلمات وجودها في هذا المقال، ولكأنّها قالت لنا بأن كل كلمات الدنيا لن توفي ذلك العزيز الذي فقدته؛ لأنّه وبرغم البساطة التي أحاطت حياته، فإنّه كان شهماً ورجلاً بكل معاني الكلمات. وهذه رسالة تبعثها أم أيمن إلى كل زوجة وزوج، منشغلين بمشكلاتهما، بأن يستفيدا من الوقت المتبقّي، وأن يحاولا إصلاح العلاقة بينهما، فليس هناك أسمى من علاقة الزوجين، وخاصة عندما ترتقي بهذا الحب والاحترام.

فالدنيا غرّارة، ولا تفيد العلاقات المتصدّعة، وإن كان هناك خلل وجب تعديله، وإلاّ فإن إنهاء العلاقة في الحياة أفضل من إنهائها عند الممات، حيث لا أحد يعلم منيّته متى تكون، فليستغلّ الوقت في رؤية الواقع، والنظر في أصل العلاقات، التي قدّسها الله سبحانه وتعالى. والموت ليس صعباً على الإنسان، ولكنّه صعب على من حوله، وخاصة من أحبّه وعرفه، فهناك بعض النّاس لهم حضور في حياتنا وإن كنّا غافلين عن ذلك الحضور، وفراقهم يجعل القلب خاوياً مظلماً، لا يخرج إلا بعد فترة من الحداد الداخلي.

شكراً لكِ يا أم أيمن على هذا الحب والإخلاص، وشكراً لكَ يا أبو أيمن على حبّك لأسرتك وأهلك، وليجعلك الله في جنان النعيم، فلقد كنت في يوم من الأيّام ذلك الرجل غير العادي الذي نستفيد منه في معاني حياتنا الأسرية.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3001 - الثلثاء 23 نوفمبر 2010م الموافق 17 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 8:48 ص

      الله يرحمك

      الله يرحمك يا عمي بوو ايمن
      وجزاكي الله خير يا عمتي

    • زائر 8 | 3:23 ص

      أبوأيمن....شخصية العام 2010...رحمة الله عليك

      رحمة الله عليك يابوأيمن ....هذا الإنسان لا يملك أي أحد إلا أن يقع في حبه....طيب....أصيل....مرح إلى أقصى درجة....ولا يكل أو يمل من مساعدة الناس.....كانت جنازنه رحمه الله تعج بالآلاف...وطوابير المعزين لم أرى لها مثيل.....كان صادقا مع نفسه ومع من حوله فأحبه الجميع......البركة في أبناءه أيمن وأحمد ومحمد وخالد....سبحان الله هم نسخ من أبيهم....رحم الله موتى المسلمين وجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى من غير سابقة عذاب...آمين

    • زائر 6 | 3:56 م

      ابن ابو ايمن

      لك أم أيمن في الفؤاد معزة... والعشق فّـْي الأحشاء يا أمي عظيم ,
      نفسي بكم مسرورة ومحبة... لحبيبة اختارها الرجل الحكيم ,
      لّك داخلي يا أم خٌـّيْرٌ مكانة .... هذي وصية احمد منذ القديم .

    • زائر 5 | 4:12 ص

      رحمك الله يا ابو ايمن
      نعم الزوجة ام ايمن
      بصراحة عندما قريت هذا المقال لقد بكيت عليه وبصراحة انا عمري ما سمعة عنة او اعرفة ولكن اسلوب المقال والطرح بكيت علية وقلت يا خسارة المهم هو في يد الله وهو ارحم منا بة جعلة الله في رياض الجنان ان شاء الله وهو على كل شي قدير رحمك الله يا ابو ايمن وتعازينا الى الاخت الفاضلة ام ايمن
      ايهاب زين الدين ( بو صالح )

    • زائر 4 | 11:37 م

      w

      الله يرحمك يا بو أيمن ويغمد روحك الجنه

    • زائر 3 | 8:54 ص

      رحمك الله يابو أيمن

      جزاكما الله خيرا يأم وأبو أيمن أن أنجبتوا لنا إنسانة مثل الدكتورة رنا التي يكن لها جميع عمال البا كل إحترام وتقدير. الفاتحة لروح والدها.

    • زائر 2 | 6:32 ص

      مواطن

      نعم الزوجة ونعم الزوج نتمني من جميع الاسر ان تبني اعشاشها على المحبة والتواصل وغرس المبادئ كما فعلت زوجة بوأيمن بصراحة مقال رائع فليرحم الله زوجها ويسكنه فسيح جناته و يلهم اهله الصبر والسلوان انه قادر على كل شئ

    • زائر 1 | 2:59 ص

      رحمك الله يا ابو ايمن

      في البداية اتقدم بأحر التعازي الى اسرة الفقيد ابو ايمن .. بصراحة عندما قريت هذا المقال لقد بكيت عليه وبصراحة انا عمري ما سمعة عنة او اعرفة ولكن اسلوب المقال والطرح بكيت علية وقلت يا خسارة المهم هو في يد الله وهو ارحم منا بة جعلة الله في رياض الجنان ان شاء الله وهو على كل شي قدير رحمك الله يا ابو ايمن وتعازينا الى الاخت الفاضلة ام ايمن

اقرأ ايضاً