العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ

الحرب الأميركية في أفغانستان باتت أطول من الحرب السوفياتية

باتت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ تسعة أعوام وخمسين يوماً أطول من الاجتياح السوفياتي لهذا البلد في ثمانينات القرن الماضي، مع التحدي الشائك نفسه الذي واجهه هؤلاء، محاولة إيجاد مخرج مشرف.

وينتشر في الأراضي الأفغانية الوعرة، التي مازالت بعض أجزائها تذخر بحطام الدبابات السوفياتية التي شاركت في الاحتلال السوفياتي من 1979 إلى 1989، نحو 140 ألفاً من القوات الأميركية وقوات الحلف شمال الأطلسي المكلفة الدفاع عن حكومة كابول في مواجهة التمرد الشرس الذي تقوده حركة «طالبان».

وجاء الإعلان خلال قمة لشبونة الأخيرة عن انتهاء المهمة القتالية لقوات التحالف في نهاية العام 2014 ليذكر بأن السوفيات واجهوا التحدي نفسه، بناء قوات أفغانية قادرة على تولي أمن البلاد وحدها وإتاحة سحب القوات الغازية. إلا أن الوضع الحالي لا يدعو للتفاؤل.

ففي تقرير نشر يوم السبت الماضي اعتبر معهد الأبحاث الدولية «انترناشونال كرايسز غروب» (المجموعة الدولية للازمات) أن الغرب في طريقه للفشل في أفغانستان. واعتبر المعهد أنه «من دون دعم خارجي فإن الحكومة ستنهار وحركة طالبان ستسيطر على معظم أنحاء البلاد والنزاعات الداخلية ستتفاقم ما يثير المخاوف من عودة الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد في التسعينات».

فبعد الانسحاب السوفياتي هاجمت فصائل زعماء الحرب الحكومة الشيوعية قبل أن تتحول إلى القتال فيما بينها. ولم تتوقف هذه الحرب الأهلية الدامية سوى في العام 1996 مع استيلاء حركة «طالبان» على السلطة وهو الأمر الذي رحب به في البداية العديد من الأفغان الذين شعروا بالارتياح لانتهاء المعارك.

لكن وبعد نحو 20 عاماً اعتبر مؤخراً الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيوف، الذي كان هو نفسه الذي أمر بالانسحاب غير المظفر في العام 1989، أن انتصار الغرب في أفغانستان أمر «مستحيل». وتفقد القوات الأميركية وقوات الحلف شمال الأطلسي المزيد من الجنود سنوياً في هذا البلد فيما يشعر الرأي العام الغربي بالملل من هذا النزاع البعيد الذي لا ينتهي. لكن عند المقارنة يبدو الاحتلال السوفياتي أكثر دموية مع سقوط أكثر من مليون قتيل في الإجمال.

ويشير عضو اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، نادر نادري إلى أنه كان «يجرى إخلاء القرى الواحدة تلو الأخرى بسبب القصف السوفياتي الأعمى. لقد كانوا شديدي القسوة. في حين أن قوات الائتلاف أكثر انتقائية وأكثر تحديداً» للأهداف. وأشار نادري إلى أنه إذا كان عدد القتلى المدنيين زاد حالياً فإن نحو 15 ألف مدني قتلوا منذ نهاية 2001. وقال «نعم الناس يشعرون بالغضب عندما يصاب مدنيون (...) لكن توقعاتهم باتت أكثر كثيراً من ذي قبل».

والاختلاف الآخر وفقاً لبعض المراقبين هو أن السوفيات كانوا يواجهون مقاومة موحدة نسبياً من قبل «المجاهدين». في حين أن مشكلة الأميركيين كما يشير المحلل الأفغاني، محمد يونس فاكور «هي أن حلفاءهم الأفغان غير موحدين. أنهم مجموعات متفرقة لا تسعى سوى إلى تحقيق مصالحها الخاصة».

وهذا التعقيد الجديد، إضافة إلى الشبكات المالية المافيوية الأكثر تطوراً واتصالاً بالعالم الخارجي عنها قبل 20 عاماً يجعل مهمة الأميركيين أكثر تعقيداً مما كانت عليه مهمة السوفيات.

العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:28 م

      ابوعمرالبلوشي نصيحة لقوات الاحتلال

      اكثر الافغان يرددون : هل تعتقد امريكا ان الافغان ضحوا بمليون ونصف المليون لتحرير اراضيهم من السوفييت سيبيعون دماء شهدائهم لامريكا ؟ تحية من اعماق قلبي الى شعب الافغان تحية الى من رفع راية لا اله الا الله امام قوة عسكرية هائلة وميزانية هائلة واعلام مضلل في انحاءالعالم وها هم رغم جراحاتهم الكثيرة يسطرون ملحمة العصر (افغانستان تنتصر على دول العالم اجمع )

اقرأ ايضاً