العدد 3010 - الخميس 02 ديسمبر 2010م الموافق 26 ذي الحجة 1431هـ

خيال «البارشا» وعنجهية «الريال»

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن أشد المتفائلين في برشلونة وأشد المتشائمين في ريال مدريد يتصورون أن قمة الدوري الإسباني بين الفريقين ستنتهي بالصورة التي انتهت عليه، فلا يزال أنصار الريال في كل مكان في العالم في ذهول تام من الخسارة التي تعرض لها فريقهم أمام (البارشا)، وكما يقول مدرب الريال السابق خواندي راموس ان الخسارة بخمسة أهداف مقابل لاشيء أكثر صعوبة من الخسارة بستة أهداف مقابل هدفين.

قد أكون لست الوحيد ممن تابعوا (قمة الأرض) بين البارشا والريال أتضايق لما أن تصل الكرة لأقدام لاعبي الريال، فبالنسبة لي ان الفارق الحقيقي ما بين الفريقين ليس النتيجة بقدر ما هو الأداء الخرافي داخل الملعب الذي قدمه لاعبو البارشا دون استثناء، والسلوك الحضاري الذي ظهر عليه اللاعبون، على العكس تماما من لاعبي الريال الذين أخرجوا (وليس خرجوا) من جو المباراة بسبب العجز عن مجاراة إمتاع البارشلونيين.

فوز البارشا بالمباراة ليس نهاية المطاف في الدوري الإسباني، فالفوز يساوي ثلاث نقاط فقط، كما الفوز على ألميريا بالثمانية والفوز على فالنسيا بهدفين لهدف، وقد يعود الريال للصدارة من جديد، فهو لا يزال مرشحا للتتويج بلقب الدوري، وذلك لا خلاف عليه، إنما المباراة كشفت أن هناك في الريال من يلعب لشخصه واسمه فقط وأن في برشلونة يلعبون بروح الفريق الواحد.

لذلك لم يجد السويدي زالاتان إبراهيموفتش مكانا أساسيا أو رئيسيا مع المجموعة الساحرة، وهو الذي جاء من الإنتر ميلان بالرقم الأعلى وبالشخصية التهديفية المعروفة، وهو الذي بعد فشله الذريع مع البارشا، عاد للنجاح في إيطاليا عبر بوابة أي سي ميلان، وذلك تأكيدا على أنه ليس أي لاعب مهما كانت كفاءته في ناديه قادرا على اللعب في البارشا الآن.

لست متقدما في العمر، حتى أقارن ما بين البرازيل في السبعينات والبارشا في القرن الجاري كما يقارن البعض، ولكن من يوفق ويتابع البارشا الآن، فهو يشاهد الوجه الجميل والراقي لكرة القدم، الوجه الذي قد لا يراه مستقبلا بعد انتهاء العمر الافتراضي لنجوم الكرة الراقية (ميسي، إكزافي، إنيستا) و(العلم عند الله).

قد يكون الدوري الإسباني ليس الدوري الأقوى في العالم، ولكل دوري طبيعة خاصة، إلا أنه بكل تأكيد ومن دون مبالغة لا يوجد مباراة تستحوذ على اهتمام العالم أكثر من مباراة الريال والبارشا، ولا يوجد فريق في العالم يسحر الجمهور ويمتع العين أكثر من برشلونة.

في السابق، لما كان الدوري الإسباني ينقل عن قناة رياضية متخصصة أخرى، غير قناة الجزيرة الرياضية التي جاءت لتكسر التعنت في الاحتكار، بمبالغ في متناول عامة الناس، لم يكن أحد يتحدث عن الدوري الإسباني أساسا، واليوم الفرصة سانحة للمشاهدة، ولكن لابد من الاستفادة والتعلم وخصوصا لمن يلعب الكرة ويداعبها، ففي الدوري الإسباني العبر، فلا تنظروا للتقليعات المتجددة فقط.

علينا فعلا، أن نقول كلمة (شكرا) لقناة «الجزيرة الرياضية» التي أحدثت نقلة نوعية في عملية احتكار النقل التلفزيوني للبطولات، بحيث أنها راعت ظروف جميع فئات المجتمع الرياضي، وفي الواقع أن ذلك يحسب للقناة الرائدة، ونتمنى بحق أن تسير القناة في هذا النهج.


آخر السطور

إذا كان من لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم الكبار في الوقت الحالي من يستحق التكريم والتقدير والثناء، فإنه نجم نادي مدينة عيسى سابقا، ونادي الرفاع المحترف في صفوف العربي القطري حاليا سلمان عيسى، اللاعب ذو الوفاء والمقاتل والذي لا يتكبر على فانيلة المنتخب، والذي محل حب الجمهور البحريني والقطري بشكل خاص والخليجي عموماً، كم أعجبتني كلماته حين صرح لإحدى الصحف الزميلة (لو تبقت 3 ثوان من عمري سأظل متمسكا بالمنتخب)، فعلا هي كلمات تستحق التوقف عندها من قبل الجميع.

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 3010 - الخميس 02 ديسمبر 2010م الموافق 26 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:56 ص

      !!!

      من متى صار برشلونة فريق صاحب اخلاق ؟؟
      اصلا المبارة اختربت من لاعبين برشلونة، من بداية المبارة وهم يكسرون، الشوط الثاني الريال لعبو بالمثل وصار الفريقين يلعبون بخشونة، بس لو بنلاحظ ان برشلونة الي خبر المبارة ...
      ولا تنسون شنو سوو الجمهور في باص الريال قبل المبارة، ياعزيزي الصحفي، تمبي تسوي روحك حيادي بس مو عارف، قول انك برشلوني وخلصنا، وثانية المتعة ماتجي باللعب الخشن، تجي باللعب النظيف والمهاري ....

    • زائر 5 | 5:20 ص

      صحفي منحاز

      صحافي حيادي ما شاء الله ..
      عجبني اسلوبك المنحاز بشكل غريب..
      لاعبين برشلونة ملائكة وما يغلطون وحتى مدربهم اية في التواضع تصدق يمشي وعلى راسه غيمة تظلله لا ويكتبون اسمه عليه حرف العين بين قوسين ..
      اقول قم بس قم

    • زائر 4 | 3:45 ص

      دروس وعبر

      لعل من الدروس المستفادة من الكلاسيكو ان فريق كرة القدم الحقيقي (يبنى) ولا يشترى!
      فمن اشتريته بالأمس سيبيعك غدا مع اول عرض!

    • زائر 3 | 1:39 ص

      وهناك باشق آخر

      لكنه كان يعيش على أمل الارتقاء فأودعوه في غياهب السجون
      اللاعب الذي تفنن في دورة السلام الدولية في العراق فحقق نصف أهداف نادي الشباب في كل المباريات فحقق نادي الشباب المركز الأول في هذه الدورة بفضل الله وفضل ما قادمه الباشق الاسم الذي اطلق العراقيين عليه في هذه الدورة التي وصل حضور الجمهور العراقي فيها الى 12 ألف متفرج كانوا يهتفون باسم الباشق
      اللهم فرج عنه وعن جميع المعتقلين
      الباشق مهدي سعد

    • زائر 2 | 12:55 ص

      شكرا لمدح الاخلاق الرياضية

      شكرا لك اخي العزيز على هذا الكلم الجميل والمنصف في الاخلاق الرياضية فعلا هذا ما رأيناه في لقاء الكلاسيكو ولكن الاجمل ما نقلته عن لاعبنا المميز صاحب الاخلاق الرفيعة سلمان عيسى( لو تبقت من عمري ثوان سأظل متمسكا بالمنتخب)هذا الانتماء الحقيقي للوطن الذي يتمثل في حب الجمهور للكرة البحرينية رغم النتائج ويحب لاعبين المنتخب رغم الظروف وكل الحالات حب سلمان وحب الجمهور للمنتخب لا يصدر الا من يعرفون السلام الاميري في افتتاح المباريات نراهم يهتفون بكلمات الوطن

    • زائر 1 | 10:25 م

      فعلاً سلمان عيسى

      سلمان حتى و إن خرج من مباراة و لم يقدم أداء كروي ، فأنه و بكل تأكيد لم يصفر حكم قط صافرة نهاية و سلمان عيسى لم يقدم مستوى أخلاقي يحتذى به
      أرجو من الجيل القادم الأستفادة من هذا البطل

    • جعفر بن فخر | 9:18 م

      بصراحة

      بصراحة سلمان عيسى يستحق التكريم لما يقدمه من مجهود معنوي وفعلي ايضا
      بالنسبة لفريق البارسا
      اعتقد ان من يريد ان يهزم برشلونة هو برشلونة ذاته
      او فريق ثاني من كوكب اخر

اقرأ ايضاً