قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الفشل في تمديد إعانات البطالة سيكون مأساة لملايين الأميركيين وقد يلحق ضرراً بالاقتصاد مصعداً بذلك الضغوط على الكونغرس لاتخاذ إجراء.

وأبلغ أوباما في اجتماع لحكام الولايات المنتخبين حديثاً «إذا لم نفعل شيئاً فإن سبعة ملايين شخص قد يفقدون التأمين ضد البطالة... هذه ليست مجرد مأساة محتملة لتلك الأسر فرادى بل إنها قد يكون لها آثار ضخمة على اقتصاداتكم المحلية». وطلب أوباما من المشرّعين تمديد إعانات البطالة في إطار حزمة إجراءات يريد إقرارها في الكونجرس قبل بدء عطلات عيد الميلاد.

وفي وقت سابق من يوم أمس حذر البيت الأبيض من أن الفشل في تمديد إعانات البطالة التي انتهى العمل بها يوم الأربعاء قد يقوض الانتعاش الاقتصادي للبلاد مع تعافيها من أسوأ ركود منذ عقد الثلاثينيات من القرن الماضي.

وهناك نحو 15 مليون أميركي في عداد العاطلين منهم نحو 9 ملايين يقدمون طلبات للحصول على إعانات بطالة.

ويريد الديمقراطيون تمديد إعانات البطالة لعام آخر لكنهم لم يحددوا موعداً لاقتراع سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.

ويصر الجمهوريون على أن تكلفة تمديد إعانات البطالة - والتي تقدر بنحو 65 مليار دولار - ينبغي أن يقابلها تخفيضات في بنود أخرى بالموازنة لتفادي وضع مزيد من الديون على كاهل البلد.

وقال أوباما - وهو ديمقراطي - إنه يأمل بأن يتفق الحزبان كلاهما على تمديد إعانات البطالة، مشيراً إلى أن التأمين ضد البطالة يحظى بشكل تقليدي بتأييد من الحزبين أثناء أوقات المصاعب الاقتصادية. ويقدم التأمين ضد البطالة في أميركا نحو 300 دولار في الأسبوع لأولئك الذين يحصلون على إعانات طويلة الأجل والتي مددها الكونجرس بالفعل لما يصل إلى 99 أسبوعاً من فترة تقليدية مدتها 26 أسبوعاً. وقال البيت الأبيض إنه إذا فشل الكونجرس في اتخاذ إجراء فإن مليوني شخص سيفقدون إعانات البطالة في نهاية الشهر الجاري.

وأضاف أن العدد سيرتفع إلى سبعة ملايين بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 وهو ما سيؤثر على حياة 40 مليون أميركي مع حساب عائلات الأشخاص الذين يستفيدون من إعانات البطالة. وجاء في تقرير جديد لمجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض أنه إذا لم يتم تمديد إعانات البطالة فإن ذلك قد يتسبب في فقدان نحو 600 ألف وظيفة بحلول ديسمبر كانون الأول 2011. وقال رئيس المجلس أوستان جولسبي للصحافيين «التأثير على الأفراد كبير للغاية وسيؤدي إلى انخفاض إنفاقهم ما سيلحق ضرراً بانتعاشنا الهش».

وأظهر التقرير أن الناتج الاقتصادي في الولايات المتحدة سيتراجع 0.6 في المئة العام القادم إذا لم يتم تمديد إعانات البطالة.

ومازال معدل البطالة في أميركا قريباً من 10 في المئة بعد أسوأ ركود منذ الثلاثينيات وفي أكتوبر/ تشرين الأول كان هناك 14.8 مليون أميركي في عداد العاطلين عن العمل. وقال محللون إن المدفوعات الفعلية من الإعانات التي جرى تمديدها ستنتهي الأسبوع القادم لنحو 800 ألف عاطل أميركي ولمليوني شخص بحلول نهاية العام. وحذر البيت الأبيض من ارتفاع عدد من لا يحصلون على إعانات إذا لم يتم اتخاذ إجراء. وحث أوباما المشرّعين أيضاً على تمديد تخفيضات الضرائب للعائلات الأميركية من الطبقة المتوسطة والتي ستنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول.

ويتفاوض الطاقم الاقتصادي للرئيس مع زعماء الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حل وسط.