العدد 3011 - الجمعة 03 ديسمبر 2010م الموافق 27 ذي الحجة 1431هـ

الملك خلال لقائه كلينتون: نتطلع لتفاهم دولي لأمن الخليج

انطلاق المؤتمر السابع لحوار المنامة أمس بمشاركة 30 بلداً

العاهل خلال استقباله وزيرة الخارجية الأميركية أمس  (بنا)
العاهل خلال استقباله وزيرة الخارجية الأميركية أمس (بنا)

أعرب عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لدى لقائه بقصر القضيبية أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عن تطلعه إلى أن يساهم «حوار المنامة» في التوصل إلى تفاهم دولي يكفل أمن منطقة الخليج العربي واستقرارها، ويوفر المناخ الملائم للتنمية الشاملة فيها.

وخلال اللقاء الذي حضره ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نوه العاهل إلى أن العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية علاقات استراتيجية متينة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، ويحرص البلدان على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات.

ورحب جلالته بكلينتون، مثمناً جهودها في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومعبراً عن تقديره لجهود الإدارة الأميركية في العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

وانطلق في المنامة يوم أمس (الجمعة) المؤتمر السابع لـ «حوار المنامة»، وهو مؤتمر سنوي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية منذ العام 2004 في البحرين ويعد بمثابة قمة غير رسمية للأمن الإقليمي في المنطقة بحضور مسئولين من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية لثلاثين بلداً لتبادل الأفكار في التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة.


أميركا تجدد دعوة التحاور مع إيران

 

وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون خطاباً دعت فيه إيران للتحاور «من أجل المصالح المشتركة»، وقالت في خطابها الرئيسي الذي افتتحت به الدورة الجديدة لمنتدى «حوار المنامة» في نسخته السابعة مساء أمس بفندق الريتز كارلتون: «أنتهز الفرصة المقدمة لحكومتكم وحكومتي لمناقشة مسائل المصالح المشتركة للمشاركة في قمة 5 +1 التي ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل بنوايا حسنة تتعلق ببرنامجكم النووي».

وتطرقت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزيرا خارجية البحرين وأميركا في مبنى وزارة الخارجية بالمنامة صباح أمس إلى ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة قائلة: «نحن نشعر بالقلق من تآكل الأمن وحقوق الإنسان وهذا تحدٍ أساسي تواجهه لبنان ودول أخرى في المنطقة».

والتقت كلينتون نحو 200 شاب وشابة من مختلف الفعاليات الشبابية في البحرين والمشاركين في برامج التبادل الثقافي بين البحرين والولايات المتحدة، حيث أكدت أن البحرين انتهجت خطوات مهمة في طريق الديمقراطية، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى دفع الخيار الديمقراطي من خلال مشاركة الجميع، موضحة أن الديمقراطية رحلة عمل طويلة وشاقة وستظل محفوفة بالتحديات على الدوام.


لدى لقاء جلالته هيلاري كلينتون أمس

 

 

العاهل: نتطلع لأن يساهم حوار المنامة في التوصل لتفاهم دولي يكفل أمن الخليج

 

المنامة - بنا

أعرب عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لدى لقائه بقصر القضيبية أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عن تطلعه إلى أن يساهم «حوار المنامة» في التوصل إلى تفاهم دولي يكفل أمن منطقة الخليج العربي واستقرارها ويوفر المناخ الملائم للتنمية الشاملة فيها.

وخلال اللقاء الذي حضره ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نوه العاهل بأن العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية علاقات استراتيجية متينة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل ويحرص البلدان على تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات.

ورحب جلالته بكلينتون، مثمناً جهودها في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومعبراً عن تقديره لجهود الإدارة الأميركية في العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

كما نوه الملك بأهمية منتدى حوار المنامة ودوره في تعزيز الحوار الهادف البناء وتعميق التفاهم بين دول المنطقة وسائر دول العالم من أجل تحقيق الأمن والسلام الدوليين. وتبادل مع كلينتون الآراء ووجهات النظر حول القضايا المطروحة على بساط البحث في منتدى حوار المنامة والتي تستدعي المزيد من الحوار والتنسيق والتفاهم بين الجميع في ضوء التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه مختلف دول العالم. وقال العاهل: «إننا جميعا نتطلع إلى عالم يسوده الأمن والأمان والاستقرار».

ومن جانبها أعربت كلينتون عن تقديرها لجلالة الملك وحرصه على تعزيز العلاقات البحرينية الأميركية، وأكدت حرص بلادها على فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، مشيدة بالمسيرة الديمقراطية وجهود الإصلاح التي يقودها جلالة الملك وما تحقق للشعب البحريني من مكتسبات على مختلف المستويات.


الملك يبحث مع العاهل الأردني مسيرة التضامن العربي

 

بحث عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القضايا التي تعزز مسيرة التضامن العربي، مؤكدين ضرورة تفعيل التعاون العربي المشترك وبلورة موقف عربي موحد لمواجهة التحديات المشتركة وبما يخدم قضايا الأمة ومصالحها.

وكان جلالة الملك في مقدمة مستقبلي العاهل الأردني لدى وصول جلالته إلى البلاد مساء أمس (الجمعة) في زيارة لمملكة البحرين يشارك خلالها في منتدى حوار المنامة، ويلقي جلالته الخطاب الرئيسي أمام المنتدى الذي بدأ أعماله أمس ويستمر حتى الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2010. كما كان في الاستقبال في قاعدة الصخير الجوية ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وتبادل جلالة الملك مع العاهل الأردني خلال اجتماعهما، الأحاديث بشأن ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية في المجالات كافة. معربين عن اعتزازهما لمسار هذه العلاقات وما تشهده من تطور وتقدم مستمر، مؤكدين الحرص على الارتقاء بهذه العلاقات الوثيقة تحقيقاً للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وأعرب جلالة الملك عن تقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يحرص على تطوير علاقات البلدين الشقيقين وبمواقفه إزاء القضايا العربية والإسلامية وسعيه إلى تعزيز التضامن العربي.

إلى ذلك، أكد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن العاهل الأردني سيُلقي الخطاب الرئيسي لـ «حوار المنامة» اليوم (السبت)، ما يعطي الدورة الحالية أهمية خاصة عن السنوات السبع الماضية، حيث يشارك فيه ملك عربي لأول مرة، بالإضافة إلى نائبي رئيسي وزراء، وعشرة وزراء خارجية، وخمسة وزراء دفاع، فضلاً عن عدد من المسئولين الأمنيين في عدة دول.


رئيس الوزراء : التعاون والحوار أداة رئيسية لتحقيق الاستقرار

 

أكد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن التعاون والحوار أداة رئيسية لتحقيق الاستقرار، وأن التنمية بحاجة للأمن موضحاً سموه أن الصراعات والتوترات تقف عقبة أمام اندفاعها، داعياً إلى ضرورة تبني الحوار كخيار استراتيجي لحل كل القضايا.

جاء ذلك لدى استقبال سمو رئيس الوزراء مساء أمس (الجمعة) نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بجمهورية سنغافورة تيو تجي هيان.

وأكد سمو رئيس الوزراء رغبة مملكة البحرين في تطوير التعاون الثنائي بين البلدين والارتقاء به إلى المستويات التي تتناسب وطموحاتهما، منوهاً سموه بأهمية التعاون العربي والخليجي مع مجموعة آسيان لأنه يصب في مصلحة التنمية ويشكل رافداً لها ويحقق المصالح المشركة للجميع، مشيداً سموه بالعلاقات البحرينية السنغافورية وتناميها وتطورها الذي انعكس إيجاباً على مجالات التعاون بينهما وعززتها الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الصديقين التي مهدت الأرضية لمزيد من التعاون الثنائي.

وأشاد سموه بالنهضة الشاملة التي تشهدها سنغافورة وتشابه ظروف التنمية فيها إلى حد كبير مع مملكة البحرين ما يفتح المجال رحباً نحو تعاون أكثر وأشمل بين البحرين وسنغافورة، مؤكداً سموه أهمية الزيارة التي قام بها إلى المملكة مؤخراً الرئيس السنغافوري ودورها في تنمية التعاون الثنائي.

من جهته نقل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السنغافوري لرئيس الوزراء تحيات القيادة السنغافورية، وتمنياتها لمملكة البحرين المزيد من التقدم والنمو.


وزير الخارجية: البحرين تؤيد جهود إبعاد المنطقة عن «سباق التسلح النووي»

 

 

انطلاق المؤتمر السابع لحوار المنامة أمس بمشاركة 30 بلداً

 

انطلق في المنامة يوم أمس (الجمعة) المؤتمر السابع لـ «حوار المنامة»، وهو مؤتمر سنوي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية منذ العام 2004 في البحرين ويعد بمثابة قمة غير رسمية للأمن الإقليمي في المنطقة بحضور مسئولين من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية لثلاثين بلداً لتبادل الأفكار في التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة.

ويحضر المؤتمر بالإضافة لممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، ممثلون من إيران والعراق واليمن والأردن ومصر وكذلك من أميركا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وروسيا والصين والهند واليابان وتركيا وأفغانستان ودول أخرى لها دور في أمن المنطقة.

وصرح وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بأن إقامة منتدى «حوار المنامة» تكتسب أهمية بالغة نظراً لطرحه العديد من القضايا الأمنية والسياسية المهمة في المنطقة.

وقال الوزير إن المنتدى سيتناول بالبحث هذه المرة العديد من التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها العالم في الوقت الراهن وتأثيراتها على المنطقة.

وأشار إلى أن مملكة البحرين تؤيد الجهود الجماعية المشتركة لأجل الوصول إلى حلول وقواسم مشتركة للتخفيف من الأزمات التي يواجهها العالم اجمع، موضحاً أن المؤتمر سيناقش كذلك التعاون الإقليمي والتحديات المستقبلية لأمن المنطقة بما في ذلك الوسائل الكفيلة لإبعاد المنطقة عن شبح سباق التسلح بجميع أنواعه بما في ذلك النووي.

وأكد الشيخ خالد أن مؤتمر «حوار المنامة للأمن الإقليمي»، ومنذ بدء انطلاقته قبل عدة سنوات يحظى برعاية كريمة ودعم لا محدود ومستمر ومتابعة شخصية من ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مشيرا في الوقت ذاته الى حرص سمو ولي العهد على نجاح هذا المنتدى الحواري المهم.

ونوَّه وزير الخارجية الى أن التحاور وجهاً لوجه مطلوب في هذه المرحلة لتبديد سوء الفهم من قبل أي طرف حتى لا يزداد التوتر في المنطقة، وذكر أن المؤتمر سيناقش الدور الذي تقوم به الدول المؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية في أمن الخليج وكيفية تطوير ذلك الدور للوصول إلى الشراكة القائمة على التفاهم والاحترام وذلك من أجل الإسهام في عملية الاستقرار في المنطقة.

يذكر أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية افتتح فرعاً دائماً له في البحرين في أبراج المرفأ المالي ومن ثم شرع في تنظيم ندوات لشخصيات مهمة حضرت إلى البحرين وتحدثت في قضايا استراتيجية ودولية، ويستفيد منه المسئولون في مملكة البحرين والسلك الدبلوماسي والمهتمون في مثل هذه القضايا.

ولن يكون ملف القضية النووية الإيرانية الملف الساخن الوحيد الذي سيناقشه المنتدى، فهناك ملف القاعدة في اليمن والوضع في السودان والعراق وأفغانستان وهي ملفات تفرض نفسها بقوة نظراً لخطورتها إقليميا.

وهكذا فإن هذه المشاركة الكبيرة من القادة وصناع القرار شرقاً وغرباً ستثري حتماً طاولات النقاش أثناء المداولات التي ستشهدها جلسات الحوار، ومن دون شك فإن مثل هذه الحوارات والاجتماعات ستنتج نهجاً إيجابياً يعزز علاقات الدول على أساس التفاهم والعقلانية، والبحرين سيكون ذكرها مقروناً بهذا النهج الإيجابي.


ولي العهد: مشاركة كلينتون في «حوار المنامة» إضافة غنية للقمة

 

رحب ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون في أعمال حوار المنامة، مؤكداً سموه أن هذه المشاركة هي إحدى الإضافات الغنية التي تتميز بها إقامة القمة هذا العام نظراً للدور الريادي التي تضطلع به الولايات المتحدة الأميركية في المجالات السياسية والأمنية.

وقال سمو ولي العهد: «إن أهمية فعالية مثل قمة حوار المنامة تكمن في أن التعرف على المضامين والتحديات التي تحملها الأوضاع الإقليمية والعالمية بصورة واضحة وواقعية هو أداة رئيسية لصياغة السياسات الخارجية في أي بلد».

وأضاف سموه أثناء لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون، بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مساء أمس (الجمعة)، على هامش مشاركتها في أعمال قمة حوار المنامة أن «دعم أسس الحوار والانفتاح هو مبدأ لطالما تنبته مملكة البحرين بتوجيه من جلالة الملك ووضعت البحرين نصب عينيها هذا التوجه في تعاملها مع جميع جيرانها وأصدقائها وحرصت قبل ذلك على تكريس الحوار كأحد أسس ثقافتها وسياستها كبلد يحرص على تحقيق روح العدالة والوحدة والانسجام للوصول إلى مستوى حياة أفضل لجميع أبنائها». وأكد سموه أن التواصل والتنسيق هو أحد العناوين العريضة التي تحملها العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن المملكة تحرص على مواصلة تعزيز مستويات التعاون والتنسيق في جميع المجالات بناءً على ما تحقق من نجاح سابق.

وتطرق اللقاء إلى جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وحمايتها من كل ما يمكن أن يشكل تهديداً لمسيرة التنمية والتقدم، حيث أن العالم أجمع يولي اهتماماً خاص لما لهذه المنطقة الحيوية من أهمية.

وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية بالجهود والمساعي اللافتة التي أخذتها مملكة البحرين على عاتقها لتحقيق مستويات مميزة من التنمية والتقدم تعود بالفائدة على جميع مواطنيها، مشيرة إلى أن لقائها مع عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة جاء ليعزز انطباعها عن الروح الإيجابية التي تمتاز بها المملكة ومكنتها من القيام بدور إقليمي بارز.

ونوهت وزيرة الخارجية الأميركية بالنتائج الإيجابية اللافتة التي حققتها المملكة في مجالات التنمية الاقتصادية ومأسسة جهودها اتسمت بالديناميكية والرؤية العملية التي ميزت هذا القطاع في المملكة وجعلته محل اهتمام المستثمرين وأصحاب الأعمال في الدول المجاورة والصديقة ووجهة مفضلة لهم.

وأضافت الوزيرة أن اللقاءات التي جمعتها بالمسئولين والقائمين على مختلف القطاعات الرسمية والأهلية قد أكدت لديها ما تمتاز به مملكة بالبحرين من أجواء انفتاح وحوار.


حفل عشاء افتتاحي لقمة «حوار المنامة»

 

أقيم حفل العشاء الافتتاحي لقمة حوار المنامة 2010 الذي تحتضنه مملكة البحرين للمرة السابعة، وذلك رعاية ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وحضر الحفل عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وكبار المشاركين في أعمال حوار المنامة.

ورحب سمو ولي العهد بانعقاد حوار المنامة «قمة الأمن الإقليمي» بمملكة البحرين بتنظيم من المعهد الاستراتيجي للدراسات الاستراتيجية، قائلاً: «في وقت يشهد فيه العالم تطورات هائلة ما يحتم علينا أن نصيغ سياساتنا الأمنية وفق كل التغيرات التي تشهدها المنطقة، وخاصة أننا في منطقة الخليج ذات الأهمية نمتلك من المكتسبات التي تجعلنا نعمل وفق منظومة أمنية دولية وطرح كل ما من شأنه حمايتها وحماية شعوبها».

وأوضح سموه أن «اقتران كلمة الحوار باسم هذا الحدث السنوي «حوار المنامة» هو دلالة مهمة على ما لمفهوم الحوار من دور محوري كمفتاح لحلحلة كل القضايا والملفات في المنطقة، وهو مبدأ تؤمن به مملكة البحرين وتعمل وفقه في مختلف جوانب العمل السياسي».

وأضاف أن «الزخم الإيجابي الذي شهده حوار المنامة طوال سنوات إقامته في مملكة البحرين يؤكد نجاحه كملتقى يعني بالشأن الأمني الإقليمي يجمع المعنيين بهذا الشأن على مستوى عالمي ويقدم الأطروحات البناءة وتوظيفها لدعم السياسات التي من شأنها صون أمن واستقرار المنطقة».


العاهل يهنئ خادم الحرمين بنجاح العملية الجراحية

 

بعث عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أعرب جلالته فيها عن أطيب تهانيه بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت له في مدينة مدينة نيويورك، متمنياً جلالته لخادم الحرمين الشريفين الشفاء العاجل وموفور الصحة والعافية ليواصل دوره في قيادة المسيرة المباركة التي تشهدها المملكة العربية السعودية على كل الأصعدة. مشيداً جلالة الملك بجهود خادم الحرمين الشريفين ودوره في تعزيز المسيرة الخيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.


القيادة تتلقى شكر نظيرتها السعودية للتهنئة بنجاح موسم الحج

 

تلقت القيادة السياسية البحرينية برقيات شكر جوابية من نظيرتها السعودية، وذلك ردا على البرقيات المهنئة لها بمناسبة نجاح موسم الحج للعام 1431 هـ.

وأعربت القيادة السعودية في برقياتها عن خالص شكرها وتقديرها لنظيرتها البحرينية على مشاعرها الأخوية النبيلة، متمنية لها موفور الصحة والسعادة ولشعب مملكة البحرين المزيد من التقدم والرقي.

كما تلقى رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة برقية شكر جوابية مماثلة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.

كذلك، تلقى ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة برقية شكر جوابية من عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وذلك ردا على برقية سموه المعزية بوفاة سمو الأميرة حصه بنت خالد بن عبدالعزيز، أعرب خادم الحرمين الشريفين فيها عن تقديره لسمو ولي العهد على مشاعره الطيبة متمنيا لسموه موفور الصحة والسعادة.


وزير الخارجية يؤكد أهمية الدور الأميركي لاستقرار الخليج

 

 

كلينتون: الديمقراطية ليست انتخابات فقط... وإيران وكوريا مصدر قلق للعالم

 

وزارة الخارجية - ريم خليفة

قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: «إن البحرين والولايات المتحدة تجمعهما علاقات طويلة وتاريخية تعود لعقود عدة، حيث عملا على تثبيت الأمن والسلم والاستقرار في منطقة الخليج»، ونوه الوزير إلى الترحيب الأميركي بالانتخابات التشريعية التي شهدتها البحرين وموقفها الإيجابي الداعم من نجاح العملية الانتخابية، بالمقابل قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «نعلم أن العملية تحتاج إلى وقت وتواجه صعوبات وعراقيل، قبل أن تصل في النهاية إلى مجتمع مدني واع يشارك في العملية السياسية».

وتطرقت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزيرا خارجية البحرين وأميركا في مبنى وزارة الخارجية بالمنامة صباح أمس إلى ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة قائلة: «نحن نشعر بالقلق من تآكل الأمن وحقوق الإنسان وهذا تحدٍ أساسي تواجهه لبنان ودول أخرى في المنطقة».

وردا على سؤال لـ «الوسط» عما إذا كانت واشنطن تتفق في أن حجم التغيير في ملفات تعنى بحقوق الإنسان والديمقراطية قد أصبحت محدودة التأثير في هذه المرحلة مع حلفاء الولايات المتحدة، بينت كلينتون أن تحديات الحكم الديمقراطي لا تنتهي بالانتخابات، وأن الطريق الذي تسير عليه البحرين يحتاج إلى وقت وهناك عقبات، وأن واشنطن ستعمل لتجاوز ذلك.

وأضافت «نرى تقدماً ملحوظاً للمستقبل الديمقراطي، فنحن أيضاً نشجع العراق على طريق الديمقراطية وأكدنا مراراً على أهمية الاستقرار والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان».

وعن موقع «ويكيليكس» وما سربه من وثائق، أكدت كلينتون أن ما جرى هو إجراء غير قانوني وعمل يؤسف عليه بشكل واضح، وقالت إنه لن يؤثر على علاقاتنا مع الآخرين من الحلفاء والأصدقاء، فيما شدد وزير الخارجية البحريني على أن هذه الوثائق تعود ملكيتها للإدارة الأميركية وهي ليست محل قلق.

وبشأن الملف النووي الإيراني وصفت كلينتون بأنها الشرارة الرئيسية لإثارة قلق المجتمع الدولي، ليس من جهة إيران فحسب، بل أيضاً من كوريا الشمالية، وأكدت ضرورة ألا يسمح لكلاهما بالتسلح النووي، وأن هذا الموضوع ستتم مناقشته في اجتماع الاثنين المقبل في جنيف، وقالت إنه «سيتم طرح ذلك في مناقشات واضحة مع الإيرانيين، لان هناك قلقاً ولاسيما من جانب دول المنطقة المحيطة بإيران، وهو القلق نفسه الذي يشاطره المجتمع الدولي، كما سنجتمع مع وزراء كوريا الجنوبية واليابان فيما يتعلق بالنووي الكوري الشمالي».

وأشار الوزير في المؤتمر الصحافي المشترك إلى أنه تم الاتفاق خلال اجتماعه بكلينتون على أهمية الاجتماع الذي سيعقد في جنيف بين مجموعة 5+ 1 وإيران وعلى أهمية المفاوضات الدبلوماسية فيما بين الطرفين مع الأخذ في الاعتبار الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مع الالتزام التام بمعايير السلامة.

وعن الملف الفلسطيني شدد على أهمية مساندة المبادرة العربية للسلام والالتزام الفعلي للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل هذا الصراع وتمكين الجانب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، إضافة إلى أهمية استقرار ووحدة العراق في ضوء تشكيل حكومة عراقية جديدة.

وفي تقرير لوكالة أنباء البحرين (بنا) أكدت وزيرة الخارجية الأميركية اهتمام الولايات المتحدة بدعم الأمن والاستقرار في المملكة وحرصها على الشراكة القائمة بين البلدين الصديقين وأبدت ارتياحها التام من أن هناك إصرارا من الجانبين على استشراق المستقبل والوصول إلى مستوى متقدم من التعاون بين البلدين الصديقين يتفق وحجم الآمال المعقودة من قبل الجانبين في ظل المتغيرات الدولية السريعة وخاصة على الصعيد السياسي والاقتصادي.

واجتمع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بالديوان العام لوزارة الخارجية صباح يوم أمس (الجمعة) مع وزيرة الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلينتون التي تزور البلاد حاليا.

ورحب وزير الخارجية خلال الاجتماع بوزيرة الخارجية الأميركية واستعرض معها علاقات الصداقة والتعاون المميزة القائمة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية.

وأشاد الوزير بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين والتي تعززت بفضل توجيهات وقيادة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما.

وشدد الوزير على أن الدور الأميركي بالمنطقة يعتبر أساسياً لتعزيز الأمن والاستقرار فيها في ظل الصراعات المختلفة التي تشهدها، وأشاد بهذا الدور الذي يؤكد الأهتمام الأميركي بما يحصل في المنطقة.

وأكد الوزير الشيخ خالد أهمية تعزيز وتنمية جميع الجوانب السياسية والاقتصادية في العلاقات بين البلدين لأجل فتح مجالات أرحب للتعاون لما فيه تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، إضافة إلى ذلك تناول الوزير مع نظيرته الأميركية عددا من المواضيع التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع وما طرأ من أحداث على الساحة الدولية والإقليمية وخاصة عملية السلام في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون وتنسيق وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا.

ومن جانبها، نوهت بأهمية منتدى حوار المنامة الذي تستضيفه مملكة البحرين للعام السابع على التوالي والذي يتناول العديد من القضايا المهمة في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالأمن والاستقرار. كما تم خلال الاجتماع بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال حوار المنامة.


وزير الخارجية لـ «الوسط »:

 

 

جمع كلينتون ومتقي وجهاً لوجه في مائدة حوار نجاح كبير للبحرين

 

المنامة - حيدر محمد

اعتبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن البحرين ومن خلال مؤتمر «حوار المنامة» حققت نجاحاً كبيراً يتمثل في جمع الأطراف المختلفة وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على طاولة حوار واحدة، مؤكداً أن ذلك علامة فارقة من حيث المشاركين والزمان والمكان.

وقال وزير الخارجية في تصريح خاص لـ «الوسط»: «إن جمع وزيرة الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منوشهر متقي على مائدة حوار واحدة يمثل نجاحاً كبيراً ليس فقط للدبلوماسية البحرينية وإنما للبحرين التي أثبتت أنها تشكل البيئة المناسبة للحوار بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية».

وأشار وزير الخارجية إلى أن «المشاركة الدولية واسعة النطاق والمتنوعة في مؤتمر حوار المنامة تثبت وبشكل جلي وواضح جداً أن البحرين بؤرة للتلاقي والحوار بين الجميع، والمؤسسة المنظمة لهذا المؤتمر بذلت جهداً كبيراً في اختيار الموقع المناسب لإقامة هذا المؤتمر أولاً ولضمان نجاحه بالصورة المرجوة ثانياً، فكانت البحرين هي الخيار الأنسب، ونحن فخورون وسعداء بذلك، فهذا المؤتمر هو نافذة حيوية للغاية تثبت أن البحرين بوابة مثالية للحوار في المنطقة والعالم».معتبراً أن «ذلك يمثل تقديراً من قبل العالم لما حققناه في البحرين من إنجازات كبيرة وتقدم مشهود في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ونحن مصممون على مواصلة طريق النجاح والتميز بإرادة كبيرة».


لم تغفل الإشارة إلى الوثائق المسربة وهنأت قطر لاستضافة مونديال

 

 

وزيرة الخارجية الأميركية تقدم خطاباً اعتمد لغة المصالح المشتركة وتجدد دعوة التحاور مع إيران

 

ضاحية السيف - سعيد محمد

وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون بلغة المصالح المشتركة الدعوة إلى جمهورية إيران الإسلامية للتحاور من (أجل المصالح المشتركة)، وقالت في خطابها الرئيسي الذي افتتحت به الدورة الجديدة لمنتدى «حوار المنامة» في نسخته السابعة مساء أمس بفندق الريتز كارلتون: «أنتهز الفرصة المقدمة لحكومتكم وحكومتي لمناقشة مسائل المصالح المشتركة للمشاركة في قمة 5 +1 التي ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل «بنوايا حسنة تتعلق ببرنامجكم النووي)».

وواصلت خطابها الذي قدمته في حفل العشاء الذي أقامه ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تكريماً لها وللمشاركين في المنتدى، وبحضور ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بقولها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه دعوة سابقة للحوار مع إيران ونحن ملتزمون بها، فلكم الحق في تطوير برنامج نووي سلمي على أن ترافقه مسئولية احترام الاتفاقيات الدولية، كما نحثكم على اختيار هذا الخيار لأجل شعبكم ومصالحكم وللأمن المشترك، ولم تغفل هيلاري الحديث عن الوثائق المسربة عبر موقع «ويكيليس» والتي لن تؤثر على العلاقات الخارجية لأميركا مع نية مساءلة القائمين على الموقع في الحوار المفتوح الذي أعقب الخطاب، لكنها ضمنت خطابها خمسة مبادئ تمثل السياسة الأميركية في علاقاتها الخارجية.


البرنامج النووي الإيراني

 

وعوداً إلى البرنامج النووي الإيراني، أشارت كلينتون إلى أن التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية يوضح أن إيران اختارت المزيد من العزلة الدولية، مع أنها شددت على أن إيران إحدى أعرق الحضارات في العالم والشعب الإيراني وريث هذه الحضارة وله طاقة كامنة كبيرة يمكن أن تساهم بها في بناء عالمنا وتستفيد منها المنطقة.

وقالت: «نحن نريد التواصل والتحاور معكم باحترام كامل ومراعاة مصالحكم، لكننا ملتزمون بحماية الأمن الدولي والمصالح الدولية المتمثلة بدعم السلام في منطقة الخليج»، كما تطرقت إلى أن إحدى أكبر التحديات هي منع انتشار الأسلحة النووية، على أن كل الدول تتمتع بالحقوق نفسها لتطوير الطاقة النووية للاستخدامات السلمية وتفادي استخدامها لأغراض عسكرية مدمرة وهناك أدلة لتحقيق تقدم حقيقي لمنع الانتشار، ضاربةً مثلاً بدولة الإمارات العربية المتحدة التي وقعت اتفاقية تعاون نووي مع بلادها للاستخدام السلمي. وشمل خطاب كلينتون الحوار لتعزيز قدرة دول التعاون لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية، وحرية الملاحة والأمن البشري وحقوق المرأة في المشاركة والقيادة، بل لم تغفل حتى الحديث عن الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت والتي وصفتها بأنها تعطي الشباب الفرصة للعيش، كما تطرقت في خطابها إلى المشاركة الدولية لمساعدة اليمن والتوصل إلى حل للنزاع العربي الإسرائيلي من خلال المفاوضات لتحقيق السلام (الذي لم نتمكن من تحقيقه).


تثمين دور مملكة البحرين

 

وعبرت عن سرورها للانضمام إلى منتدى حوار المنامة، مشيدةً بدور المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لتنظيم هذا الحوار الذي يقدم مساهمات قيمة للأمن القومي ومنح دول الخليج الفرصة لمناقشة التحديات والقضايا الجديدة ووسائل العمل المشترك، موجهةً شكرها إلى جلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو ولي العهد ووزير الخارجية الشيخ خالد بن محمد آل خليفة لكرم الضيافة.

ووصفت التعاون بين بلادها والبحرين بأنه «شهد ازدهاراً»، قائلةً: «ونحن نجتمع في مؤتمر أمني، دعوني أذكر عنصراً من هذه الشراكة مع البحرين التي هي المقر الرئيسي لقواتنا البحرية التي تواجه القضايا الرئيسة الأمنية كالإرهاب والقرصنة، وهذا مثال لنوعية التعايش العسكري الذي يجعلنا جميعاً نشعر بأمان، واعتقد أن جلالة الملك هو الذي جعل ذلك ممكناً ونحن في قاعة المؤتمر نأتي من دول من جميع القارات، وجئنا لأننا نتشارك في مصلحة واحدة وذلك للعمل من أجل تحقيق أمن دائم وسلام دائم في منطقة الخليج، وهذا الهدف ليس للحكومة وحدها، ولكنها طموحات تعيش في قلوب المواطنين في جميع المنطقة من دبي إلى بغداد إلى الرياض، وعبر الاختلافات الدينية والطبقية والقوميات.. إن الشعوب في هذه المنطقة مثل الشعوب في أي مكان لديهم الرغبات نفسها لأن يعيشوا أحراراً من العنف والتخويف وأحراراً لتطوير مواهبهم وتحقيق أحلامهم في بيئة من الاستقرار والسلام وأنه لمن مصلحتنا مساعدة شعوب الخليج ليحققوا هذه الرؤية واعتقد أن هناك القدرة لفعل ذلك».


الالتزام بأمن المنطقة والمصالح المشتركة

 

وأضافت أنه نقطة البدء هي التزامنا العميق لأمن واستقرار وأمن هذه المنطقة، ولدينا مصالح دائماً في هذه المنطقة ولدينا صداقة تاريخية هنا، ولقد استثمرنا دماءً وأرواحاً لحماية هذه المصالح ومصالحنا الأمنية الحيوية فلا يجب أن يشكك أي شخص في عزيمتنا في الوقوف إلى جانب أصدقائنا، ومشاركاتنا بدأت منذ عدة عقود، وكانت جذورها في الأمن والتجارة والآن هي أوسع من ذلك، فنحن وشركاؤنا نعمل على التنمية والطاقة والتعليم وبناء المستلزمات لمجتمعات مزدهرة، وفي الحقيقة.

وانتهزت الفرصة لتهنئ دولة قطر على فوزها الذي حصلت عليه لتصبح مقراً لمونديال 2022، ذاكرةً أن قطر الآن تلعب دوراً على المجال الدولي، والقضايا التي يتعاملون معها تشير إلى فترة جديدة من التعاون، ولهذا أنتم لستم مجرد شركاء في الخليج ولكن في العالم أجمع.


العراق كقوة للأمن الإقليمي

 

وأكدت أن المبدأ الأول للسياسة الخارجية الأميركية هو احترام السيادة الوطنية، فهي أساس النظام الدولي وحجر الزاوية للعلاقات السلمية بين الأمم، وهي تحمي كرامة الحدود والأراضي، وهي تحرم التدخل الخارجي في شئون الدول خصوصاً وتمنع الدعم للذين يستخدمون العنف لتحقيق أهدافهم، ونحن نلتقي بتغيير كبير يحدث الآن في العراق بعد سنوات من العمل الشاق، فالعراق كدولة تحقق هدفها بأن تصبح ذات سيادة كاملة ومستقرة، وفي الشهر الماضي، شكلت القيادات العراقية حكومة جديدة تعكس نتائج انتخاباتهم وهي حكومة شامل ممثلة من كل الطوائف العراقية، ولا توجد أية طائفة مستبعدة أو مهمشة، ودعوني أوضح موقف الولايات المتحدة من العراق ذات السيادة اليوم، فنحن ملتزمون بالعمل كشركاء متكافئين ومتساوين في المجتمع الدولي، وسنقوم بتنفيذ اتفاقياتنا المشتركة والتي تغطي نطاقاً كاملاً من العلاقات الثنائية، إضافة إلى اتفاق أمني يغطي الالتزامات الأمنية ومنها عملية انسحاب القوات الأميركية.

وشددت على أن تقدم العراق أمر ضروري على المدى الطويل ويحقق الرفاهية للجميع، مشيرةً إلى أن صدام حسين أحدث عدم استقرار في الخليج والمنطقة لسنوات، والآن نرى احتمال شيء جديد لمستقبل العراق لا يشكل فيه تهديداً للأمن الإقليمي بل قوة للأمن الإقليمي.

وعما يتعلق بالسيادة دعوني أذكر لبنان، فالمجتمع الدولي دعم استقلال وسيادة لبنان بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والمحكمة الخاصة، فالولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي لدعم لبنان بسيادة مستقلة ومستقرة وبشكل شفاف وباحترام لسيادة لبنان. وكان رئيس المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية جون تشيبمان قد قدم لخطاب كلينتون بتوجيه الشكر إلى مملكة البحرين من خلال تعاونها المثمر الذي أولد هذا المنتدى الإقليمي الذي يسمح بتقدم الدبلوماسية الدفاعية في الخليج وضمان التفاهم الدولي للقضايا السياسية والجغرافية والاستراتيجية، ونحن مسرورون بأنه منتدى مشابه لحوار «شانغريلا» في سنغافورة، ويمثل اللقاء السياسي للمسئولين الكبار في منطقة الشرق الأوسط والمهتمين بالشئون الأمنية ونحن مسرورون بأن ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني يلقي الكلمة الرئيسة ونتشرف بوجوده، وقد بادرنا في العام 2004 بعقد أول منتدى بحوار يسمح بإملاء الثغرة عن طريق جمع أهم ممثلي الدول من أميركا وآسيا وأوروبا إلى جانب دول المنطقة من أجل تعزيز هذه المنطقة في العلاقات الدولية.


في حوار مفتوح مع الفعاليات الشبابية وممثلي المجتمع المدني في المتحف الوطني...

 

 

كلينتون: البحرين قطعت طريقاً مهماً في التحول الديمقراطي ولكن ينبغي العمل سوياً لمعالجة التحديات

 

المحرق - حيدر محمد

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن البحرين انتهجت خطوات مهمة في طريق الديمقراطية، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى دفع الخيار الديمقراطي من خلال مشاركة الجميع، موضحة أن الديمقراطية رحلة عمل طويلة وشاقة وستظل محفوفة بالتحديات على الدوام، ويجب عليكم مواجهتها بمسئولية وواقعية.

وأشادت سيدة الدبلوماسية الأميركية بخطوات البحرين في الانفتاح السياسي والاجتماعي، معتبرة أن مجتمع البحرين ديناميكي ويتطور على نحو رائع، لكنها شددت أيضاً على أهمية أن يحصل المعتقلون الذين تجري محاكمتهم حالياً على حقهم في توافر محاكمة عادلة وضمانات قانونية كافية.

وذكرت أن «واشنطن تشجع الديمقراطية في البحرين، وتطويرها مرهون بعمل جميع البحرينيين في الأسرة الحاكمة والحكومة والبرلمان والمجتمع المدني والشباب معاً لتطوير الإنجازات التي أحرزت والدفع بالخيار الديمقراطي قدماً نحو الأمام بالاستفادة من جميع الفرص المتاحة».

والتقت كلينتون نحو 200 شاب وشابة من مختلف الفعاليات الشبابية في البحرين والمشاركين في برامج التبادل الثقافي بين البحرين والولايات المتحدة وذلك بحضور نجلي جلالة الملك سمو الشيخ ناصر بن حمد وسمو الشيخ خالد بن حمد ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وسفيرة البحرين في واشنطن هدى نونو والسفير الأميركي في المنامة جوزيف آدم ايرلي.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية: «لقد أجريت هذا الصباح نقاشات إيجابية وبناءة ومعمقة مع جلالة الملك، وبحثنا تعزيز الشراكة والصداقة في العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة، كما بحثنا مع جلالته تطورات المنطقة والعالم، وتبادل وجهات النظر في الكثير من القضايا المهمة».

وفي حين أشادت كلينتون بمشروع الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البحرين، دعت البحرينيين إلى العمل سوياً من أجل مواصلة المشوار الديمقراطي والتغلب على المعوقات والتحديات المختلفة التي تواجه الانتقال نحو الديمقراطية.

ورداً على سؤال إن كانت تعتقد أنت البحرين تسير في الاتجاه الصحيح قالت كلينتون: «أنا معجبة جداً بالتقدم السياسي والاجتماعي في البحرين، وبوسعي القول إن هناك رؤية شاملة الشعب والحكومة يسيرون في خطاها، واليوم عقدت نقاشات طويلة ومعمقة مع جلالة الملك، وأعلم أن هناك بعض التحديات، ولكن من المهم جداً السير قدماً في مواصلة الطريق الديمقراطي».

وأشادت الوزيرة الأميركية بالانتخابات البلدية والبرلمانية التي نظمتها البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قائلة: «إن الانتخابات التي نظمتها البحرين قبل ستة أسابيع هي انتخابات جديرة بالإشادة، وهي ناجحة لأن نسبة المشاركة فيها كانت عالية جداً وبلغت 67 في المئة، وهذا دليل على رغبة الجميع هنا في الدفع نحو الخيار الديمقراطي الذي بدأته البحرين قبل عدة سنوات».

وأضافت كلينتون أن «الانتخابات محطة مهمة في الديمقراطية، لأنها تتيح للناس اختيار من يشاءون بحرية، ولكن في الوقت ذاته الانتخابات ليست وحدها المهمة، والديمقراطية لا تعني الانتخابات فقط، فهناك كثير من الناس يعتقدون أن الانتخابات هي الديمقراطية، غير أن هذه الرؤية تظل قاصرة، لا أن الديمقراطية في جوهرها تعني ضمان الحريات وحماية الأقليات وإتاحة الفرصة لجميع الآراء لتعبر عن مواقفها بشرط التزامها بالمسئولية، لذلك فإن الديمقراطية هي التزام أكيد وممارسة يومية ومسيرة طويلة جداً ومليئة بالتحديات، لأننا على الدوام بحاجة للتوازن بين أشياء كثيرة، بين الحرية والمسئولية، بين التقاليد والمتغيرات، أعلم أن لديكم فرصاً كثيرة وأعلم أيضاً بوجود توترات، فالطريق نحو الديمقراطية ليس سهلاً وسيظل على الدوام محاطاً بالمعوقات والتحديات التي ينبغي تجاوزها بالإرادة الجماعية والعمل سوياً نحو تعزيز الخيار الديمقراطي ومعالجة التحديات المختلفة بمسئولية وواقعية».

وشددت كلينتون على أهمية الالتزام بالديمقراطية موضحة أن «الالتزام بالديمقراطية أمر أساسي وجوهري، لأن الديمقراطية هي رحلة طويلة ومستمرة، وأغلب الدول الديمقراطية في العالم تسعى لتطوير ديمقراطيتها بشكل مستمر، وهذا يتطلب شراكة حقيقية بين القيادة السياسية والمجتمع والبرلمان في تطوير الحالة الديمقراطية على نحو يضمن استثمار كل الفرص المتاحة».

وفي ردها على سؤال النائب الوفاقي مطر مطر (الذي كان أحد المشاركين في برامج التبادل الثقافي مع الولايات المتحدة) في ظل ما أسماه «حدث الكثير من التراجعات عن الديمقراطية ووجود أشخاص مقبوض عليهم» قالت الوزيرة الأميركية: «من الواضح أن الولايات المتحدة تجري مراجعة دائمة ومستمرة لعلاقاتها مع جميع الدول وليس مع حلفائها فقط ، ولذلك فإن الولايات المتحدة تصدر تقارير سنوية عن أوضاع حقوق الإنسان والحريات الدينية».

واعتبرت كلينتون أن «البحرين مجتمع ديناميكي وفيه تطور كبير على أكثر من مستوى، وبلغت البحرين شوطاً مهماً في التحول الديمقراطي، لكن هذا ليس نهاية الطريق بالطبع، ربما يرى البعض نصف الكأس الفارغ ولكنني أرى نصف الكأس الممتلئ أيضاً، وما أراه في البحرين هو تقدم سياسي ليس موجوداً في الكثير من دول المنطقة، ولكن كل المجتمعات الديمقراطية بما فيها الولايات المتحدة نفسها لا يمكن الادعاء بأنها بلغت الكمال في الديمقراطية، لذلك فإن العمل الجاد والعزيمة ومشاركة الجميع أمور مطلوبة جداً في تطوير الديمقراطية وإدخالها إلى آفاق أرحب».

ودعت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أهمية توفير محاكمات عادلة للمعتقلين الذين تجري محاكمتهم الآن «لابد أن يحصل هؤلاء على حقهم في محاكمة عادلة تتوافر فيها الضمانات القانونية، ونحن مع كل الأصوات المنادية بهذا الأمر، ولكن في الوقت ذاته نحن نشجع الديمقراطية في البحرين، ويجب أن ننظر إلى الصورة الكلية للوضع بمقاربة أشمل، فهناك تقدم على مختلف المستويات والانتخابات كانت محطة مهمة (...) ونحن في الولايات المتحدة نشجع على تقدم الديمقراطية في البحرين».

وعن رؤيتها لمستقبل البحرين خلال العشرين عاماً المقبلة أشارت هيلاري كلينتون إلى أن الأمر متوقف على البحرينيين، الأسرة الحاكمة، البرلمانيين، مؤسسات المجتمع المدني، الإعلاميين، المرأة والشباب في البحرين هم الذين سيحددون مستقبل وطنهم (...) أنا واثقة من أن الديمقراطية ستتطور، وأن البرلمان سيكون أفضل، ونحن في الولايات المتحدة ندعم جهودكم، وسنكون شركاء وأصدقاء على الدوام، وأنا لعلى يقين من أنكم تسيرون في طريق تطوير ديمقراطيتكم بما يراعي التوازن والتطلعات التي تأملونها». وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية عن سعادتها لوجود أكثر من 500 من منظمات المجتمع المدني في البحرين، وأشارت إلى أن وجود هذا العدد الكبير من المؤسسات الأهلية غير الحكومية والتي تبدي آراءها بشأن كل القضايا أمر مثير للإعجاب قياساً مع عدد سكان البحرين، ويلعب المجتمع المدني دوراً فاعلاً وأساسياً، ومن الأهمية بمكان تمكينه من العمل بحرية للتعبير عن الآراء المتعددة بطريقة سلمية ومتحضرة إزاء مختلف القضايا، وهذا التنوع يثري التجربة الإصلاحية في البحرين».

وبشأن موقف الولايات المتحدة الأميركية في حال شنت إسرائيل حرباً على إيران بسبب برنامجها النووي قالت الوزيرة الأميركية: «أولاً وقبل كل شيء ليس مدهشاً وليس مثيراً القول إن هناك الكثير من الدول والشعوب هنا في المنطقة وكذلك في بقية أنحاء العالم قلقة بشأن احتمال حصول إيران على أسلحة نووية، فهناك قلق جماعي في البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات وبقية دول المنطقة، وهذا مثار قلق من قبل المجتمع الدولي الأمر الذي انعكس في صدور العقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي ضد إيران، وهو الأمر الذي حظي بموافقة الصين وروسيا». وأضافت كلينتون أن «إيران يجب أن تعرف أنه لا يجوز لها مخالفة القواعد الدولية، إن من حقها - كما هو من حق جميع الدول - الاستفادة السلمية والمدنية من الطاقة النووية وليس الأسلحة النووية (...) كلنا نحاول إقناع إيران بضرورة الالتزام بهذا الأمر، وإيران وافقت على المشاركة في المباحثات مع مجموعة 5+1 التي تمثل المجموعة الدولية، وعمل هذه المجموعة ينصب في إقناع إيران بضرورة عدم التمادي في برنامجها النووي». ومضت الوزيرة الأميركية قائلة: «لانزال نؤكد أن الولايات المتحدة مخلصة في جهودها للعمل مع إيران، ونود أن نرى إيران تأخذ موقف الدولة المسئولة، والخيار متروك لإيران لتثبت ذلك».


مسئولو المعهد تعاملوا بذكاء في الرد على أسئلة المؤتمر الصحافي...

 

 

وثائق «ويكيليكس» تشحن أجواء منتدى حوار المنامة

 

ضاحية السيف - سعيد محمد

شحنت التساؤلات بشأن الوثائق المسربة عبر موقع «ويكيليكس» أجواء منتدى حوار المنامة السابع حال انطلاقه وذلك في المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه أربعة من المسئولين بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وتعامل المسئولون الأربعة بذكاء مع أسئلة الصحافيين المتعلقة بموضوع الوثائق المسربة من خلال عبارات من قبيل: «سنترك للوزراء المعنيين الإجابة على التساؤلات»، أو من قبيل: «إنها ليست بذلك القدر من الأهمية ويتوجب تجاهلها لأنها لا تتعلق بالسياسة الأميركية بل بأمور شخصية وشخصيات»، فيما تجاهلوا الإجابة على تساؤل طرحته «الوسط» بشأن الكيفية التي سيتم من خلالها طرح الموضوع في الجلسات.


جدول أعمال يعكس التحديات

 

وفي المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه كل مدير الدراسات بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية آدم وارد، وخبير الشئون الأمنية بالمعهد أميل حكيم، والمدير التنفيذي للمعهد في واشنطن اندرو باراسيليتي، ومستشار الشرق الأوسط بمقر المعهد في لندن توبي دوغ، استهل آدم وارد التقديم بالقول إن الحوار الذي سيدور خلال الأيام المقبلة تم التخطيط له طوال الأشهر الماضية، وأن هناك تطلعاتاً للحوار خلال اليومين المقبلين، وأعتقد أن تواجد الوزراء يفتح الباب امام امكانيات عديدة، فالبعض ساهم في السابق والبعض للمرة الأولى، فحوار المنامة يستهدف تغطية مواضيع مرنة مثل العلاقات بين الحكومات، ونعتقد أن ديمومة هذا الحوار يسمح لمواصلة الشئون الأمنية لتشكيل مجتمع من المسئولين عن الشئون الأمنية بالمنطقة، وقد قمنا بتنظيم جدول الأعمال بحيث يعكس التحديات الإقليمية المختلفة.

وأشار الى أن هناك مواضيع بعينها مثل الانتشار النووي وعدم الاستقرار البحري والمخاطر عبر الحدود المختلفة، لافتاً الى أن هناك ضغوطاً مورست على أمن دول الخليج نتيجة لتوتر المناطق الحدودية في العراق واليمن وأفغانستان، وسنولي الاهتمام لهذه النزاعات وسندعم تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتنسيق السياسي لرفع كل هذه التحديات، فهدف الحوار هو متابعة كل الإجراءات العملية التي تسمح للتوصل الى تعامل وتعاون وهذه نقاط كلها موجودة على جدول أعمال المنتدى.


كلينتون إضافة مهمة

 

وقال إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون ستمثل إضافة مهمة للحوار حيث ستتحدث مساء اليوم (أمس) عن الأهداف الدبلوماسية الأميركية العامة، وكذلك من سرورنا أن نتابع غداً (اليوم) العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في خطابه الرئيسي، فوجوده برهان على أن القمة الأمنية الإقليمية (حوار المنامة) وصلت إلى مستوى أرفع من الماضي، وكل ذلك ستليه كلمات من وزراء الدفاع والشئون الخارجية للبلدان المشاركة سيتكلمون عن الملفات التي سيناقشونها خلال لقاءاتهم الثانوية والدولية، ونعتقد أن هذا الحوار يؤدي الى تحليل وفير.

من جانبه، قال المدير التنفيذي للمعهد في واشنطن اندرو باراسيليتي إن حوار المنامة سيستقبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، وهو ينعقد قبل بضعة أيام فقط قبل بداية حوار (5+1) في جنيف ليشمل القوة النووية الإيرانية وهناك الحوار الفلسطيني الإسرائيلي الذي سيكون موضوع اهتمامنا خلال هذه الدورة، والموضوع الثالث هو مستقبل العراق، فالعراقيون في حال تكوين حكومة وطبيعة وقوة هذه الحكومة ستؤثر على الأمن الإقليمي والسياسية الأميركية، وكذلك موضوع اليمن الذي يقلق الكثير من الأطراف وسنستمع الى آراء دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.


وثائق «ويكيليكس» المسربة

 

أما عن الوثائق التي نشرت على ويكيليكس، فقال إنها ستغطى خلال الجلسات العامة أو خارجها، مؤكداً أن وجود هذا العدد من المسئولين يعتبر مناسبة غير اعتيادية لتقديم أفكار لكيفية الوصول الى تفاهم بشأن الأمن الإقليمي والاتفاق على جدول عمل إقليمي.

وتطرق خبير الشئون الأمنية إميل حكيم الى ضرورة تفهم الأوضاع في المنطقة لأنها منطقة متقلبة، وعرفت ثلاث حروب خلال العقود الثلاثة الماضية، وما من منظمة أمنية شاملة نجحت في الحد من هذا التوتر، فالحوار تم تأسيسه لنملأ هذه الهوة في مجال الأمن الإقليمي، وهذا أساسي بالنسبة للحوار، فخلال مدة طويلة، ناقشنا هذه الأمور بعيداً عن المنطقة ومن المهم أن تستعيد المنطقة مكانتها وتقول ما تقوم به، وما هي علاقتها ببعض الأطراف مثل إيران وغيرها، وعندما نتكلم عن أمن الخليج، يجب ألا ننسى أن الشئون أصبحت معقدة مع مرور الزمن وما نراه هنا هو بروز بعض القضايا مثل الاتجار بالبشر والأمن البحري والإرهاب وكل هذه القضايا تتطلب الكثير من التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتتطلب من دول التعاون أن تبدأ معالجة هذه الشئون المرتبطة بالخلافات مع إيران، ونأمل أن هذه الحدث سيسمح بتطوير الحوار بشأن هذه القضايا، وهو مناسبة لمسئولي الخليج لبدء التحدث عن القضايا التي تخصهم مثل مبيعات الأسلحة فهي من المواضيع المهمة، لكنها ليست الأهم، لكن ما نلاحظه هنا هو بروز استرايتيجة أمنية معقدة فدول الخليج تحاول إبراز المزيد من الفعاليات، ومهم بالنسبة لنا معرفة ما إذا كانت دول الخليج قادرة على تقديم استراتيجيتها بطريقة تتماشى والأولويات الوطنية الأخرى.


الإيرانيون والأميركيون وجهاً لوجه

 

وعلى صعيد آخر، قال مستشار الشرق الأوسط بمقر المعهد في لندن توبي دوغ إن هناك صعوبات ظهرت لجمع المتحدثين في هذا المنتدى، لكن هناك ممثلاً عن الحكومة العراقية سيعطينا فكرة عن التوجهات التي ستتخذها الحكومة في المنطقة، وسنستمع أيضاً لعدد من أهم كبار الدبلوماسيين من ايران والولايات المتحدة وهما في المكان نفسه يتكلمون عن مستقبل الخليج الأمني، وتواجدهم هنا في المنتدى نفسه مهم لمناقشة الأوضاع.

وفي الوقت المخصص لتساؤلات الصحافيين، أجاب إميل حكيم على سؤال لمحرر «فوكس نيوز» فيما يتعلق بوثائق ويكيليس فقال إن هذا الموضوع مثير للاهتمام ولا يمكن أن نتجاهل تلك التسريبات، لكنه أشار الى أن المعلومات ليست بفضيحة كبيرة وليست بهذا القدر من الأهمية! هي تتعلق بشخصيات وأمور شخصية ولا تتعلق بالسياسات، وهي تلقي الأضواء على القنوات الدبلوماسية وطريقة ادارة الشئون الدبلوماسية، وانتم تعرفون كيف تجري المفاوضات، لكن المواقف الشخصية لا تعكس المواقف الرسمية، واعتقد أن الوزراء سيركزون على الأمور المهمة والأساسية ولن تتغير بسبب تلك الوثائق.


لقد أزيل الوشاح

 

فيما شدد توبي دوغ على أنه ليس لتلك الوثائق أي تأثير، ضارباً المثل بالقول :»لو تم نشر مكالماتي الشخصية، سأشعر بالقلق ويمكن أن يمازحوا بشأن هذه المواضيع، ويمكن أن يتحدوا نظراءهم الدبلوماسيين لمعرفة ما كانوا يقصدون بالضبط. لقد أزيل الوشاح عن الكثير من الأمور وهذا الموضوع مثير للاهتمام بأمور مخفية وغامضة».

ومسك باراسيليتي خيط الحديث ليثني على مقولة إن التساؤلات عن الوثائق يجيب عليها الوزراء أنفسهم، فهذه المعلومات التي تسربت تضفي اهتماماً اضافياً على حوار المنامة، لكن العديد من الدول في المنطقة متخوفة من البرنامج النووي الإيراني، وهذا المنتدى يقدم فرصةً جيدةً من خلال الاجتماعات العامة والمناقشات الجانبية لمناقشة الأمن الإقليمي، وقد تحصل على التغطية والنقاش الذي تستحقه. صحيح أن هنالك بعض الكلمات الصريحة للغاية في الويكيليس، ونحن لم نتوعد على هذه الدرجة من الصراحة.


توجيه ضربة إسرائيلية لإيران

 

ووافقه إميل حكيم الرأي ليقول: «لقد سمعنا بعض المواقف المتصلبة في الويكليكس، لكن يجب أن نكون واقعيين... صحيح أن بعض دول الخليج مواقفها صارمة ومتصلبة من أجل أن تواصل الولايات المتحدة الأميركية اهتمامها بالخليج وتستمر في ذلك حتى اذا توصلت الى اتفاق مع ايران - وهذا ما تخشاه هذه الدول - ولكن هذا لا يعكس سياسات دول الخليج، وهي لم تقم بالتأثير على الدول الأخرى، فدول المنطقة لا تريد الخوض في حرب، وهنالك نقص في الثقة تجاه إيران ودول الخليج تريد من اميركا أن تقف معها وألا تتنازل دول الخليج عن مصالحها، أما اذا استغلت إسرائيل هذه المواقف لتوجيه ضربة عسكرية الى إيران قال إميل: «من الخطر أن تقوم إسرائيل بتفسير هذه التعليقات بشكل خاطئ حتى لو تم الإدلاء بها، فليس هناك استعداد للخوض، لكن لو حصل ذلك فسيصب في محاولات إسرائيل لتعظيم خطر ايران».

وفي شأن استمرار الوضع على ما هو عليه على رغم مرور سبع سنوات على حوار المنامة، قال آدم وارد إن هذا المؤتمر صمم للتركيز على المشاكل الأمنية في الخليج وبعض الدول المحيطة بالخليج، ونحن اعتبرنا أن هناك محافل أخرى تناقش الصراع العربي الإسرائيلي ولا داعي للتكرار، وهناك ثغرة في بناء المؤسسات التي تعنى بالأمن في المنطقة، ونحن نحاول سد هذه الثغرة، ولكن صممنا الحوار ليس للتركيز على الحوار العربي الإسرائليي.


بين الخليج وإيران

 

وفي رد على سؤال لـ «الوسط» بشأن إمكانية تحقيق حوار ناجح مع إيران، قال إميل حكيم: «إن الحوار مع ايران ضرورة، ربما لن يؤدي الى أية نتيجة وربما يؤدي الى احباط. ولكنه ضروري وحيوي، ولا نريد انهياراًَ في الاتصالات الدولية ما يؤدي الى سوء فهم الأوضاع، فالحرب لا تبدأ لأن الحوار بدأ في مكان ما، وقيمة الحوار هي زيادة الشفافية قدر الإمكان وبناء الثقة حتى على المستويات الدنيا، ولدينا تطلعات متواضعة هنا فالأطراف الإقليمية لن تغير رأيها لأنها في المنامة، ولكنها (لأنها تصغي فهذا مهم للغاية)، وبالنسبة لدول الخليج فعليها أن تدعم الحوار، كما أن إيران، حين تأتي الى المنامة، فعليها إعادة التأكيد وطمأنة الجيران العرب بشأن نواياها»، فيما تم تجاهل السؤال الآخر الموجه إلى باراسيليتي بشأن الكيفية التي ستطرح فيها قضية الوثائق في جلسات المؤتمر.

وعن الدور التركي في الخليج، قال آدم وارد إن تركيا ومعها البرازيل اتجهتا لتبادل الوقود النووي مع إيران وفشل الأمر، لكن ذلك يعكس رغبة سياسة تركيا للتعاون مع ايران، وتركيا عضو في الحلف الأطلسي وتستهدف الدخول في الاتحاد الأوروبي وتريد تطوير سياسة خارجية تتماشى مع حجمها، وهذه الرغبة التركية تتزايد، وتعتقد تركيا أنها ستساهم بفعالية.


نقاط التفتيش عند مداخل القرى أسلوب غير حضاري... في خطب الجمعة أمس:

 

 

رفض لقرار رفع الدعم عن المحروقات... ودعوات لأخذ العبرة من عام هجري مضى

 

الوسط - محرر الشئون المحلية

تنوّعت الموضوعات التي تطرق لها أئمة وخطباء الجمعة أمس، فبعضها سياسي يتحدث عن توجهات الحكومة برفع الدعم عن المحروقات، وأخرى عن الموقوفين ونقاط التفتيش عند مداخل القرى.

كما تطرق الخطباء إلى موضوع حقيقة الموت، وأهمية إدراكها والتوبة إلى الله، والامتناع عن فعل المعاصي والمحرمات، وذلك أن هادم اللذات قد يأتي في أي لحظة، وتبقى الروح، فيصبح العاصون نادمين على ما فعلوا.

وفي موضوع ديني آخر، تحدثوا عن العلاقة بين الإنسان ككائن بشري، والنخلة كواحدة من أنواع النباتات والأشجار.

وفي موضوع عن علاقة العرب بإسرائيل، وموقف بعض الدول العربية والإسلامية مع الأخيرة، لمد يد العون لها ومساعدتها على إخماد الحريق الذي نشب في جبل الكرمل.

ففي موضوع الموقوفين ونقاط التفتيش عند مداخل القرى، وصف إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، استمرار ما يجري عند مداخل القرى وفي طرقها وبيوت أهلها بـ «مضايقات وإزعاج وإرهاب وإرعاب وإذلال، وضرب مبرح لبعض الصبية والشباب، فهو أمر شاذ كل الشذوذ عما قد يدعى من فرض للأمن والضبط والانضباط، وعن التمدن والتحضر والدّين والقيم والدستور والقانون، ومواصلة الاستمرار عليه استمرارٌ على إيذاء الشعب وإهانته وإذلاله، وتحدث قاسم عن السجناء والموقوفين، وقال إن «سَجن الأعزاء ومحاكمتهم إما أن يكون لأن لهم رأيا سياسياً يصرحون به كما يصرح به الكثيرون، وإن شهد التعبير اختلافاً بدرجة وأخرى، مما لا يخرج إلى حد الثورة والانقلاب والفتنة العامة، ولا يطبعه بطابع التمرد على أساس الحكم وثابت الميثاق والدستور، وقد تشذُ كلمةٌ هنا أو هناك عن المألوف وما ينبغي أن يقال مما لا يمثل رأيا ثابتاً يعول عليه صاحب الكلمة، وهو ما قد يحصل عند كل الأطراف».

وتابع «وإما أن يكون سجنهم ومحاكمتهم على أكثر من ذلك، وموضوع هذا السجن والمحاكمة يحتاج إلى إثبات، والمُثبتُ لأي شيءٍ من ذلك لا يصح أن يكون في غرف التعذيب شرعاً وقانوناً وعقلانياً وعلى مستوى كل العالم»، مضيفاً أن «في أول فرصةٍ أمكن للأعزاء أن يعطوا رأياً حراً فيما نُسب إليهم، وذلك في قاعة المحكمة، نفوا هذه النسبة جزماً وإجماعاً وبوضوح، وصرحوا بأن أي اعترافٍ من أحدهم بأي أمرٍ يُعاقب عليه القانون إنما كان تحت الإكراه، وكشف من كشف منهم عن آثار تعذيبه».

وطالب إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز بـ «الإفراج عن السجناء والموقوفين، وأن تتوقف المحاكمات، وأن تعاد لهم الحرية، وأن تأخذ العلاقة بين الحكومة والمعارضة منحاً آخر يسهم فيه الطرفان ويكفل للبلد أمنها واستقرارها»، مضيفا أن «لابد من تبادل الاحترام بين جميع المكونات، الشيء الذي لا يؤسس له التصلب في المواقف ولا يفتح بابه وينتجه مثل الإفراج ورفع حالة التشنج والتفاهم على أوضاع علاقة سليمة قانونية تراعى فيها كل الحقوق ويتم التوافق عليها».


رفع الدعم سيخلق كارثة للمواطن

 

وفي موضوع سياسي آخر، عن توجهات الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات، أشار إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، إلى أنه «إذا تم رفع الدعم عن النفط، فإن الأمر سيمتد ليشمل بقية المواد المدعومة من الدقيق والدواجن واللحوم وبقية السلع, وعندئذ تحل بالمواطن كارثة اقتصادية لا يستطيع تحملها».

واعتبر عيد أن «رفع الدعم عن المنتجات النفطية يعني بداية فرض نوع من الضريبة على المواطنين تثقل كواهلهم, ولاسيما مع ارتفاع عدد السكان, بحسب الإحصائية الأخيرة وتفشي البطالة وتدني الرواتب».

وبيَّن أن «الدولة لا تنفق على المنتجات النفطية الكثير, لأنها لا تشتري النفط من الأسواق العالمية حتى يكلفها الكثير من الدعم, بل هو منتج محلي لا يحتاج إلى ذلك الدعم الكبير الذي يضر بالموازنة العامة, بل إن ما تنفقه الدولة لاستخراجه وتصفيته يغطى من العوائد الكبيرة عند بيعه».

وفي حين اعتبر عيد أن هذا القرار ليس صائباً، ذكر أن «العوائد والفوائد التي تحصل عليها البحرين من المنتجات النفطية كثيرة جداً, نظرا لارتفاع سعر النفط عالميا, ولصغر البحرين نسبة بالمنتجات النفطية، فمادامت هناك عوائد كبيرة لأي سلعة لا يؤثر ما تدفعه الدولة كمصاريف لتلك السلعة على الموازنة العامة لأنه يغطى بالعوائد التي هي أكبر بكثير».

وقال إن «أول ما يهم الدولة عند رصد وتحديد الموازنة العامة هو البحث عن موارد لزيادة إيراداتها، ورفع الموازنة العامة للتسهيل والتخفيف على المواطنين وزيادة الرفاه لهم, والعمل على زيادة الدعم لكثير من السلع المهمة التي يحتاجها المواطنون».


الدول العربية وتعاطفها مع إسرائيل

 

وتحت عنوان موقف الدول العربية مع إسرائيل، في حادثة الحريق الأخيرة، انتقد إمام وخطيب جامع عجلان الشيخ ناجي العربي «موقف بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل وتقديم يد العون لها للسيطرة على الحريق الكبير الذي شب في جبل الكرمل».

وأوضح العربي في خطبته أمس أنه «لا يجوز شرعاً مساعدة المحتل الصهيوني وإغاثته فيما نزل بهم لأنهم مغتصبون للأرض سفكوا دماء إخواننا في فلسطين»، مطالباً «بوقف أي إمداد من دولنا للسيطرة على الحريق».

وأوضح العربي أن «تسامح الإسلام لا يكون مع من يظلم ويقتل الأبرياء ويكون مع من يستحق».

واستغرب من «موقف تركيا التي أرسلت طائرتين للمساهمة في إطفاء الحريق بعد أن عجز المحتل الإسرائيلي في السيطرة على الوضع»، مذكراً «بالموقف التركي المشرف في أسطول الحرية وكيف وقفت اسطنبول الموقف الصحيح أمام العدوان الإسرائيلي الذي ينبغي أن تحافظ عليه وألا تتراجع عنه بمد يد العون لإسرائيل».

ودعا حكام العرب والمسلمين إلى «تجاهل أي دعوات أميركية لمساعدة إسرائيل في إطفاء الحريق»، مؤكداً أهمية «الأمانة التي يحملها حكام المسلمين في أعناقهم تجاه القضية الفلسطينية والدماء التي أسالتها إسرائيل».

وشدد العربي في حديثه على «ضرورة أن يتمسك المسلم بموقفه»، مبينا المنهج الإسلامي في التعامل مع المغتصبين ورأي الشرع في معونتهم.


حقيقة الموت

 

وفي موضوع ديني، عن الموت وزوال الدنيا، اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن الموت حقيقة قاسية، القلوب عنها غافلة، والعقول منصرفة، والهمم منشغلة.

ودعا القطان، وهو يشير إلى قرب انتهاء العام الهجري، وبداية عام جديد، إلى أخذ العبرة والعظة بما مر بأمة الإسلام من أحداث جسام، وما تعرض له الفلسطينيون في القدس، من التخريب والتعذيب والإبعاد وسفك الدماء، وكذلك الظلم والقسوة في بعض الدول الإسلامية، مشيراً إلى أنه «لابد من إدراك حقيقة الموت، والإسراع إلى التوبة والعودة إلى الله، والتقرب إليه بالعبادة».

وأوضح أن الموت «حقيقة تتكرر كل لحظة، ونعايشها مرة بعد مرة، والناس سواءٌ أمام هذه الحقيقة المسلّمة، إذ يواجهها الأبناء والآباء، والأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء، والعامة والعلماء، وأهل الشجاعة والجبناء، يقفون منها موقفاً موحداً، ولا يستطيعون لها حيلة، ولا يقدرون تجاهها دفعا ولا تأجيلا».

وأضاف «انها حقيقة النهاية والفناء والموت، الذي لا محيد ولا مفر من الاستسلام له، ولابد لكل حي أن يسلّم بهذه الحقيقة»، مبيناً أن غفلة القلوب عن هذه الحقيقة أطال أمل الناس فيها، فقد أشار إليها النبي محمد (ص)، في حديثه لصاحبه عبدالله بن عمر، فيقول له «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل».

وأكد أنه «لابد أن تستقر هذه الحقيقة في نفوس الناس استقرارا واستشعارا، حتى يكون لها أثر عملي في حياة المسلم على الإقبال على الطاعة، والمبادرة إلى التوبة، وترك التسويف، ويجب أن نتذكر هذه الحقيقة أبدا، وأن هذه الدنيا دار متاع وفانية، وأن الآخرة هي دار القرار والبقاء». وأضاف «كأس الموت تتذوقه كل النفوس، وجرعته يحتسيها كل إنسان في هذه الحياة».

وأثار عدة تساؤلات قائلاً: «أين الاتعاظ والاعتبار؟ جنائز نصلي عليها، وعشرات الموت نشيعهم إلى القبور، وتزايد الوفيات من حوادث السيارات وموت الفُجأة والسكتات؟ فكم من إنسان أمسى ولم يصبح، وكم من إنسان خرج من بيته ولم يعد له؟».

وقال القطان: «إننا في هذه الأيام نودع عاماً هجرياً، ونستقبل جديداً آخر، ولا ندري هل نستكمله، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات»، موضحاً أنه «إذا أيقنا بأن مرور الأعوام هو من أعمارنا، وأن الأيام مراحل تقربنا إلى الآخرة، فالأحرى بنا، ونحن بين عامين، أن نستعد للموت وما بعده، بالتوبة إلى الله، والاعتبار والاتعاظ، وزيارة القبول».

وتابع «علينا السعي دائما والعمل على بر الوالدين وصلة الأرحام وبذل المعروف، وتطهير القلب من الحسد، وأن تحافظ النساء على حجابهم».

واختتم إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالقول «يا من تلهون في دنياكم، تذكروا هادم اللذات، ولنتصور نزول ملك الموت، ففي هذه اللحظات يندم المفرطون، ومن قضوا عمرهم في معصية الله».

وفي سياق الموضوع نفسه، دعا إمام وخطيب جامع جدحفص الكبير الشيخ منصور حمادة، إلى «ترك الغفلة والسِّنات، وترفَّعوا عن اللهو والهنات، وتدرّعوا بتقوى اللهِ فإنَّه أحسنُ الزاد، وأحصنُ ما يتدرَّعُ به المؤمنُ ليومِ المعاد، ليؤمن من سخطِ وعذاب ربِّ العباد».

كما دعا حمادة إلى «التهيؤ إلى ما تحبّون في يوم القيام، يوم ينقسمُ الناسُ إلى ثلاثةِ أقسام، فبناءً على صحة وفسادِ الاعتقادِ والعمل، ينبني حكمُ وعدالةُ اللهِ عزَّ وجل، وقد أخبرَكم سبحانه عن ذلك اليومِ العظيم، وبشَّرَكم بما فيه مِن العطاءِ والتكريم، وأنذرَكم مُحذِّرًا من عذابه الجسيم».

وأضاف «فليختر كلّ منّا لنفسه، مصيره بعد موته ورمسه، فقد منح اللهُ كلاً منّا الإرادة، وعلَّمنا بواسطة وحيِه طُرقَ الشقاء والسعادة، وأقامَ حجتَه علينا ببيانِ ما أرادَه، وبيَّنَ لنا عاقبةَ مَن اتقاه وأطاعه، وعاقبةَ مَن طغى وآثرَ هواه واتباعه».


الفرق بين الإنسان والنخلة

 

وتحت عنوان «العلاقة بين الإنسان والنخلة»، تحدث إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، قائلاً «ما هو وجه الشبه بين الإنسان المسلم وهو كائن بشري عاقل من بني آدم، وبين النخلة التي هي من عالم النباتات والأشجار».

وأوضح مطر أن «هذه العلاقة تظهر في المثل النبوي الرائع، الذي ضربه النبي (ص)، ولا يخفى أن ضرب الأمثال، فيه بيان وتوضيح وتقريب للمعاني إلى الأذهان وفوائد ودروس».

وأضاف «شبه الرسول (ص) النخلة بالمسلم في كثرة خيرها وبركتها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام، فإنه من حين يطلع ثمرها لايزال يؤكل منه حتى ييبس، وبعد أن ييبس البسر ثم الرطب ثم التمر ودبس التمر، ويمكن تخزين التمر والانتفاع به مدة طويلة من الزمن، فالتمر تقريبا غذاء كامل».

وذكر أنه «يُنتفع بالنخلة أيضا من خشبها وورقها وأغصانها، فيستعمل جذوعا وحطبا وعصيا وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك، ثم ينتفع بالنوى علفا للدواب».

وأفاد بأنه «بصفة عامة فإن الإسلام وجه إلى العناية بالزراعة وغرس الأشجار بأنواعها وخاصة المثمرة منها، وذلك لمنفعتها للبلاد والعباد والدواب، وهي عمار للأرض وحماية للبيئة وزينة وجمال».

ودعا «من استطاع أن يغرس نخلة أو شجرة مثمرة في بيته فليفعل، فإنها له صدقة وأجر في حياته وبعد موته».

وأشاد مطر بجهود وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني في غرس النخيل والتشجير، آملاً في أن تستمر تلك الجهود وتكثف، وتدعم وتشجيع المواطنين وأصحاب المزارع، ورصد الجوائز والحوافز للمزارع المنتجة، لتساهم بذلك في دعم الأمن الغذائي، لتوفير الغذاء الضروري وقت الأزمات».


الغريفي لـ «النواب»: تحمَّلوا الأمانة وناقشوا التمييز والتجنيس والفساد المالي والإداري

 

دعا عالم الدين السيدعبدالله الغريفي النواب الجدد، إلى وضع أوضاع المواطنين المعيشيّة والسكنيّة في قائمة أولوياتهم، وأوضاع العاطلين والباحثين عن العمل وأوضاع البؤساء والمحرومين، وتحمّل الأمانة بصدق، ومناقشة الملفات المهمة كـ «التمييز، والتجنيس، والفساد المالي والإداري».

وقال الغريفي، في كلمة له مساء يوم أمس الأول (الخميس)، إن الشعب ينتظر من النواب أن يفتحوا ملف التمييز، «فهو ملّف لم يفتح في الفصلين التشريعيّين السابقين، على رغم محاولة كتلة الوفاق تحريكه، إلا أنّ إصرار السلطة، وإصرار النّواب الآخرين، أبقى هذا الملف مغلوقًا، وإذا استمر هذا الإغلاق فسوف يقود ذلك إلى نتائج وخيمة».

وأضاف «كما يتطلع الشعب إلى أن يناقش النواب ملف التجنيس، لما يحمله هذا الملّف من تداعياتٍ خطيرةٍ على أمن هذا البلد واستقراره، ووحدة نسيجه السكاني والاجتماعي، وهذا الملف هو الآخر لم يتحرك بالحجم المطلوب».

واعتبر أن «من بين الملفات أيضاً، ملف الفساد المالي والإداري، وهو حساس، لا يجوز التهاون فيه»، مبيناً أن «الفساد الإداري والمالي ينخر في مؤسسات الدولة بشكلٍ مرعب، فهل يملك النواب الجرأة والشجاعة في أن يقاربوا هذا الملف حمايةً لهذا البلد من كل أشكال العبث والفساد».

وتابع «أيضاً ملف التعذيب، ونحن لا نريد أن نتدخل في شأن التحقيق، وفي شأن القضاء، إلا أن ما سمعناه من كلمات المتهمين أمام المحكمة، وما أكده عددٌ من المحامين، وما اشتهر على الألسن من وجود تعذيبٍ شرسٍ جدًا، وإن صح هذا فالمسألة في غاية الخطورة، فهذا يشكِّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ولكلّ ما أثبته الدستور والميثاق».

وقال «من هنا يأتي دوركم أيها النواب في أن تمارسوا مسئوليّاتكم في متابعة هذا الموضوع بكل صدقٍ، ونزاهة، وجرأة، إذا كنتم أمناء على كرامة المواطنين، وحراسة القوانين»، مشيراً إلى أن «وظيفة النواب أن يراقبوا أداء الحكومة، وممارسات السلطة، وأن يحاسبوا كل ما يصدر عن المؤسسات والأجهزة الرسمية، هذه هي مهمة ومسئوليات البرلمانات في العالم إلى جانب مهمته التشريعات وإصدار القوانين، أنه من الخيانة للوطن والشعب والقانون أن يداهن النواب السلطة فيما يصدر عنها من أخطاء ومخالفات، وتجاوزات، إذا توفرت الأدلة على ذلك».

وبيَّن الغريفي أن «الشعب ينتظر منكم أيها النواب، خطوات صادقة وجريئة في إصلاح العملية السياسية، التي مازالت مصابة بالعجز والإعاقة، فعملية سياسية لا تملك دستورًا تعاقديًّا، ولا تملك برلمانًا كامل الصلاحيات، ولا تعبِّر عن شراكةٍ حقيقيّة، هي عملية غير سليمة».

وأضاف «لابد من إعادة النظر في مجمل العملية السياسية من أجل إنتاج الثّقة لدى الناس، فالجميع من المشاركين والمقاطعين يطمحون إلى مشروعٍ سياسيٍّ جادٍ وحقيقي».

وخاطب الغريفي النواب قائلاً «يجب أن تمارسوا مسئولياتكم بصدقٍ وإخلاص، وجرأةٍ في إصلاح الواقع السياسي الخاطئ، وإنّه لخيانة لهذه المسئوليات أن يتخلى النواب عن واجبهم في تصحيح العملية السياسية»، مشيراً إلى أنه «لم يعطكم الشعب كلمته من أجل أن تكرسوا واقعًا سياسيًا خاطئًا، يجب أن تكونوا الأمناء، وأن تكونوا الأقوياء في قول الكلمة الجريئة التي لا تداهن، ولا تساوم، ولا تخون».

وأكد «ضرورة أن تكون السلطة مع خيار الشعب ونوابه في الدفع بالعملية السياسية نحو الاتجاه الصحيح، وإلا فسوف يبقى الواقع السياسي يتحرك في مساراته الخاطئة، وهذا يفرض أن تعترف السلطة بوجود خللٍ في العملية السياسية، أما إذا أصرّت السلطة على تبرئة هذه العملية من النواقص والأخطاء فهذا لا يخدم الممارسة السياسية، ولا يصحح مساراتها».

كما ذكر عالم الدين الغريفي أن «الشعب ينتظر من النواب معالجة جادة لأوضاعه المعيشية والسكنية، فالكثير من أبناء هذا الشعب يعيشون أوضاعًا معيشية وسكنية صعبة جدًا»، لافتاً إلى أن «هناك محاولات لمعالجة الوضع المعيشي والسكني إلا أنها محاولات لا ترقى إلى مستوى التصدي الحقيقي للتعاطي مع هذه الأزمة التي تحاصر الكثير من أبناء هذا الوطن».

وأردف «في حين يملك أشخاص متنفّذون، وأثرياء المساحات الشاسعة، لا يجد المواطن البائس المحروم بضعة أمتارٍ تؤويه، وتؤوي عائلته، وأطفاله، وفي حين تتكدّس الأموال في حسابات الأثرياء الكبار والصغار، لا يجد المواطن البائس المحروم لقمة عيش يسد بها رمقه، ورمق عائلته، وأطفاله، ولا يجد لقمة قماشٍ يواري بها جسده، وجسد زوجته، وأطفاله».

واعتبر الغريفي أن «مسئولية الدولة أن توفر فرص العمل لكل القادرين العاطلين، ومما يؤسف له أن نجد في هذا البلد أعدادًا كبيرة من العاطلين، وفيهم حملة شهادات عليا، وأصحاب كفاءات متقدمة، في حين تستورد الدولة من الخارج من يملأ شواغر المؤسسات، وفي البلد من يملك تلك الكفاءات وأكثر».

العدد 3011 - الجمعة 03 ديسمبر 2010م الموافق 27 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 9:35 ص

      سؤال

      مو كأن حرام سلام الرجل للمرأة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 15 | 8:27 ص

      مملكة البحرين

      تعتبر مملكة البحرين صغيرة من الناحية الجغرافية ولكنها كبيرة كبيرة جدا من الناحية السياسية ، فاليوم يجتمع أكثر من ثلاثون وقد لهدف واحد وهو ابعاد المنطقة عن الاسلحة النووية والمحافظة على أمن الخليج الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يغدي دول العالم من النفط.
      فلا مفر لاسرائيل الا الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي وجعل هذه المنطقة منطقة سلام لا منطقة حروب وعليها :
      1- الانسحاب من جميع الاراضي العربية
      2-التخلص من المفاعل النووية العسكرية .
      3- عدم تهديد دول المنطقة

    • زائر 13 | 6:16 ص

      بارك الله فبك و في أمثالك

      إن كنت إنت الزائر رثم 1 و رقم 3
      ففعلاً، هذا السرطان الخبيث الذي سرى في جسد الأمة الإسلامية، يجب استخدام جميع المضادات الجيوية لإجتثاث هذا الخبث من الأمة الإسلامية. سكراُ
      تحية و إجلال لسيدي جلالة الملك الله يحفظه و يرعاه.

    • زائر 11 | 5:55 ص

      مملكة البحرين

      تعتبر مملكة البحرين صغيرة من الناحية الجغرافية ولكنها كبيرة كبيرة جدا من الناحية السياسية ، فاليوم يجتمع أكثر من ثلاثون وقد لهدف واحد وهو ابعاد المنطقة عن الاسلحة النووية والمحافظة على أمن الخليج الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يغدي دول العالم من النفط.
      فلا مفر لاسرائيل الا الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي وجعل هذه المنطقة منطقة سلام لا منطقة حروب وعليها :
      1- الانسحاب من جميع الاراضي العربية
      2-التخلص من المفاعل النووية العسكرية .
      3- عدم تهديد دول المنطقة

    • زائر 9 | 3:07 ص

      كلمك سليم مية مية يا رقم 1

      بس يا ليت تكتب تعليق ثاني مشابه للتعليق رقم 1 بالضبط "Copy & Paste" نسخ و لصق ما راح يتعبك...فقط تستبدل كلمة إيرن بإسرائيل و أكون لك ممنون، و إذا تظن إن هذا راح يتعبك فلا داعي أن تتعب روحك. و شكراً

    • زائر 4 | 12:53 ص

      مملكة البحرين

      تعتبر مملكة البحرين صغيره من الناحيه الجغرافيه ولكنها كبيره وكبيره جدا من الناحيه السياسية. فاليوم يجتمع أكثر من ثلاثون وفد لهدف واحد وهو ابعاد المنطقه عن الاسلحه النوويه و المحافظه على أمن الخليج الذي يعتبر الشريان الرئيسي الذي يغذي دول العالم من النفط.
      فلا مفر لايران الا الاستجابه لمطالب المجتمع الدولي و جعل هذه المنطقة منطقة سلام لا منطقة حروب وعليها :
      1- الانسحاب من جميع الاراضي العربيه
      2- التخلص من المفاعل النوويه العسكريه.
      3- عدم تهديد دول المنطقه .

اقرأ ايضاً