العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ

أوباما يتبع نهجا معتدلا تجاه أفغانستان وباكستان!

لم يبد الرئيس الأميركي باراك أوباما كثيرا من المشاعر الإيجابية لزعيمي أفغانستان وباكستان وهما الدولتان اللتان تمثلان ربما أكبر مصادر الإزعاج إلحاحا على صعيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة. واتخذ أوباما نهجا براغماتيا وغير شخصي الأربعاء في التعامل مع كل من الرئيس الأفغاني حامد قرضاي والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مؤكدا دعمه لحكومتيهما المنتخبتين ديمقراطيا مع تجنب الانخراط في علاقات شخصية.

إنها إستراتيجية تولدت جزئيا من رؤية بأن العلاقات الشخصية في صداقة الرئيس جورج بوش مع قرضاي وبرويز مشرف سلف زرداري لم تحقق فائدة تذكر. لقد انتهت الاجتماعات التي كان بوش يعقدها عبر دائرة الفيديو مع قرضاي أسبوعيا.

كما أن إدارة أوباما لا تقصر اتصالاتها الباكستانية على زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو. فهي تتحدث أيضا مع زعيم المعارضة نواز شريف وغيره. وبعد اجتماعهم في البيت الأبيض الأربعاء حرص أوباما على الالتزام باللغة الدبلوماسية في رسالته لهما حيث قال إن الرئيسين الأفغاني والباكستاني بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لمواجهة التهديد الذي تمثله «طالبان» و»القاعدة». و قال أوباما بينما وقف قرضاي وزرداري صامتين إلى جواره يسعدني أن هذين الرجلين وهما الزعيمان المنتخبان لأفغانستان وباكستان يقدران تماما خطورة التهديد الذي نواجهه وقد أكدا مجددا التزامهما بمواجهته. وألقى مقتل عشرات المدنيين الأفغان في غارة جوية قادتها الولايات المتحدة فيما يبدو بظلاله على المحادثات. وكان قرضاي ذات يوم الفتى المدلل لمؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن لإقدامه على قيادة أفغانستان المضطربة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول. و ينظر إليه البعض الآن بقدر التشكك ومنهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي انسحب من مأدبة عشاء مع قرضاي في فبراير/ شباط 2008 لأن الزعيم الأفغاني لم يأخذ المخاوف الأميركية بشأن الفساد فيما يبدو على محمل الجد. و أثار أوباما هذه القضية مجددا مع قرضاي حيث ذكر مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز إن الرئيس قال له إنه يريد أن يرى نتائج ملموسة على صعيد القضاء على الفساد في أفغانستان. و كانت لدى واشنطن مخاوف أخرى أيضا.

وما زال الكثير من المشكلات التي ورثها قرضاي حين تولى الحكم من دون حل كما لم يستطع بسط سيطرة حكومته إلى خارج العاصمة كابول. و قال مسئول بإدارة أوباما تبني قرضاي وكأنه توماس جيفرسون أفغانستان وإجراء حوارات أسبوعية معه لم يعد نهجا عمليا. و ينظر إلى رد فعل زرداري على التهديد الداخلي الحقيقي في باكستان المسلحة نوويا وهو حركة «طالبان» على أنه كان بطيئا للغاية وأنها بدلا من هذا انخرطت في التركيز الباكستاني المعتاد على الهند عدوتها اللدود. و قال المسئول الأميركي هناك اعتراف بأن باكستان قطعت شوطا طويلا ويستحق زرداري الإشادة... لكن هناك أيضا قدرا كبيرا من القلق بشأن ضعف الحكومة وافتقارها للشعبية. يأتي كل هذا في الوقت الذي ترسل فيه الولايات المتحدة قوات إضافية إلى أفغانستان وهي الخطوة التي أمر بها أوباما كجزء من الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية لتعزيز القتال في الدولة التي ولد على أرضها التخطيط لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر. و قال الدبلوماسي الأميركي السابق دينيس كاكس الذي سافر كثيرا إلى المنطقة هذا يشبه نوعا ما إلقاء النرد مع تمني أن تسهل زيادة القوات الأمور في أفغانستان.

لكن من الصعوبة بمكان رؤية الكثير من الضوء في آخر النفق، و خصوصا فيما يتعلق بالحدود مع باكستان. و ليس أمام أوباما خيار سوى التعامل مع قرضاي في الوقت الحالي.

ومن المقرر إجراء الانتخابات في أفغانستان في أغسطس/ آب المقبل ولم يظهر أي منافس له صدقية.

العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً