استعرضت موسوعة البحرين التاريخية التي أشرف عليها الباحث التاريخي محمد حسن كمال الدين وشاركه في التأليف مجموعة من الأكاديميين والباحثين في تاريخ البحرين هم (منصور سرحان، علي أحمد هلال، تمام همام تمام، سالم النويدري، خالد محمد السندي وعبدالله خليفة الغانم).

وقد وثقت الموسوعة أسماء مناطق البحرين التاريخية والتي لايزال الكثير منها مأهولاً ويحمل نفس التسمية، وتستعرض «فضاءات الوسط» حلقات عن تلك المناطق التي تمثل عمقاً تاريخياً ووجهاً حضارياً للبحرين.

السهيلة

جزيرة صغيرة على بعد ميل ونصف إلى الشمال الغربي من قرية (البديع)، وهي رملية، تغطى عند ارتفاع المد. وهي مقابلة شمالا لرأس (أبوصبح).

سوق الخميس

محلة من قرية (البلاد القديم)، قرب (مسجد الخميس) الشهير الذي ترجع آثاره المدونة إلى النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي، كانت سوقا لأهل القرى المجاورة وغيرهم، تباع فيها السلع على اختلافها من تمور، وأخشاب وأوان منزلية، ودواب، وغير ذلك، وكانت تعقد في يوم الخميس من كل أسبوع حتى عقد الخمسينيات من القرن العشرين. وفي هذا الموضع، حدثت (وقعة سوق الخميس)، حيث التقى جيشا (الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة)، و(الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة)

سنة 1258هـ (1842)، وكانت الدائرة فيها على الأخير منهما.

السويفية

يقال إنها كانت قرية خربت، وصارت بعد ذلك مصيفا ساحليا. وهي تقع غربي (النعيم)، الواقعة غربي (المنامة) من الجهة الشمالية. وفي ساحلها الشمالي، بنى حاكم البحرين الأسبق المغفور له (الشيخ عيسى بن علي آل خليفة) المتوفى سنة 1932م قصرا، كان يسكنه صيفا بعض أنجاله. و(السويفية): نسبة إلى (السويف)، وهي تصغير (سيف)، أي ساحل البحر، كما في (لسان العرب).

السيبة

موضع على ساحل البحرين الشرقي في رأس ممتد، يقع في الجنوب الشرقي من قرية تدعى (شبافة)، وفي الجنوب الغربي منها قرية تعرف بـ (الفارسية) قرب قرية (عسكر). وقربها ينبوع يعرف باسمها، ومجرى ماء تحت الأرض يرويان مزارع النخيل في تلك المنطقة، على بعد ميلين ونصف شرقي مدينة (الرفاع الشرقي).

حرف الشين الشاخورة

قرية قديمة، على بعد ميل وثلاثة أرباع الميل إلى الجنوب الشرقي من (قلعة البحرين)، وموقعها جنوبي قرية (أبوصيبع) في الجهة الجنوبية من (شارع البديع). كانت بلدة عامرة بالسكان، شامخة البنيان، كثيرة المدارس، مزدحمة بأهل العلم والآداب، وكثرة خرائبها تدل على ما كان لها من شأن في سابق عهدها. ومن أبرز أعلامها (الشيخ حسين بن محمد آل عصفور) المتوفى العام 1216هـ (1801م). وكان المرجع الديني للبلاد في عصره وفيها مسجده ومدرسته، ويعدان معلمين للثقافة الإسلامية في هذه الديار. والشاخورة غنية ببساتينها ونخيلها وكثرة مياهها سابقا، وكان أهلها في الغالب فلاحين. ويوجد بالشاخورة حقل كبير لمجموعة من تلال المدافن الأثرية، التي تعود إلى فترة (تايلوس) حوالي 200 ق.م – 200م. والراجح في أصل تسمية (الشاخورة) من الفعل (شخر)، وشخير الفرس: صوته من فمه، وقيل: هو من الفرس بعد الصهيل. ويقال أيضا: شخر الحمار، فالشخير: صوت من الفم، والنخير: من المنخرين، والكرير: من الصدر.

وقد سبق البيان أن (الشاخورة) كانت منطقة زراعية وعمرانية مزدهرة، فليس بدعا أن تعج بالدواب، وبخاصة وسائل النقل السائدة آنذاك، من خيول، وحمير ونحوهما:

شبات

اسم قرية قديمة قرب قرية (هرتة) بالماحوز، وقد خربت منذ زمن بعيد، ولا يعرف اسمها سوى نفر من المسنين في المنطقة. ويرى باحث أن أصل التسمية محرف من (سبات)، وهو ذو علاقة ببعض الطقوس اليهودية، حيث كان لهم سكنى في هذه الديار، قبل الإسلام، وهناك - في هذه الناحية - موضع يسمى (قبر اليهودي) يقع بين (عين أم الشعوم) بالماحوز، وقرية (السقية).

وفي (معجم البلدان) للحموي: شبا: مدينة خربة بأوال ولعلها الأصل لهذه البلدة.

شباقة

قرية على بعد ثلاثة أميال شرقي (الرفاع الشرقي)، وفيها ينبوع يروي حدائق النخيل، التي يظعن إليها صيفا أهل القرى المجاورة. وهي تقع في الجنوب من قرية (المعامير)، وشرقي (شبافة) قرية (السيبة) ولعل أصلها (شباثة) بقلب (الثاء) فاء كلهجة بعض أهل البحرين. قال (المبارك) في (ماضي البحرين): شباثة (شباثى): قرية، وهي الآن خراب وربما سميت ذلك، لكونها يكثر فيها زراعة (الشبث) بكسر الشين والثاء، وهو نوع من النبات العشبي. قال أبومنصور: ورأيت البحرينيين يقولون (سبت) بالسين والتاء وهو المعروف حالياً بـ (السبنت).

شراكي

قرية صغيرة إلى الشرق من قرية (عالي)، وتعد من توابعها، وقد خربت منذ زمن، وتحولت إلى بساتين ونخيل. وفيها آثار تعود إلى الفترة الإسلامية. ولعل أصل (الكاف) فيها قاف (أي شراقي)، لكونها تقع في الجهة (الشرقية) من عالي.

شجرة الحياة

من المواقع الأثرية في الجزء الجنوبي من جزيرة البحرين، يقع إلى الشرق من (بوابة سترة) بالعوالي على طريق (الحفيرة). و(شجرة الحياة) شجرة شوكية تنتصب على رأس تلة صخرية منخفضة تواجه البحر. وإلى الغرب منها حائط جيري استعمل في بنائه بعض القطع الفخارية. وهي من العصر الإسلامي الأوسط، يعتقد أن تاريخه يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي. وقد عثر في الوادي المحيط بهذا الموقع على بعض رؤوس سهام حيوانية.

الشريبة

قرية على ساحل البحرين الشمالي، تبعد ثلاثة أميال غربي (قلعة البحرين). وتقع في الشمال الغربي من قرية (باربار)، وأهلها كانوا يعملون في بيع الملح، وصيد اللؤلؤ. وفيها عين ساحلية عذبة، تسمى (عين الشريبة)، كان ينقل منها الماء إلى أهالي (المنامة) وغيرهم، ويستعمل في الشرب لعذوبته ونقائه. فلذا، أطلق عليها (الشريبة)، وهي تصغير شربة.

شهركان

قرية على بعد ميل واحد من ساحل البحرين الغربي، وموقعها بين قريتي (صدد)، و(داركليب). وكانت ذات بساتين كثيرة، ومياه وفيرة، وأهلها من الفلاحين، أو العاملين في نسج الأشرعة. واسم هذه القرية فارسي، مركب من (شهر)، أي المدينة، واللاحقة المكانية (كان).

الصالحية

قرية صغيرة، تقع على (شارع الشيخ سلمان)، شمالي قرية «البلاد القديم»، وتعرف قديما «خريان». ولعله «خور يان» فحرفته العامة، ثم عرفت بالصالحية بعدئذ، تلافيا لاستعمال الاسم السابق بعد تحريفه. وكانت ذات بساتين وعيون، فمن عيونها: (الدحقانية/ أبو ثور)، وأهلها مزارعون في الغالب، وهي قريبة من «عين قصاري الصغرى» المعروفة بـ (عين الدوبية). وتوجد بالقرية مساجد قديمة، منها: «مسجد تاج الدين، مسجد السيدإبراهيم، مسجد الصمصام، مسجد جصة البين».

الصخير

موضع على بعد ميل ونصف غربي «جبل الدخان»، وهو واقع على ربوة بين جبال وآكام، وأسس السكنى فيه «الشيخ محمد بن خليفة»، ثم نزله المغفور له «الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة» حاكم البحرين الأسبق، وبنى فيه قصوراً ومجالس للضيافة، وجدد «قصرا لأخيه الشيخ راشد»، ورمم مسجدا هناك. وعلى جانب الربوة من جهة الغرب إلى الجنوب رياض واسعة كانت حمى للمغفور له (الشيخ حمد) ترعى فيها إبله وخيله. وفيه ثلاث عيون للشرب، تسمى إحداها «أم حصاة»، وماؤها أعذب مياه البحرين، وتليها في العذوبة «عين أم الموميان»، وتسمى الثالثة «العين الجنوبية». وفي منطقة «الصخير» أنشئت «جامعة الخليج»، ثم (جامعة البحرين) كمعالم حضارية بارزة للعيان.