لقد أنعم الله على عباده بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنّ عليهم بأن حباهم أرضاً خصبة وسماء صافية وهواء نقياً، يجدون فيهم الفائدة والمنفعة لمواصلة الحياة على هذا الكوكب، ولكن من عدم وعي الانسان بالمسئولية الملقاة على عاتقه ونكرانه لنعم الخالق، لم يحسن الاستفادة منها بل أضر بها، وهو بصورة أو بأخرى أضر بنفسه.
وأخذ هذا الضرر يتطور شيئاً فشيئاً حتى نتج عنه ما عرف في الاوساط العلمية بمصطلح (التلوث) وهو إدخال الملوثات في البيئة التي تسبب عدم الاستقرار والاضطراب، أو الضرر للنظام البيئي. وينتج التلوث عن جملة من الاسباب لعل من أهمها التقدم الصناعي وما تنتجه المصانع من دخان ومخلفات، الزراعة المكثفة والاستخدام الخاطئ للري وأنظمة الزراعة، تزايد السكان وما ينتج عنه من انتشار العادات والسلوكيات الخاطئة بين الناس وقلة الوعي.
ومن اهم الأسباب التي ساهمت في التلوث في الآونة الأخيرة هو (السبب الأخير) تزايد السكان، حيث إنه يعتبر من الأسباب التي كان لها التأثير الأكبر في تلوث البيئة بزيادة معدلات التلوث زيادة كبيرة، وذلك يعتبر نتاجاً لجملة من الأعمال التي دأب الإنسان على القيام بها منذ القدم وأخذت تتطور في الاتجاه السلبي.
أصبحت البشرية تعاني من أنواع مختلفة من التلوث والتي من أشهرها تلوث الهواء، وتعتبر المصانع وعوادم السيارات من العوامل الرئيسية لهذا التلوث. وتلوث الماء فيشترك فيه الانسان، حيث إنه يساهم في هذا التلوث من خلال ما يرميه من مخلفات على الشواطئ وفي البحار والأنهار، وأما التلوث السمعي فيتمثل الضرر الكبير منه أنه ذو تأثير مزدوج على صحة الانسان حيث يؤثر فيه من الناحية الجسمية والنفسية وهنا تكمن خطورته.
ولو تأملنا في مظاهر التلوث لرأينا أنها قد بانت على السطح بصورة جلية، وأخذت في الازدياد، ومن اوضح هذه المظاهر الأمطار الحمضية، استنزاف طبقة الأوزون، ارتفاع درجة حرارة الكون وزحف التصحر.
ومع هذا التأثير الكبير للتلوث وانتشاره وجب على الفرد أن يقف وقفة تأمل مع نفسه ليتأمل فيما قدمت يداه من مساهمة في إزالة بريق وجمال نعم المولى عظمت قدرته، وليكثف الجهود سعياً لحماية ما تبقى من بيئتنا وابعاد شبح التلوث عنها. ولا يمكن القيام بذلك إلا من خلال الاحساس بالمسئولية الفردية والعمل بصورة جماعية لتحقيق أفضل النتائج والحفاظ على بيئتنا من الدمار.
أنوار
رأيتكما منذ بزغ بي البصر
فأنتما نور يرشدني ويبعدني عن الضرر
امي وابي ظل عن الحر
سأردد اسمكما طول الدهر
كسراج ينسيني المر
واتذكر كم قلبكما صبر
قلب واحد وحنانه انتشر
رعيتمانا صغارا وكبارا
وبكما الخير زاد وكبر
يا شمعة الدار ايا ابي وامي
تزينت بكما الاعياد
وبكما الحزن خف واستتر
حتى الدهر يخشى ان يحزننا
وجودكما كملاك يحرسنا
لم تبت عيناه واطالتا السهر
بدونكما لحظاتي صعبة
وقلبي عن بعدكما ما صبر
اريد دائما لكما الخير
في الدنيا والآخرة
يا نعمة تستحق الشكر
يا جوهرة جلبت للدنيا درر
غفران محسن
عيدي يابلادي وافرحي اليوم
عيدي شعب وحكومة واسعدينا
زغرطي هللي واطربي قلوبنا
@@@
ارعدي سمانا وامطري الغيوم
طولي فرحنا وبتباشيره عيدينا
في شوارعنا وبفرجانا ودروبنا
@@@
علقي اعلامج وغني للمغروم
عشاق بحبج ياديرتي صدقينا
مجانين بترابج والهوى ذنوبنا
@@@
رشي البخور ونثري المشموم
مجانين والله ياديرتي ارحمينا
نتغزل فيج والكلام الحلو عذوبنا
@@@
شوفي الحبيب الفاقد المحروم
هذا احنا اذا نبعد البعد يبجينا
جرحى في حبج قتلى بحروبنا
@@@
غني للسلام، للحرية والنجوم
غيري صبحنا ومسانا غيرينا
نسينا مشاكلنا وكل همومنا
@@@
كل شي فينا بحبج مصدوم
قلبي الدنيا فوق تحت غرقينا
جننينا خدينا بعشق يذوبنا
@@@
عيدج يابلادي شي مرسوم
في حياتنا في دفاترنا كاتبينا
من صبحنا نحبج حتى غروبنا
@@@
عسى يارب الحب يدوم
للأبد نبقى بمشاعرنا عاشقينا
واللي يبي يلومنا خله يلومنا
ميرزا إبراهيم سرور
كثير من مشاكلنا التي توقعنا في اختلافات مع الكثير ممن نحبهم هو أننا نصر على آرائنا، وذلك لأن النفس البشرية طبعت على حب الأنا، ومنها فإن كل واحد منا يرى بأنه هو الصح والآخرين على خطأ، ولقد حاول الكثيرون من المصلحين أو علماء النفس دراسة الظاهرة وإيجاد الحلول وذلك للتخفيف من حالات التصادم في المجتمعات وذهب البعض من أجل إيضاح الصورة بأن يختلق قصصاً أو أنه يستدل بقصص حقيقية ذكرها القرآن الكريم أو أنها حدثت في حياة الرسول (ص) أو الأئمة (ع) أو الصحابة أو التابعين أو من سيرة المصلحين وذلك من أجل أن نغير من سلوكنا وللقارئ الكريم أن يفهم المغزى من ذكر القصة التالية التي يستدل بها الكثيرون لتبيان حقيقة مواقفنا وكيف أننا نرى الأمور من زاويتنا والآخرين ينظرون، حيث الطرح القصصي يتناول بأن ثلاثة من العُمي دخلوا في غرفة بها فيل وهم لا يعرفون ماهية الفيل. وطلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه. حيث بدأوا في تحسس الفيل وخرج كل منهم ليبدأ في الوصف حيث قال الأول: الفيل هو أربعة عمدان على الأرض! أما الثاني فإنه قال: الفيل يشبه الثعبان تماماً! وأخيراً الثالث قال: الفيل يشبه المكنسة!
وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. وتمسك كل منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتهم كل منهم أنه كاذب ومدّع! بالتأكيد أيها القارئ إنك لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل... والثاني بخرطومه، والثالث بذيله... وكل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة. لكن، هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟ مَن منهم على خطأ؟ في القصة السابقة... هل كان أحدهم يكذب؟ بالتأكيد لا، أليس كذلك؟ من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه... فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ، قد نكون جميعاً على صواب لكن كل منا يرى ما لا يراه الآخر! (إن لم تكن معنا فأنت ضدنا!) لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحاً بالضرورة لمجرد أنه رأينا، لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه.
مجدي النشيط
يبقى الإنسان طيلة أيام الأسبوع منهمكاً بالمعاصي ومنشغلاً بجلب غضب الجبّار بإطاعته العمياء للشيطان إما عن قصد وعمد وإصرار، وإما عن غباء وغفلة وقلة تدبر وركون إلى جموح الشهوة، بل قد نرى أشخاصاً يتعدى الأمر عندهم ذلك فنراهم منشغلين طيلة أيام السنة بما يغضب الله جلّ وعلا ولا يجلبون لأنفسهم إلا الندم والحسرة وهي ثمرة أفعالهم يوم القيامة .
قد تسأل النفس الراضية المرضية فتقول: ألا من يوم يعلن فيه التوقف عن المعصية؟ لأن العبد أكثر ما يحتاج إلى هدنة يعلنها لترك المعصية مدة من الزمن - بالطبع المطلوب التوقف الفوري والدائم عن المعصية وليس لمدة معينة بل على طول الأيام لكن من لم يستطع التوقف الفوري بالتدرج والإرتقاء - يعود فيها العبد عبداً حقيقياً ويرجع إلى الله سبحانه وتعالى، ويصلح شأنه معه بعد خراب الأيام الخوالي.
الجواب: بلى، لا بد من يوم تعلن فيها الهدنة من قبل العبد العاصي السفيه الذي لا يعرف مصلحته مع من، لا بد فيها من الابتعاد عن المعصية ولنعبّر عنها بالفرصة أو الإجازة السنوية، كما هو عليه المصانع والشركات، فيترك العامل خلالها العمل كتقدير لعمل العامل أو الموظف. وهكذا نحن لا بد من أن نأخذ إجازة سنوية، وإذا ما أتى فعله وجلب منفعته هذا اليوم فليحاول الإنسان التكرار ليكون بعد ذلك كل سنة وكل يوم صلحاً دائماً مع الله.
هل يمكننا عصم أنفسنا عن المعصية والخطأ؟ فلا نتعدى على حق أحد ولا نظلم أنفسنا وغيرنا، ولا نعتدي على أنفسنا وعلى نعم الله عزّ وجل؟ الجواب: بلى.
طريقة الأداء: أن نلتزم بيوم مخصوص كل أسبوع أو كل شهر أو كل فصل، وأضعف الإيمان أن نجعل في كل سنة يوماً مخصوصاً للصيام، فلا نعصي فيه الإله ونعتبره يوماً عالمياً للطاعة، فنضيف إلى الصوم السابق قراءة القرآن ولو سورة صغيرة أو بضع آيات من القرآن الكريم، أو سورة - وذلك حسب إقبال النفس على الطاعة والتصميم - ولا ننسى فيه ذكر الله وتسبيحه، في الصلوات وغيرها من الذكر، ومصافحة الإخوان والتبسم في وجوههم، وكل عمل صالح يجلب لنا النفع والفائدة علينا بالرضا والرحمة من الله سبحانه وتعالى، وعلى من حولنا بسلوكنا طريق الخير والصلاح.
وأن في هذا اليوم أخلاقياً بأن يكون كذلك يوماً عالمياً للإلزام بمحاسن الأخلاق وترك مساوئه، بأن لا نغضب ونحاول عدم أذية أحد أو الإساءة لأحد مطلقاً، وهذا الأمر لن يطول لأننا عقدنا النية وصممنا على ذلك ولو ليوم واحد فقط في المدة المقررة.
ومن جهة أخرى لا بد في هذه المدة المحددة أن تتأثر الناس بيومنا العالمي، فلا يروننا منفعلين ولا نسمعهم صراخنا، ولا نضرب ولا نؤذي ولا نجادل ولا نعاند، بل نبتسم ونبتسم لأنه يوم الفرح العالمي، والسرور لنا ولغيرنا.
وبعد ذلك، ماذا يتحصل لدينا، إنسان جديد قد جرب شيئاً جديداً، وإذا تكرر منه هذا اليوم في السنة أو الفصل أو الشهر فسيصبح الأمر معتاداً وبالتالي يؤسس الإنسان لنفسه على أن يكون أحد النماذج التي ستدخل الجنة.
منى الحايكي
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفساد نلقي الضوء اليوم على أخطر جرائم الفساد وهي جريمة الرشوة.
هناك من الضمائر الضعيفة التي تلهث وراء المال المحرم بكل طرق سواء بالفساد أو الغش وأخطر تلك الجرائم هي الرشوة وقد جاء الإسلام محرِّماً لمثل هذه الأفعال لقول الرسول (ص): «الراشي والمرتشي في النار».
- وهناك أمثلة كثيرة للشرفاء في وطننا العزيز ترفض وبكل مروءة تلك الأفعال المحرمة لذلك لم ينسّ المشروع الجنائي البحريني ذلك الراشي - مقدم الرشوة - جزاءه ولكي لا يُقدِم على شراء ذمم الناس بمقابل المادة فقد نظم في قانون العقوبات جريمة العرض الخائب للرشوة بالمادة 190 والتي نصت على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من عرض على موظف عام أو مكلف بخدمات عامة - دون أن يقبل منه عرضه - عطية أو مزية أو أي نوع أو وعداً بشيء من ذلك لأداء عمل أو للامتناع عنه حقاً تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على السنة أو الغرامة.
والعرض الخائب للرشوة هو العرض غير المستجاب من جانب الموظف، وتكن العلة في تجريم العرض المفروض في حماية الموظف العام من خطر الإغواء في الاتجار غير المشروع في الوظيفة، لأن في تجريم هذا السلوك ما يحمي الموظف من الساعين إلى إفساده وبالتالي إلى حماية الوظيفة نفسها، وفيه كذلك ضرب على أيدي الذين لا يكنُّون احتراماً لنزاهة الوظيفة فيعرضون الرشوة على المضطلعين بأمرها.
الركن الأول: صفة المعروض عليه فيجب أن يكون موظفاً عامّاً أو مكلفاً بخدمة عامة.
الركن الثاني(الركن المادي): وهو فعل العرض المقترن بعدم القبول كعرض الرشوة على موظف بغية إتمام عمل غير قانوني أو قانوني ورفض هذا الموظف الشريف تلك الطريقة غير الأخلاقية وهناك رأي آخر يفسر هذا الركن بشكل أوسع لتحقيق الحماية الجنائية لكرامة الوظيفة العامة فيعطي معنى الرفض أو يحول دون القبول كالقبض على العارض متلبساً بعرضه أو قبل أن يفصح المرتشي بموقفة, أو تظاهر الموظف بالقبول مع أنه رافض للعرض حقيقة وفعلاً لإبلاغ السلطة وتمكينها من القبض على العارض وبالتالي قد لا تقع الجريمة في صورة شروع إذا سحب العارض عرضه باختباره قبل حصول رفض الموظف الصريح أو الضمني أو قبل طروء ما يحول دون القبول ولكن الرأي الغالب أن هذه الجريمة تتم ويكون الجاني فيها عارضاً الرشوة حتى لو لم يبدِ الموظف العام قبوله أو رفضه وقبلها سحب العارض رشوته.
الركن الثالث: الركن المعنوي وهو القصد الجنائي والعرض الخائب جريمة عمديه يتخذ ركنها المعنوي صورة القصد المقترن بالإدارة والعلم وسواء أكان الموظف عامّاً أو مكلفاً بخدمة عامة أو من في حكمهم كالقائمين بأعباء السلطة العامة والعاملين في وزارات الحكومة ومصالحها ووحدات الإدارة المحلية وأفراد قوة الدفاع وأعضاء المجالس والوحدات النيابية سواء منتخبين أو معينين وموظفي الهيئات والمؤسسات العامة وكل من فوضته إحدى السلطات العامة في القيام بعمل معين ولا يحول انتهاء الوظيفة أو الخدمة دون تطبيق أحكام هذا القانون.
أولاً: في حالة أداء العمل أو الامتناع عنه إخلالاً بواجبات الوظيفة يكون الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
ثانياً: في حالة أداء العمل أو الامتناع عنه واجب أو حق فيكون الحبس مدة لا تزيد على سنة أو الغرامة وهذه هي العقوبة التي قد ينالها الراشي في هذه الجريمة، ولو تم إعمال عقل الجاني وأجاد الموازنة بين المنفعة والعقاب ليقيناً اختار البعد عن العقاب وعدم المغامرة مع موظف عام غالباً ما يتمتع بالشرف والأمانة والنزاهة.
وزارة الداخلية
العدد 3018 - الجمعة 10 ديسمبر 2010م الموافق 04 محرم 1432هـ
لابد من وقت للهدنه (( الأحت منى الحايكي ))
نعم لابد من وقت يقف فيه الانسان امام نفسه وامام جميع المعاصي ..
أعجبني كثيراً موضوعك ..شكراً لكِ على ابداعكِ
أخي مجدي النشيط
دائمـــــاً كتابابتك مميزة وتعايش الوااقع .. فعلاً الكثير منا يرفض الآراء المخالفة له من غير تفكير ولا بصيرة بهذا الرأي، فبمجرد الطرف الآخر ابدا الرأي المخالف فتراه منفعل ويرفع صوته من أجل ان ينفي الرأي المخالف ويثبت رأيه الذي هو فقط يعتقد ان هو صحيح ..
شكرً لك .. و وفقك الله أخي مجدي النشيط