العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ

قاسم: التستر على المتلاعبين بالمال العام جريمة

دعا الطلبة إلى الاهتمام بالعلم لأن فيه قوة مجتمعهم ووطنهم

أكد الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أن المال العام مال الشعب المشترك الذي فيه لقمة الفقير وكسوة اليتيم ومسكن المشرد ودواء المريض وما تحتاجه العقول في نموها والمجتمع في أمانه وأخوة أبنائه، وبقاؤه وتقدمه، فيه حياة الناس وصلاحهم، وإذا فشا التلاعب في المال العام كان في ذلك التوترات والفوضى وانحطاط الشعوب وكل من دافع أو داهن مع مختلس لشيء من المال العام أو متحايل عليه فهو مجرم فاقد للدين والضمير، ولوكان هذا المتستر أو المدافع نائبا من نواب الشعب الذين اختارهم للمطالبة بالحق لتضاعفت جريمته وخيانته وحرم على الشعب قطعا أن يعيد انتخابه، وهذا أمر لا يختلف عليه أهل المذاهب.

وكانت لقاسم كلمة إلى الطلبة مع اقتراب موعد الامتحانات النهاية قال فيها: «العلم قوة، حقيقة لا تحتاج إلى شرح ولا إثبات، ومن كان يريد أن يكون الضعيف في هذه الحياة، وعلم الدين وعلم الدنيا النافع قوة. والجهل والمستويات الواطية من التعلم ضعف فرد وأسرة ومجتمع. السنة الدراسية قطعة من العمر، ولو حسبتها لكانت قطعة كبيرة، والسنة الدراسية للجاد والمؤمل فيها تعب ونصب، وفيها إنفاق من الأهل، بدل أن يزيد الكسب بجهد الطالب، وهي الدراسة القائمة في المدارس المعروفة هي للدين والدنيا، وخسارتها تعني خسارة دين ودنيا معها، ولقد أصبح المستوى العلمي الضعيف عملة ساقطة لا يكاد يشترى بها شيء، ولا تنفع صاحبها بنافع».

وتساءل «ماذا تريد أن تكون أيها الطالب بين الإنسان؟ وماذا تريد أن تكون لأسرتك وأمتك ووطنك؟ إذا أردت الضعف والهزيمة والمهانة والتخلف فلا تبذل جهدا في العلم... لا تكونوا العاطلين المتسكعين في الشوارع، ولا تكونوا الفقراء المعالين، ولا المستضعفين المهانين، وإذا أردت الانتصار لوطنك وأمتك فعليك أن تكون قويا... شبابنا الكريم، إخلاصا لأنفسكم ووطنكم وأمتكم، ابنوا أنفسكم بناء قويا وأعطوا لذلك من جهدكم ووقتكم لتكونوا المنتصرين للحق المدافعين عن الحقيقة».

وانتقل قاسم إلى ما عنونه بـ «بيع الذمم» موضحا «نحن في عالم أخذت منه القيم المادية وتقديس الشهوة مأخذا كبيرا، وبعد مسافات كبيرة عن قيم الدين والتقوى وهذا له آثار، من آثاره بيع الذمم، حين يكون الزاد قيما مادية بدل القيم المعنوية، وينبتر حس الإنسان عن صلته بالله، وعن صلة بالآخرة يسقط في نفسه ويهون عليها. إن الإنسان ليرخص في نفسه، حين لا ينفتح قلبه على الله، وحين يطغى عليه نسيان ربه. هنا يبدأ بيع الذمم، وذمم تباع ببيع الموقف والكلمة للباطل والكذب للمال والجاه وأمثالهما. أطباء، مهندسون، علماء دين، فلاسفة وخبراء ومن كل الاختصاصات والشرائح، يكثر بيعهم للذمم حين لا يكون دين. الإنسان في غياب الدين وقيمه وأحكامه مستعد أن يبيع كل شيء من أجل المادة ومتعلقاتها. أما الساسة، ومشتغلون بالسياسة على غير خط الدين، فهم أكثر الناس استعدادا للدخول في هذا البيع».

ولفت الى انه «أول ما يبدأ بيع الذمم يكون الثمن غاليا، ولكن إذا كثر الطلب فإن السعر سيقل، فإذا كثر علماء السوء الذين تشتريهم السياسة تقل أثمانهم بالضرورة».

وتحدث قاسم عن مسألة الإفتاء قائلا: «يوم أن تهون الفتوى ويجترأ عليه من ليس من أهلها، ويفتح بابها لأي دارس لأي نوع من العلم، أو تفتح لدارس فقه لم يبلغ المبلغ الذي يؤهله للإفتاء، يضيع الدين ويقضى عليه، والجرأة على الإفتاء من غير أهله جرأة على الله وشريعته الهادية. وتعجب كيف أنك لا ترى الواحد يقتحم الإفتاء في الأمور الفردية، ولكنه يتصدى وبكل جرأة لإعطاء رأيه باسم الدين في أكثر الأمور حساسية في عالم السياسة والاجتماع وترى الناس لو أقدم هذا على الفتوى من النوع من المسائل لا يقبلون منه لعدم الأهلية، ولكنهم يقبلون منه في النوع الثاني فهم يقبلون منه، خصوصا في قضايا الدم والمال والأعراض، وأكبر الفقهاء يقف مرتعبا في هذه المواقف إذا لم يكن الدليل قويا».

العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً