العدد 3020 - الأحد 12 ديسمبر 2010م الموافق 06 محرم 1432هـ

الفلسطينيون متشككون حيال مقترحات كلينتون وبوادر انقسام في حكومة نتنياهو

الإفراج عن الشيخ رائد صلاح ومقتل فلسطينيين اثنين في تبادل لإطلاق النار بين غزة وإسرائيل

الشيخ رائد صلاح لدى خروجه  من سجن الرملة (رويترز)
الشيخ رائد صلاح لدى خروجه من سجن الرملة (رويترز)

استقبل المسئولون الفلسطينيون أمس (الأحد) التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون بهدف تحريك عملية السلام عبر مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل ببرودة كبيرة ومن دون إخفاء تشكيكهم.

وأعلن المفاوض الفلسطيني، محمد أشتية أن «الولايات المتحدة اقترحت علينا مجدداً مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وهذا معناه أنه ليس لديهم شيء يقدمونه».

واستبعد أشتية أن تنجح هذه المفاوضات لأن «المفاوضات بشكلها الثنائي يجب إعادة النظر بها. فعلى مدار 19 عاماً من المفاوضات كانت العثرات أكثر من الإنجازات، والمسار التفاوضي في تراجع مستمر ولا يتقدم». وأضاف «لا يعقل أن تبقى الولايات المتحدة بلا موقف وتترك الأطراف تتفاوض إلى ما لا نهاية، بل مطلوب من واشنطن دور واضح ونريد أن نعرف هل هي وسيط أم حكم أم ميسر للمفاوضات».

وتابع «مطلوب من الإدارة أيضاً أن تستخدم وزنها الاقتصادي والسياسي وعلاقاتها مع إسرائيل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأن تجبر إسرائيل على أن تعلن أن نهاية المفاوضات إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967».

وطالب أشتية بأن تقدم الإدارة الأميركية «ضمانات» للجانب الفلسطيني. وقال «مطلوب من واشنطن ضمانات للشعب الفلسطيني وقيادته، وأن تعلن استراتيجية واضحة منها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، أو أن تعلن أن نهاية المفاوضات إقامة دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

من جهته، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبدربه عن غضب وإحباط معسكره الذي لم يعد يتوهم بشأن مستقبل المباحثات -المباشرة وغير المباشرة- مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وقال عبدربه لصحيفة «الحياة»، «لا يمكننا العودة إلى الطريقة القديمة في المفاوضات، ولن نقبل بالعودة إلى عقد اجتماعات ووضع جداول لاجتماعات أخرى لأننا في هذه الحالة سنضيع عاماً آخر، ثم يقال لنا بعد ذلك إن الإدارة الأميركية تستعد للانتخابات المقبلة ولن تكون قادرة على التدخل».

وأكد أن «الطريقة القديمة لم تؤد إلى نتيجة ولن نقبل بالعودة إليها»، مجدداً التوجه الفلسطيني للمرحلة المقبلة بـ «المطالبة باعتراف أميركي بحدود الدولة الفلسطينية والعمل على تحويل هذا الاعتراف إلى حقيقة ورسم الأمن».

وأضاف «يجب رسم الحدود أولاً، وعلى القوى الكبرى أن تعمل على رسم الأمن».

وفي الجانب الإسرائيلي، امتنعت الحكومة في اجتماعها أمس عن الرد رسمياً على ذلك مع بروز خلافات داخلية. وأعلن وزير البيئة، جلعاد أردان المقرب من نتنياهو أن الحكومة ليست على استعداد لبحث المسائل الرئيسية في النزاع «وفي يدها ساعة لقياس الوقت» تحت الضغط الأميركي.

وقال «من غير المنطقي ولا هو في مصلحة إسرائيل التفاوض مع ساعة قياس الوقت في اليد»، مؤكداً أن رئيس الوزراء «سيواصل العمل من أجل السلام على أساس أن لا يكون ثمنه تهديد وجود ومستقبل إسرائيل».

واستبعد أردان أي انسحاب شامل من الضفة الغربية المحتلة ومن القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل ويطالب الفلسطينيون باستعادتها.

وفي المناسبة نفسها، شجب كلام وزير الدفاع العمالي، إيهود باراك الذي تطرق في واشنطن إلى فرضية تقسيم القدس في إطار تسوية سلمية، وهي وجهة نظر تخالف رأي نتنياهو. وعن هذه المسألة، رد أردان أن باراك «لا يمثل لا الحكومة ولا رئيس الوزراء».

وفي الخط المقابل، تطرق وزير التجارة والصناعة العمالي أيضاً بنيامين بن اليعازر إلى التهديد الذي يمثله انسحاب حزبه من الحكومة إذا «تم تجميد مفاوضات السلام» بفعل التعنت الإسرائيلي.

إلى ذلك، أفرج عن رئيس الحركة الإسلامية، العربية الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح بعدما قضى عقوبة بالسجن خمسة أشهر. وكان في استقباله عند خروجه من سجن أيالون في الرملة شرق تل أبيب مجموعة من مناصريه الذين حملوا الأعلام الفلسطينية والتركية وإعلام الحركة الإسلامية.

وأكد الشيخ صلاح في هذه المناسبة أنه ضحية «اضطهاد سياسي» بسبب دفاعه عن المسجد الأقصى. وقال «أنا لم ولن أعترف بقرارات ومحاكم الاحتلال وبقرارات المنع الإسرائيلي الذي فرض عليّ بلغة الحكم العسكري عدم دخولي المسجد الأقصى ومحيطه».

وأمنياً، قتل فلسطينيان اثنان وأصيب جندي إسرائيلي مساء السبت في تبادل لإطلاق النار قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، كما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن جنوداً إسرائيليين رصدوا مشبوهين اثنين قرب السياج الأمني الذي يفصل إسرائيل عن قطاع غزة وعمدوا إلى إطلاق النار ما أدى إلى مقتلهما بعد اشتباكات استمرت نحو عشرين دقيقة.

وأضاف أنه خلال «عمليات بحث ميدانية، تعرضت القوة لنيران إضافية أسفرت عن إصابة أحد جنودنا»، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ردت بإطلاق النار لكن بدون وقوع إصابات أخرى في صفوف الجنود.

وفي الجانب الفلسطيني، نقل عن شهود أنهم شاهدوا مسلحين يتبادلون النار مع الجيش الإسرائيلي قبل أن يشاهدوا دبابتين وناقلتي جند مدرعتين تتوغل نحو مئة متر داخل المنطقة الفلسطينية شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة.

العدد 3020 - الأحد 12 ديسمبر 2010م الموافق 06 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:27 م

      د. هاشم الفلالى

      إن ما يحدث من توتر فى المنطقة بسسب اسرائيل فى تشددها وعنادها واصرارها فى السير قدما فى تحقيق مآربها الغير مشروعة، والتى تعلم جيدا بانها بذلك تسير فى طريق مخالف لمسار السلام، وان العرب يرفضوا كل ما تقوم به من تصرفات استفزازية، لايجب لها بان تستمر، وان تتخلى عن تعنتها واصرارها، وان تفتح صفحة جديدة مع العرب بالاعلان عن تخليها عن الاستيطان والتهويد وشن الغارات والبدء بمفاوضات سلام، مع العرب

اقرأ ايضاً