قبل أيام قليلة، شاهدت صورة جميلة في هاتف عضو مجلس بلدي العاصمة صادق رحمة، وخيل لي أنها إحدى الواحات الجميلة وخصوصا أن المياه كانت تحيط بمجموعة أشجار... لم تكن تلك واحة، فالبحرين ليس بها واحة ولا حتى نهر ولا «هم يحزنون»، فتلك الصورة كانت مجرد فيضان مياه مجارٍ في منطقة البرهامة، وعلى رغم جمال الصورة في الهاتف إلا أنه بإمكانك أن تشم رائحة المجاري تفوح من الهاتف الذي التقط الصورة!

تلك الصورة تعيد إلى الأذهان ما يجري في منطقة الحورة والقضيبية، فهناك يضطر الأهالي إلى خوض مياه المجاري بين فينة وأخرى بسبب سوء حال مجاري المياه في المنطقة التي عادة ما ترمي بمخزونها بعيدا إذا سأمت من وضعها المزري... وهذا الوضع يطرح سؤالا ملحا عن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الكوارث البيئية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالوضع ليس مجرد مياه ممزوجة بأوساخ في الطريق، بل هي ملوثات بيئية تؤثر على الساكنين، وخصوصا إذا عرفنا أن أطفال هذه المناطق يحسبون هذه المياه نهرا جاريا أو بركة سباحة فيغطسون فيها!

ويكفي أن العالم مشحون حاليا بهم انفلونزا الخنازير، فلا نريد لهم أن يروا «سنورا» مخمورا بعد شربه من مياه المجاري فيحسبوه مصابا بالمرض، وعندها سنضطر إلى إعدام السنانير بالمئات بعد أن أقدمت مصر على إعدام قطعان الخنازير بالآلاف، ولا ندري إلى أين سنصل مع هذا المرض أم أنه مجرد خطة لاستنزاف موازنات الدول بعد أن ملت الدول الكبرى من بيع مخزون الأسلحة على هذه الدول نفسها بحجة مكافحة الإرهاب وبقية «الشلخ»!

ولن نذهب بعيدا عن البرهامة، هذه القرية التي تعاني من مشاكل بيئية عدة أضيفت لها أخيرا أزمة الفيضان، فهناك الزرائب التي لم تصل إلى حل حتى الآن، وهناك البيوت الآيلة وأزمة الشوارع المشوهة والقائمة تطول كثيرا، ويكفي أن تفند هذه القرية ما نشر عن أن نسبة الفقر في البحرين لا تتجاوز 4 في المئة، ولا ندري عن أي نسبة وعن أي معيار نتحدث، فمن هو الفقير اليوم في البحرين، هل هو من يستجدي أو من يأخذ من الصندوق الخيري أو هو رب الأسرة الذي لا يجد في حسابه البنكي فلسا بعد مرور أيام معدودات على صرف الراتب ليعيش من جديد أيام القحط حتى يصرف له الراتب من جديد؟!