العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ

ما بعد انتخابات مقعد «الفيفا»

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

بعد أن هدأ طوفان انتخابات مقعد «الفيفا» لدول غرب آسيا، لا بد من القول لممثل البحرين الشيخ سلمان بن ابراهيم «هاردلك»، ولرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام «مبروك»، فقد كانت انتخابات شرسة لم تعرف الرحمة، فيها تكسير للعظام والمبادئ الرياضية التي نعرفها أنا وأنت، ولكنها لا تعرف طريقها في هذه الانتخابات. وأستغرب أيما استغراب، أن المنافسة الشرسة فقط؛ كانت على مقعد دول غرب آسيا التي تضم الدول الخليجية والعربية والإسلامية وكأن هذا هو قدرنا دائما!

حدث - في هذه الانتخابات - ما حذرت منه منذ البداية، حينما طالبت ألا نزج أنفسنا في معركة لا نديرها نحن بأيدينا، معركة لا نعرف فوائدها من خسائرها، معركة زُججنا فيها ولم نذهب إليها بإرادتنا (غررنا بها)، لان ممثل البحرين أعطي الشمس في يد والقمر في يد أخرى، وقيل لنا ان نسبة النجاح مضمونة 99 في المئة، وحينما حذرت من ذلك، وطالبت بتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء الأحلام الوردية في مقال لي نشرته قبل 3 شهور، اتهموني بأنني أغرد خارج السرب وأنني لا أتمنى وصول البحرين للعالمية، وتمادى البعض في اتهامه، وقال بأنني لا أتمنى فوز سلمان بن ابراهيم، وكأن الفوز أو الانجازات تتحقق بالأمنيات!

الانتخابات استهلكت منا إمكانات لا طاقة لنا بها، وسحبت الرصيد الذي ادخرناه ووفرنا فيه محبة جميع أهل الخليج لنا، لأننا دائما كنا نحكم بالعقل ولا نترك مجالا للعاطفة لتسيرنا، بل كنا أكثر دول الخليج حرصا على تلاحمنا وترابطنا، وكان الجميع يضرب بالإنسان البحريني المثل على ذلك، على رغم أن الانتخابات هي ضريبة الديمقراطية التي لا تعرف صديقا، ولكننا على كل حال خرجنا بتجربة ثمينة، نتمنى أن نستفيد منها في المستقبل، كما نتمنى ألا تترك انعكاسات سلبية على علاقة بن همام بالرياضة البحرينية، وهو الذي عرفناه داعما ومحبا لها.

عموما، أود أن أصل إلى ابن سلمان رئيس اتحاد الكرة ومجلس إدارة الاتحاد، لأقول ان فترة الانتخابات الماضية التي استمرت أكثر من 3 شهور كانت لها انعكاسات سلبية على نشاط الاتحاد بشكل عام، وإهمال واضح لتنظيم الدوريات المحلية بدءا من المسابقات المحلية وانتهاء ببطولة دوري كأس خليفة بن سلمان، فالكل بات لا يشعر بأن هناك مسابقات كروية حقيقية، حتى ولو كانت هذه المسابقات تحمل اسم اكبر الرموز السياسية، بعكس الدول الأخرى التي تجد لكل مسابقة لها «شنة ورنة» وجوائز يسيل لها اللعاب، وتغطية إعلامية لا مثيل لها، واهتماما إداريا من الجميع. وبالتالي نطالب اتحاد الكرة أن يغلق ملف الانتخابات ويغض النظر عن نتائجه ويبدأ بشكل جدي في الاهتمام بالمسابقات المحلية ومشاركات المنتخب الوطني وعودة المياه إلى العلاقة الوطيدة التي تربطنا بجميع إخواننا في آسيا الذين فرقتنا عنهم الانتخابات، بدءا من الاتحاد القطري لكرة القدم وبن همام خصوصا.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً