العدد 3034 - الأحد 26 ديسمبر 2010م الموافق 20 محرم 1432هـ

المحمود: دار الأمان استقبلت 4 حالات «زنى محارم» في 2010

أكدت أن غالبية القضايا محولة من النيابة العامة

كشفت خبيرة دار الأمان لضحايا العنف هدى المحمود، أن الدار استقبلت 4 حالات زنى محارم بدءاً من يناير/ كانون الثاني 2010، وقالت «إن عدد حالات زنى المحارم بالطبع اكبر من هذا العدد بكثير، ونحن ندرك أن محاذير كثيرة تقف حائلاً أمام أي بلاغ رسمي عن حالات زنى المحارم بسبب حساسية الموضوع واتصاله باستقرار الأسرة، وكثيراً ما يتم تقديم بلاغات عن حوادث من هذا النوع لكن سرعان ما يتدخل الأهل لإنهاء القضية وإغلاقها والتكتم عليها تجنباً للفضائح وتلطيخ سمعة العائلة».

وقالت المحمود: «إن اكثر القضايا التي ترد الى الدار هي محالة من النيابية العامة وبالتالي فإن الجانب القانوني من المسألة قد استنفد وبقي الجانب العلاجي والوقائي».

وأضافت «نستهدف في تعاملنا مع ضحايا زنىالمحارم تعزيز الشعور النفسي بالأمان لدى الضحايا في المقام الأول، فضحايا العنف الجسدي على سبيل المثال معاناتهم اقل بكثير، لأن الألم الجسدي تزول آثاره سريعاً بينما يبقى الألم النفسي فترة أطول بكثير، لذلك لدينا في الدار اختصاصي نفسي، وطبيب نفسي آخر لمتابعة هذه الحالات وفق برنامج طويل المدى».

وعما إذا كان الجناة (مقترفي جريمة الزنى) يتجاوبون مع الخطط والجلسات العلاجية أم لا، أوضحت المحمود: «في البداية يكون هناك نوع من التحفظ الشديد ولكن في الغالب يكون هذا السلوك متوقعا، ويجري إقناعهم في الغالب بطرق نفسية للتجاوب مع العلاج والالتزام بالجلسات الإرشادية والعلاجية».

وشددت على أن «أول وأهم خطوة في علاج زنا المحارم هي تشجيع الضحية على الإفصاح وذلك من خلال علاقة علاجية مطمئنة ومدعمة من طبيب نفسى أو اختصاصي نفسي أو اجتماعي، فالإفصاح عن تلك العلاقة يؤدي في أغلب الحالات إلى توقفها تماما لأن الشخص المعتدي يرتدع خوفا من الفضيحة أو العقاب، إضافة إلى ما يتيحه الإفصاح من إجراءات حماية للضحية على مستويات أسرية ومهنية وقانونية، وعلى رغم أهمية الإفصاح فإن هناك صعوبات تحول دون حدوثه أو تؤخره ومنها الخوف من العقاب أو الفضيحة، أو الإنكار على مستوى أفراد الأسرة، ولذلك يجب على المعالج أن يفتح الطريق وأن يساعد على هذه الخطوة من دون أن يوحي للضحية بأشياء من تخيلاته أو توقعاته الشخصية».

وبينت أن «المشاكل النفسية التي تصيب الضحية تتفاقم بسبب عدم قدرتها على البوح بهذا الأمر، فتكتم كل الأفكار والمشاعر بداخلها وتنكمش على نفسها، ومن هنا يكون العلاج بإعطاء الفرصة لها للحديث عن كل ما بداخلها مع تدعيمها ومساندتها وطمأنتها أثناء استعادة تلك الخبرات الصادمة ثم محاولة إعادة البناء النفسي من جديد بعد تجاوز هذه الأزمة».

وأوضحت «قد نلجأ الى تقديم العلاج الدوائي حيث يقدم للحالات المصابة باضطرابات نفسية كالقلق أو الاكتئاب أو الإدمان أو الفصام أو الهوس. وهذا العلاج يمكن أن يوجه نحو الضحية أو نحو المعتدي بحسب حاجة كل منهما».

ورأى الباحث الاجتماعي حميد محسن أن وجود أفراد في الأسرة يعانون من حرمان جنسي لفترات طويلة وليست لديهم علاقات أو نشاطات كافية تستوعب طاقتهم يعتبر عامل خطورة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات جنسية داخل الأسرة، ومن هنا يأتي التشجيع على الزواج لأفراد الأسرة غير المتزوجين، أو إصلاح العلاقة بين الزوجين المبتعدين عن بعضهما لسنوات حيث يلاحظ زيادة احتمالات تورط الزوج المحروم جنسيا من زوجته في علاقات زنا المحارم.

وقال محسن: «إن ما يطفو على السطح من هذه القضايا لا يمثل سوى نحو 10 في المئة من القضايا التي تحدث فعلياً من دون أن يسمع بها أحد أو تظهر لوسائل الإعلام أو يتم التبليغ عنها»، مشدداً على دور التربية الاجتماعية والأسرية من دور كبير في ترسيخ قيم سليمة لدى الفرد، مبيناً أن المجتمع البحريني بات يعاني من وطأة تأثيرات التفكك الأسري التي راحت تؤثر بشكل كبير على سلامة المجتمع وامنه، موضحاً أن الإحصاءات تشير الى أن نسبة الطلاق في تزايد مخيف حيث بلغت 34 في المئة مؤكداً أهمية الرقابة الوالدية للأبناء والحفاظ على العلاقات الأسرية لتوفير بيئة تربوية صحيحة للأبناء».


حجم الظاهرة

زنا المحارم هو أي علاقة جنسية كاملة بين شخصين تربطهما قرابة تمنع العلاقة الجنسية بينهما طبقا لمعايير ثقافية أو دينية، وعلى هذا تعتبر العلاقة بين زوج الأم وابنة زوجته علاقة محرمة على رغم عدم وجود رابطة دم بينهما.

وقد تبين خلال بحث علمي أجراه معهد Unicri، ومقره في روما عن ضحايا الجريمة وشمل 36 دولة منها دول عربية والذي نشر ملخص له في التقرير الدولي الذي أصدره المعهد العام 1991، حيث تم إجراء مقابلات مع إناث تمثل كل منهن أسرة، تبين من الإجابات أن 10 في المئة من العينة الكلية تعرضن لزنا المحارم (أحمد المجدوب 2003، زنا المحارم، مكتبة مدبولي، ص 169, 170).


العوامل المساعدة

- عوامل أخلاقية: ضعف النظام الأخلاقي داخل الأسرة، أو بلغة علم النفس ضعف الأنا الأعلى (الضمير) لدى بعض أفراد الأسرة أو كلهم. وفي هذه الأسرة نجد بعض الظواهر ومنها اعتياد أفرادها خاصة النساء والفتيات على ارتداء ملابس كاشفة أو خليعة أمام بقية أفراد الأسرة، إضافة إلى اعتيادهم التفاعل الجسدي في معاملاتهم اليومية بشكل زائد عن المعتاد، مع غياب الحدود والحواجز بين الجنسين، وغياب الخصوصيات واقتحام الغرف المغلقة بلا استئذان. وفي هذه الأسر نجد أن هناك ضعفا في السلطة الوالدية لدى الأب أو الأم أو كليهما، وهذا يؤدي إلى انهيار سلطة الضبط والربط وانهيار القانون الأسري بشكل عام.

- عوامل اقتصادية: مثل الفقر وتكدس الأسرة في غرفة واحدة أو في مساحة ضيقة، ما يجعل العلاقات الجنسية بين الوالدين تتم على مسمع وأحيانا على مرأى من الأبناء والبنات، إضافة إلى ما يشيعه الفقر من حرمان من الكثير من الاحتياجات الأساسية والتي ربما يتم تعويضها جنسيا داخل إطار الأسرة. ويصاحب الفقر حالة من البطالة وتأخر سن الزواج، والشعور بالتعاسة والشقاء، ما يجعل التمسك بالقوانين الأخلاقية في أضعف الحالات. وإذا عرفنا - من خلال تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء - أن 30 في المئة من الأسر في مصر تقيم في غرفة واحدة بمتوسط عدد أفراد سبعة، فإن لنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث بين هؤلاء الأفراد والذين يوجد فيهم الذكور كما توجد الإناث.

- عوامل نفسية: كأن يكون أحد أفراد الأسرة يعانى من مرض نفسي مثل الفصام أو الهوس أو اضطراب الشخصية، أو التخلف العقلي، أو إصابة عضوية بالمخ.

الإعلام: وما يبثه ليل نهار من مواد تشعل الإثارة الجنسية في مجتمع يعاني من الحرمان على مستويات متعددة.

- الإدمان: يعد تعاطي الكحوليات والمخدرات من أقوى العوامل المؤدية إلى زنا المحارم حيث تؤدي هذه المواد إلى حالة من اضطراب الوعي واضطراب الميزان القيمي والأخلاقي لدرجة يسهل معها انتهاك كل الحرمات.

الآثار النفسية والاجتماعية

• حاول باحثان هما آدم ونيل (1967) أن يدرسا هذا الأمر من الناحية البيولوجية البحتة فقاما بتتبع حالة 18 طفلا كانوا ثمرة زواج محارم فوجدا أن خمسة منهم قد ماتوا، وخمسة آخرين يعانون من تخلف عقلي وواحدا مصابا بانشقاق في الشفة وسقف الحلق، وهي نسبة مفزعة وخاصة إذا عرفنا أن العيوب الخلقية في عامة الأسوياء نحو 2 في المئة وأغلبها تكون عيوبا غير ملحوظة.

لذلك خلص هذان الباحثان إلى أن زنا المحارم لو انتشر فإنه يمكن أن يؤدي إلى انتهاء الوجود البشري من أساسه، وربما يكون هذا جزءاً من الحكمة من التحريم الديني والتجريم القانوني والوصم الاجتماعي.

• تداخل الأدوار واضطرابها مع ما ينتج عن ذلك من مشاعر سلبية مدمرة لكل العلاقات الأسرية كالغيرة والصراع والكراهية والاحتقار والغضب... ولنا أن نتخيل فتاة صغيرة تتوقع الحب البريء والمداعبة الرقيقة الصافية من الأب أو الأخ الأكبر أو العم أو الخال أو غيرهم، فحين تحدث الممارسات الجنسية فإنها تواجه أمرا غير مألوف يصيبها بالخوف والشك والحيرة والارتباك، ويهز في نفسها الثوابت، ويجعلها تنظر إلى نفسها وإلى غيرها نظرة شك وكراهية، ويساورها نحو الجاني مشاعر متناقضة تجعلها تتمزق من داخلها، فهي من ناحية تحبه كأب أو أخ أو خال أو عم، وهذا حب فطري نشأت عليه، ومن ناحية أخرى تكتشف إن آجلا أو عاجلا أنه يفعل شيئا غريبا أو مخجلا أو مشينا وخاصة إذا طلب منها عدم الإفصاح عما حدث أو هددها بالضرب أو القتل إن هي تكلمت. وهذه المشاعر كثيرا ما تتطور إلى حالة من الكآبة والعزلة والعدوان تجاه الذات وتجاه الآخر (الجاني وغيره من الرجال)، وربما تحاول الضحية أن تخفف من إحساسها بالخجل والعار باستخدام المخدرات أو الانغماس في ممارسات جنسية مشاعية مبالغة في الانتقام من نفسها ومن الجاني وذلك بتلويث سمعته وخاصة إذا كان أبا أو أخا أكبر.

• اهتزاز الثوابت: بمعنى اهتزاز معاني الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤولة، تلك المعاني التي تشكل الوعى الإنساني السليم وتشكل الوجدان الصحيح.

• صعوبة إقامة علاقات عاطفية أو جنسية سوية حيث تظل ذكرى العلاقة غير السوية وامتداداتها مؤثرة على إدراك المثيرات العاطفية والجنسية، بمعنى أنه يكون لدى الضحية (بالذات) مشاعر سلبية (في الأغلب) أو متناقضة (في بعض الأحيان) تجاه الموضوعات العاطفية والجنسية، وهذا يجعل أمر إقامة علاقة بآخر خارج دائرة التحريم أمرا محوطا بالشكوك والصعوبات أو يظل طرفا العلاقة المحرمة أسرى لتلك العلاقة فلا يفكرا أصلا في علاقات صحية بديلة.

• اضطراب التكيف: حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أو بين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتترك في النفس جروحا عميقة، إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات، ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أو الجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يشمل الكثير من جوانب الحياة للطرفين.

• الشعور بالذنب وبالعار والخجل مما يمكن أن يؤدي إلى حالات من الاكتئاب الشديد الذي ربما يكون من مضاعفاته محاولة الانتحار.

• فقد البكارة أو حدوث حمل مما ينتج عنه مشكلات أخلاقية أو اجتماعية أو قانونية خطيرة.

• كثيرا ما يتورط أحد الطرفين أو كليهما بعد ذلك في ممارسة الجنس بشكل مشاعي فتتجه الفتاة التي انتهكت حرمتها مثلا إلى ممارسة البغاء.


الوقاية

إذا كانت الوقاية مهمة في كل المشكلات والأمراض فإنها هنا تحظى بأهمية استثنائية، إذ إن وقوع زنا المحارم سوف يترك آثارا ربما يصعب تماما معالجتها، لذلك يصبح من الضروري بمكان وضع الوسائل الوقائية التالية في الاعتبار:

1 - الاهتمام بالمجموعات الهشة: مثل الأماكن المزدحمة والفقيرة والمحرومة، وخاصة في حالة وجود تكدس سكاني، أو أشخاص مضطربين نفسيا أو مدمني خمر أو مخدرات. والاهتمام هنا يعنى اكتشاف عوامل الخطورة والعمل على معالجتها بشكل فعّال.

2 - إشباع الاحتياجات: وخاصة الاحتياجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس واحتياجات جنسية مشروعة، إذ إن المحرومون من إشباع احتياجاتهم (خاصة الجنسية) يشكلون مصادر خطر في الأسرة والمجتمع، وهذا يجعلنا نأخذ خطوات جادة لتشجيع الزواج على كل المستويات بحيث نقلل - قدر الإمكان - عدد الرجال والنساء الذين يعيشون تحت ضغط الحرمان لسنوات طويلة كما هو الحال الآن. وطبقا للبيان الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن نحو تسعة ملايين مواطن تجاوزوا الخامسة والثلاثين من دون أن يتزوجوا منهم نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون أنثى والباقي ذكور، فلنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث نتيجة لهذا الوضع غير الطبيعي، إذ قضوا نيفا وعشرين عاما منذ أن دخلوا مرحلة البلوغ التي يبدأ فيها إحساس الإنسان بحاجة جديدة هي الجنس دون أن تتاح لهم الفرصة للحصول على الإشباع المشروع أي عن طريق الزواج. والمشكلة تتضاعف إذا عرفنا أنه في مصر خمسة ملايين شخص يعانون من البطالة، وهؤلاء العاطلون المحرومون من الزواج يتعرضون ليل نهار لمثيرات جنسية عنيفة في البيت والشارع ووسائل الإعلام، وهم في الوقت نفسه يفتقدون الحاجز الأخلاقي الذي يمنعهم من تجاوز الحدود الدينية والأخلاقية.

3 - مراعاة الآداب العامة داخل الأسرة: مثل الاستئذان قبل الدخول، ومراعاة الخصوصيات في الغرف المغلقة، والتفرقة بين الأولاد والبنات في النوم، وعدم ظهور الأم أو البنات بملابس كاشفة أو خليعة تظهر مفاتن الجسد أمام المحارم، والتزام قدر معقول من التعامل المحترم بعيدا عن الابتذال والتساهل، كما يجب تجنب المداعبات الجسدية بين الذكور والإناث في الأسرة، وعدم نوم الأبناء أو البنات في أحضان أمهاتهم أو آبائهن وخاصة بعد البلوغ.


الصيرفي: علاج الضحايا ممكن شرط توقف الانتهاكات

قالت الناشطة رنا الصيرفي إن «زنا المحارم» يحاط دائماً بالتكتم ولا يعرف منه إلا ما طفا على السطح، مؤكدة انه يصعب إطلاق مسمى «ظاهرة» من دون أدلة وإحصاءات واضحة.

وقالت في لقاء مع «الوسط» إن «أغلب الأسر التي يتعرض فيها الأب لبناته تتسم بسمات مشتركة تتمثل في: ضعف العلاقة ما بين الأم وبناتها، وسيطرة الأب المفرطة على العائلة بحيث لا يترك المجال لأي فرد منها ان يكون حرا في تصرفاته واتخاذ قراراته، علاوة على دور الأم الضعيف في الأسرة فلا يأخذ برأيها وتكون منغلقة وخاضعة لسلطة الأب، وأحياناً البنت المعتدى عليها تحمل على عاتقها مسئوليات رئيسية في المنزل هي من مسئوليات الأم، وليس المقصود المساعدة في الأمور المنزلية وإنما مسئولية أكبر من سنها وطاقتها».

وهنا الحوار:

هل توجد إحصاءات أو دراسة توضح عدد الحالات التي وصلتكم في قضايا زنا المحارم من الاطفال أو حتى النساء؟

- ليس لدينا إحصائية خاصة بزنا المحارم، ونحن نستقبل الأطفال فقط وليس النساء. كما نعتقد بأنه لا يمكن أن نجمع بين زنا المحارم على الأطفال والنساء معاً لأنهما موضوعان مختلفان تماماً.

فالأطفال عندما يتعرضون إلى زنا المحارم، فهم أطفال ويعتمدون في حمايتهم على الأكبر منهم سناً، ويستقون القيم والمبادئ من هؤلاء أيضاً. ففي مرحلة الطفولة يبدأ الإنسان في تكوين مفاهيم الصواب والخطأ، الأخلاقي واللاأخلاقي. فإذا تعرضوا إلى الاعتداء الجنسي من قبل من يفترض أنهم يوفرون لهم الرعاية والاهتمام ويساعدونهم في بناء قيمهم فإن ذلك يحدث خللاً كبيراً في ثقتهم بمن حولهم، وثقتهم بأنفسهم، وتتخلخل القيم لديهم، ولا يعودون يشعرون بالأمان.

أما النساء فالموضوع مختلف، فهن راشدات ويعرفن الصحيح من الخطأ، وهن قادرات على حماية أنفسهن.

هل بالإمكان عدّ «زنا المحارم» في مستوى «الظاهرة» الاجتماعية؟

- نتيجة التكتم على هذه المواضيع، ولا يعرف منها إلا ما طفا على السطح، فإنه يصعب إطلاق مسمى «ظاهرة» من دون أدلة وإحصاءات واضحة.

ما أسباب تفاقم هذه النوعية من القضايا؟

- لزنا المحارم أسباب متعددة، ولكن العائلات التي يقع فيها زنا المحارم لها سمات مشتركة. إن أغلب الأسر التي يتعرض فيها الأب لبناته تتسم بسمات مشتركة تتمثل في: ضعف العلاقة ما بين الأم وبناتها، سيطرة الأب المفرطة على العائلة بحيث لا يترك المجال لأي فرد منها ان يكون حرا في تصرفاته واتخاذ قراراته، علاوة على دور الأم الضعيف في الأسرة فلا يأخذ برأيها وتكون منغلقة وخاضعة لسلطة الأب، وأحياناً البنت المعتدى عليها تحمل على عاتقها مسئوليات رئيسية في المنزل هي من مسئوليات الأم، وليس المقصود المساعدة في الأمور المنزلية وإنما مسئولية أكبر من سنها وطاقتها.

إن أغلب هذه النوعية من الأسر، يعتقد الأب فيها بأن الأنثى خلقت لتقديم الخدمات في العائلة ويحق له التصرف فيها كيفما يشاء، وبالتالي يرى أن معاشرته لابنته جزء من هذه الخدمات التي تقدمها، وعلى رغم أنه في أغلب الأحيان تشعر الأم بأن هناك خطباً ما بين زوجها و الابنة إلا أنها تحاول تجاهل ذلك لأنها إذا واجهت الموضوع عليها أن تتصرف لتحمي ابنتها لكنها لا تعرف كيف، لذا فكثيراً ما تتجاهل المؤشرات التي تشير إلى احتمال تعرض ابنتها إلى شيء، بالإضافة إلى اختلال القيم الإنسانية بشكل كبير. فالقيم كالسلسلة المترابطة، كل منها تمسك الأخرى فإذا انفكت واحدة فإن الحلقات الأخرى في السلسلة يتأثرن أيضاً، فإذا اختلت قيمة الصدق، أو النزاهة، أو الأمانة، فإن باقي القيم سيتأثرن حتماً. وما يطبقه الإنسان من قيم في مكان ما فإنه يؤثر على جميع العلاقات والتعاملات الأخرى. وأحيانا نجد البعض يستهزئ بالقيم، ويسمي من يتمسك بها بالساذج، وازدياد من ينادي بترك القيم مؤشر خطر على المجتمع.

ما العلاج الممكن تقديمه لتطويق هذه الآفة والحد من تأثيراتها على الضحايا وعلى المستوى الاجتماعي عموما؟

- تشير الدراسات إلى أن أغلب الذين يعتدون على بناتهم جنسياً ويتم حبسهم، فإنهم غالباً بعد إطلاق سراحهم يعودون إلى الاعتداء (زنا المحارم) من جديد.

أما ضحايا زنا المحارم من الأطفال، فإنه بالإمكان مساعدتهم على تجاوز الاعتداء بشرط توقف الاعتداء (زنا المحارم) فوراً، والبدء في مساعدة هؤلاء الأطفال على ترميم الثقة بأنفسهم وعلاقاتهم بالآخرين, ومن الأمور المساعدة بدرجة كبيرة وجود قريب يحوطهم بالرعاية والاهتمام والمحبة.

العدد 3034 - الأحد 26 ديسمبر 2010م الموافق 20 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 10:19 ص

      ابنت الرفاع الفربي

      تبغون الصدق اني بنت بس اقول الصراحه البنات هم السبب في انحراف الشاب يلبسون ملابس ضيقه وايد ويقعدون جدام اخوانهم ويرحون اسوق بدون رقيب او حسيب لا ام ولا اب ولا اخ معاهم والتلفونات والنت كل هذي ساس الخراب وطبعا ما في اي رقيب

    • زائر 15 | 9:58 ص

      دهن عود

      عبارة من المقال (اختلال القيم الإنسانية بشكل كبير. فالقيم كالسلسلة المترابطة، كل منها تمسك الأخرى فإذا انفكت واحدة فإن الحلقات الأخرى في السلسلة يتأثرن أيضاً، فإذا اختلت قيمة الصدق، أو النزاهة، أو الأمانة، فإن باقي القيم سيتأثرن حتماً)

    • زائر 14 | 9:02 ص

      ميثم الشيرازي

      الموضوع في قمة الاهمية وهذا منطقي فعلا واقعي لكن من هو السبب في ذلك ؟؟ .....

    • زائر 13 | 4:37 ص

      امهات وخوات

      انتن محاسبات عند الله عندما تخرجن مفاتنكنامام المحارم لان المسموح فقط اشياء بسيطه مثل ولا تظهر لهم ككانها مع زوجها ونقول انا اخد راحتي مع ولي و اخوي لا مايصيييييييييييييييير

    • زائر 12 | 2:07 ص

      شوفو وتعلمو

      يقولون ان مره كان فيه راعي عنده ناقه وولدها وكان حاب الناقه تحمل ولان الجمل مايقرب من امه حتى تحمل قام الراعي وسكر عيون الجمل وخلاه يقارب امه الناقه وفي اثنائها طاح الغطاء عن عين الجمل وشاف انه هذي امه الناقه فتوقف عن فعلته وحطها في نفسه وفي يوم كان الاعي يرتاح في لظلال جاه الولد الجمل وبرك عليه وقتله لانه خلاه يعمل شغله غلط وهذا حيوان مكرم السامع وفهمكم كفايه

    • مواطن مستضعف | 1:57 ص

      و من يتقِ الله يجعل له مخرجا ...

      و لا شيء غير الخوف من الله تعالى, يمنع حدوث مثل هذه الجرائم.

    • زائر 11 | 1:17 ص

      تهاون الاهل هو السبب

      شئنا ام ابينا فان هذه المشكلة موجودة في المجتمع
      والسبب التهاون في الستر من الام والاخت امام العم والخال والاخ

    • زائر 10 | 1:14 ص

      اوضاعنا مثل مصر لكن يصعب الافصاح

      أن 30 في المئة من الأسر في مصر تقيم في غرفة واحدة بمتوسط عدد أفراد سبعة، فإن لنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث بين هؤلاء الأفراد والذين يوجد فيهم الذكور كما توجد الإناث.

    • زائر 9 | 1:14 ص

      شكرا

      صج موضوع مقزز لكن مهم لكل ام ولكل ربه بيت انه تهتم مثلا اكثر وتحاسب وله تأمن على بنتها عند احد ،،، والله الزمن يخوف ،، حتى اخواني الي واثقه منهم بس اخاف على بنتي ومره صارت بنات اختي وبنتي في البيت مع خالهم واالوالده كانت الوالد بتطلع اتصلت في بيت اختي واختي الثانيه معاه وقلت لهم خلكم بالبيت لا يضلون البنات بروحهم ،، والله يحمي بنات المسلمين ويهدي الرجال عقلا وقلبا على الطريق الصحيح

    • زائر 8 | 12:13 ص

      بنت العرب

      الام مدرسة اذ اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
      اذا الام في زمننا هذا ترى التحضر والثقافة في لبسها الشورت والملابس المزلطة والفاضحة فاين الحياء والخجل للبنت والولد والثقة العمياءالزائدة بالاولاد.سترك يارب على من يريد الستر

    • زائر 6 | 12:00 ص

      مو بس البهائم. يا ساتر

      ما تلاحظون ان زنا المحارم موجود اساسا في الحيوانات والبهائم. مثلا الكلب او العجل عندما يبلغ يجامع امه او اختة دون اي مشكلة... فكيف للانسان القيام بمثل هذا العمل

    • زائر 5 | 11:58 م

      الأم الواعية

      ويجب على الأم أن توعي ابنتها حتى عند ملاعبة الأخ الأكبر للأبنة الأصغر بأن لا يمسكها من المناطق الحساسة وتوعية أبنائها من بنات وأولاد من صغرهم حتى استخدامهم لحمامات المدارس وعدم لبس الملابس الغير مستورة أمام أولادها وعدم تركهم عند الأقارب أو الجيران

    • زائر 4 | 11:38 م

      عتاب

      ماهو دور هذه الدار (الامان)
      أين دور المجتمع ورجال الدين
      اين الغيرة والايمان
      اين الاباء والامهات (كلن في فلكه يسبحه)

    • الغضنفر1 | 11:07 م

      يلوع الجبد

      وش هلاوادم الي ماعندهم لا ضمير ولا أحساس هاذا محارمك وش هلاخلاق موضوع فاشل ويلوع الجبد

    • زائر 3 | 11:03 م

      السبب الام و الاخت

      كما قالت ان الام تلبس ملابس فاضحة تثير وكذلك الاخت لا تستهينون بذلك فله كبيز الاثر في شيوع الزنا ولا تقولون امه و اخته لان الواحد يشوفها برع يقدر يمسك نفسه لكن في البيت هنا المشكلة

    • زائر 2 | 10:54 م

      في ميزن حسناتك يا وسام السبع

      اود ان اقدم شكري واحترامي للكاتب وسام السبع على المقالة الرائعة والي فيها الكثير من الفائدة والتوعية للجميع

      ويالله الناس تقرا وتتعظ وتوتعي وتحاول اتقوي من ايمانها الضعيف
      وصلنا لمرحلة نحلم بالزمان الطيب الي راح حرمنا انفسنا وحرمنا على عيالنا طفولتهم الجميلة

    • زائر 1 | 9:33 م

      شنو ها الحاله

      موضوع مقزز ويفشل بعد

اقرأ ايضاً