خرج المنتخب الوطني الأول بعدة مكاسب وإيجابيات من مباراته الودية التي جمعته مع نظيره الأوزبكستاني في معسكره التدريبي المقام حاليا في مدينة دبي الإماراتية والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، فبعد عثرة خليجي 20 والخروج المبكر منها ارتسمت العديد من الأسئلة التي كانت بحاجة ماسة لحلها وفك شفراتها، ولعل أول المكاسب التي خرج بها الأحمر من تلك التجربة هي عودة الثقة عند اللاعبين بعد عمل إداري وفني مضن خلال الفترة الماضية وخصوصا بعد الأداء (المرضي أو المقنع) الذي خرج به الأحمر من هذه المواجهة عطفا على التشكيلة المختلطة التي اعتمدها الجهاز الفني في المباراة وقياسا يما يضمه الخصم من نجوم معروفين على الصعيد القاري وفي مقدمتهم أفضل لاعب في آسيا العام الماضي جيباروف، ناهيك عن بقية الأسماء التي خاضت التجربة الودية، ولعل الأداء الذي شاهدناه يعطي مؤشرات ومعطيات بقدرة الأحمر على تقديم المزيد ولاسيما أن المدرب سلمان شريدة منح الفرصة للاعبين الجدد في القائمة والذين لم يحصلوا على فرصتهم في الفترة الماضية.

المكسب الثاني والتي تعتبر من أكبر الإيجابيات التي خرج بها الأحمر من هذه المباراة هي الاطمئنان أكثر على سلامة وجاهزية العائدين من الإصابة محمد سالمين ومحمود عبدالرحمن بعد غياب استمر أكثر من 4 شهور، وفي ظل المجهود الكبير والصورة الجيدة التي ظهرا بها، وتركا من خلالها انطباع بإمكانية تقديمهما لمستوى أفضل في المباريات اللاحقة متى ما ارتفعت لياقتهما البدنية والفنية وخصوصا أنهما خاضا قرابة 75 دقيقة كانت عامرة بالجهد والكفاح.

وثالث المكاسب التي أثمرت عنها تجربة أوزباكستان هي ظهور بعض الوجوه الشابة بصورة طيبة وخصوصا وليد الحيام ومحمد الحربان في ظل أنها المباراة الأولى لهما على صعيد المنتخب الأول، وعلى رغم وجود بعض الهفوات والأخطاء التي ارتكبوها إلا أنها لم تكن مؤثرة بدرجة كبيرة على الأداء العام، وهو ما يعطي انطباعا بإمكانية الاستفادة من قدراتهما على المنظور البعيد والمستقبلي متى ما حصلا على الخبرة المطلوبة عبر الدفع بهما على فترات في المشاركات القادمة.

ومن ضمن المكاسب التي خرج بها الأحمر أيضا هي النتيجة الإيجابية نوعا ما التي انتهت عليها المباراة، وعلى رغم أنها لم تكن من الحسابات الفنية والأهداف التي وضعها الجهاز الفني، إلا أن التعادل أمام منتخب يكاد يكون مكتمل الصفوف وفي هذه الفترة بالذات يعتبر أمرا إيجابيا على الصعيد النفسي والمعنوي ولاسيما أنها منحت اللاعبين الثقة وأعطتهم نوعا من الدافع والحافز لمواصلة الارتقاء بالمستوى خلال الأيام والمباريات القادمة في مرحلة الإعداد وقبل الدخول في معترك المنافسات الآسيوية.

من جانب آخر، لم تخل المواجهة الأوزبكية من السلبيات فلكل مباراة ظروفها وإيجابياتها وسلبياتها، وأمس الأول ظهرت بعض الأخطاء على الأداء الأحمر والتي سيستفيد منها الجهاز الفني وسيعمل على القضاء عليها وتلافيها من أجل الظهور بصورة أفضل، ولعل من أبرز تلك الأخطاء هي غياب الانسجام والتفاهم بين اللاعبين ولاسيما أن التشكيلة التي دفع بها شريدة في بداية المباراة ضمت (خليطا ومزيجا) بين العناصر الشابة وأصحاب الخبرة، وهذا الأمر نتج عنه خسارة الكرة عند اللاعبين بسهولة في بعض الفترات من الشوط الأول، وهذا يعود إما بسبب افتقاد التركيز والدقة في التمرير عند اللاعبين، وإما بسبب تباعد الخطوط والمساحات بين اللاعبين ولاسيما في الثلث الأوسط والأمامي من الملعب، وتحسن المردود الفني عند اللاعبين في النصف الأخير من الشوط الأول، وكذلك غالبية فترات الشوط الثاني عندما زج شريدة بأوراقه البديلة.

أما السلبية الثانية التي ظهرت على أداء الأحمر في هذه المباراة هي إضاعة الفرص وخصوصا في الشوط الأول عندما أضاع عبدالله الدخيل وعبدالوهاب المالود فرصتين ثمينتين من انفرادين واضحين بالمرمى، بالإضافة إلى غياب الكثافة العددية في منطقة الخطورة في بعض الفترات التي تستوجب تواجد عدد كبير من اللاعبين.

شريدة: المباراة حققت أهدافها ومرتاح من عطاء ومجهود اللاعبين

عبّر مدرب المنتخب سلمان شريدة عن ارتياحه من التجربة الفنية التي خاضها أمام الأوزبكيين، مؤكدا أنه راض عما قدمه اللاعبين من جهد كبير خلال مجريات المواجهة، معتبرا أن المباراة حققت أهدافها التي وضعها بعيدا عن المستوى والنتيجة التي خرجت بها، وأشار شريدة إلى أن من أهم وأبرز الأهداف الاطمئنان على سلامة العائدين من الإصابة محمد سالمين ومحمود عبدالرحمن، بالإضافة إلى اطمئنانه على مستويات بعض اللاعبين وما يمتلكونه من قدرات وإمكانات، مؤكدا أن هذه المباراة ما هي إلا تكملة لبرنامجه التدريبي الذي وضعه لتجهيز المنتخب، وأضاف شريدة «استفدنا كثيرا من هذه التجربة لاستكشاف بعض النقاط الفنية التي وضعناها في برنامجنا، وسنكمله عبر المباريات الثلاث الودية التي سنخوضها في الفترة القادمة»، وأوضح المدرب الوطني أنه سيعمد خلال الأيام القادمة إلى تخفيف الحمل التدريبي ولاسيما مع تلاحق المباريات التي سيخوضها وتعتبر من المباريات التنافسية الكبيرة مع منتخبات أسيوية كبيرة، بالإضافة إلى العمل الكبير الذي قام به الجهاز الفني واللاعبين في فترة ومرحلة الإعداد الأولى من الجانب اللياقي والبدني.

علي بن خليفة من المطار مباشرة للملعب

حضر نائب رئيس اتحاد الكرة للشئون الفنية الشيخ علي بن خليفة آل خليفة المباراة على رغم انشغالاته وارتباطاته الكثيرة سواء في عمله الرسمي أو بعض الأمور الخاصة بحملته الانتخابية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وحضر نائب الرئيس من المطار مباشرة لملعب المباراة وغادر قبل انتهائها بعشر دقائق نظرا إلى ارتباطات الرحلة والعودة للبحرين، وألقى علي بن خليفة كلمة قصيرة على اللاعبين في غرفة تغيير الملابس قبل بدء المواجهة حثهم خلالها على بذل المزيد من الجهد للظهور بصورة مشرفة، مؤكدا ثقته بهم بتقديم مستوى يرضي طموحاتهم، وأثناء فترة الاستراحة ما بين الشوطين للمباراة تبادل علي بن خليفة الدروع التذكارية مع كل من رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي عبدالله سعيد النابودة، ورئيس مجلس إدارة نادي الوصل محمد أحمد بن فهد، وكذلك رئيس الوفد الأوزبكي تالبجانوف أوسكار، وبحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة ناديي الأهلي والوصل.

الحربان: استفدت من التجربة وأجواء الأحمر مختلفة

قال الوجه الجديد في تشكيلة المنتخب محمد الحربان الذي خاض مباراته الأولى على صعيد المنتخب الأول بأنه سعيد بخوض هذه التجربة، مؤكدا أنه شعر برهبة في بداية المباراة، إلا أنها سرعان ما توارت واختفت مع مرور الدقائق، مشيرا إلى وجود بعض الأخطاء التي سيجتهد من أجل تلافيها في الفترة المقبلة، ومؤكدا استفادته كثيرا من المباراة ولاسيما مع قوة لاعبي الخصم.

وعبر الحربان عن ارتياحه للأجواء العامة التي يعيشها المنتخب في معسكره ووفقا للبرنامج المعد من قبل الجهاز الفني، مشيرا إلى أن المنتخب يسير بصورة ممتازة تؤكد قدرة الجهاز الفني الوطني وتمكنه من قيادة هذا المنتخب بصورة لا تقل شأنا عن أي جهاز فني أجنبي، كما أكد أنه وجد الكثير من الاهتمام من قبل الجهازين الفني والإداري في المنتخب للعمل على تطوير قدراته ومنحه الفرصة مرة أخرى لإثبات جدارته بارتداء قميص المنتخب.

عمر: التجربة كشفت عن قدرة الأحمر بتقديم المزيد

قال اللاعب عبدالله عمر أن ما قدمه المنتخب في مباراته أمام أوزبكستان كشف بوضوح قدرة اللاعبين على تقديم مستويات فنية جيدة في ظل ما يمتلكونه من إمكانات، مشيرا إلى أن البداية كانت صعبة بسبب غياب التفاهم والانسجام بين اللاعبين، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا حتى نجح الأحمر في الدخول إلى أجواء المباراة، وأضاف عمر أن الهدف من مرحلة الإعداد هي عودة الأحمر لوضعه الطبيعي عبر ترتيب أوراقه سواء من الناحية الفنية أو الجانب البدني من أجل الوصول للجهازية المطلوبة قبل الدخول في منافسات كأس آسيا، مؤكدا أن ما تتطلبه هذه المرحلة هي التركيز كثيرا من أجل استعادة التوازن بعدما حدث للمنتخب في الفترة الأخيرة من خلال التغييرات التي طرأت وحدثت على صعيد الجهاز الفني وكذلك غيابات اللاعبين.

راحة صباحية وجولة تسوق مسائية

خضع لاعبو المنتخب يوم أمس لراحة سلبية في الفترة الصباحية بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في الفترة الماضية، ومنح الجهازان الإداري والفني اللاعبين الموافقة على جولة تسوق في الفترة المسائية بشكل جماعي في المجمع التجاري (دبي مول).

وكان المدرب سلمان شريدة قد أخضع اللاعبين الذين لم يشاركوا واللاعبين الذين شاركوا في النصف الأخير من الشوط الثاني لتدريب مدته 30 دقيقة بعد نهاية مباراة أوزبكستان من أجل الاستفادة من يوم أمس بمنحهم راحة سلبية كاملة بعيدا عن التدريبات والملعب كنوع من التغيير في البرنامج اليومي والابتعاد عن الروتين اليومي.

وسيستأنف المنتخب اليوم تدريباته استعدادا لخوض المباراة الثانية أمام المنتخب الأردني الشقيق مساء غد (الثلثاء)، وكان المنتخب الشقيق قد وصل لمدينة دبي قبل يومين لخوض معسكره التدريبي استعدادا لكأس أمم آسيا.