قبل بداية موسم 2010 لسباقات سيارات فورمولا1، راهن رئيس الرابطة المنظمة لبطولة العالم (الجائزة الكبرى) بيرني إكليستون على سائق فريق ريد بول الألماني سيباستيان فتيل وأكد أنه سيتوج بلقب البطولة في نهاية العام.

وعلى رغم وجود منافسة قوية للغاية في بطولة هذا الموسم (2010) في ظل وجود أكثر من نجم كبير مثل البريطانيين جنسون باتون ولويس هاميلتون والإسباني فيرناندو ألونسو وكذلك الألماني الأسطورة مايكل شوماخر العائد للسباقات هذا الموسم، لم يخيب فتيل توقعات إكليستون وانتزع اللقب في نهاية الموسم. وأصبح فتيل (23 عاما) أصغر سائق يتوج بلقب البطولة على مدار التاريخ الطويل لسباقات فورمولا1. وسبق لفتيل أن أعلن عن قدراته وإمكاناته من خلال الفوز بالمركز الثاني في الترتيب العام للبطولة في موسم 2009 ما دفع إكليستون إلى الاعتقاد بأن فتيل وسيارة فريقه ريد بول يستطيعان الفوز باللقب في 2010.

وكان فريق ريد بول عند حسن ظن إكليستون إذ نجح بسائقه الشاب في كسر احتكار الفرق الكبيرة وانتزع لقب البطولة في العام 2010 سواء على مستوى السائقين أو الفرق بينما أخفق فريقا ماكلارين وفيراري كما فشلت فرق مثل رينو ومرسيدس في الفوز باللقب.

ووصل فريق فيراري إلى السباق الأخير في بطولة العالم لموسم 2010 والذي أقيم في أبوظبي بالإمارات وهو صاحب الفرصة الأقوى في إحراز لقب السائقين إذ كان سائقه ألونسو في صدارة الترتيب العام للبطولة لفئة السائقين بفارق ثماني نقاط أمام السائق الآخر لفريق ريد بول الأسترالي مارك ويبر و15 نقطة أمام فتيل. ولكن فريق فيراري وقع في خطأ خططي فادح بدد آمال سائقه في الفوز باللقب الذي ذهب إلى فتيل بعدما فاز بالسباق كما فاز بالسباق البرازيلي في المحطة قبل الأخيرة من البطولة.

صحوة فيراري

وبدأت صحوة ألونسو في يوليو/ تموز الماضي عندما حقق السائق الأسباني الفوز في السباق الألماني بفضل أوامر وتعليمات الفريق إلى زميله البرازيلي فيليبي ماسا بالسماح لألونسو بتجاوزه من أجل الفوز بالسباق لمنحه الفرصة للعودة بقوة إلى دائرة المنافسة على لقب البطولة. وفي المقابل، اعتمد فريق ريد بول على سياسة المساواة والعدالة بين سائقيه فتيل وويبر ليصل السائقان إلى السباق الأخير في أبوظبي بفرصة جيدة لدى كل منهما في الفوز بلقب البطولة. وتعرض فيراري لغرامة مالية كبيرة للغاية بسبب تعليماته إلى ماسا في السباق الألماني نظرا لحظر مثل هذه التعليمات منذ العام 2002 بينما ستسمح قواعد البطولة بمثل هذه التعليمات بداية من موسم 2011.

وكان لسياسة المساواة بين فتيل وويبر في فريق ريد بول أثرها الجيد في نهاية الموسم إذ ظل السائقان ضمن دائرة المنافسة على لقب البطولة حتى السباق الأخير بينما لم تكن لهذه السياسة آثار جيدة في وسط الموسم إذ اشتعل الصراع بين فتيل وويبر في بعض السباقات وكان ذلك لصالح المنافسين الآخرين. وظهر ذلك جليا في السباق التركي إذ شغل سائقا ريد بول صدارة السباق ولكن التصادم بينهما أضاع منهما نقاط السباق. وبعد معاناة طويلة، كان الفوز في النهاية من نصيب السيارة الأسرع. وجاء الفوز بلقب بطولة العالم ليمنح مالك شركة «ريد بول» النمساوية ديتريش ماتيشيتز، والتي تملك فريق ريد بول، مكاسب مالية هائلة لتكون المكافأة المناسبة على الاستثمارات التي ضخها في الفريق والتي زادت في العام 2010 بنسبة نحو 30 في المئة عن استثماراته في العام 2009 لتصل إلى 132.2 مليون يورو (170 مليون دولار) حسبما أفادت تقارير صحافية.

وأعرب ألونسو عن حزنه الشديد بسبب ضياع فرصة ثمينة لإحراز اللقب في بطولة هذا العام 2010 نتيجة الخطأ الخططي الذي وقع فيه الفريق. وقال ألونسو، الذي فاز بلقب البطولة مرتين سابقتين: «فقدنا فرصة. ولكن في ظل وجود هذا الفريق وامتلاكنا هذه السيارة السريعة، ستكون الفرصة سانحة لإحراز اللقب».

سقوط شوماخر

وبينما اشتعل الصراع على لقب البطولة بين ألونسو وفتيل وويبر، كان أسطورة سباقات فورمولا1 الألماني مايكل شوماخر بعيدا عن دور البطولة في هذا الموسم الذي عاد من خلاله إلى عالم سباقات فورمولا 1 بعد اعتزال دام 3 مواسم. وأنهى شوماخر، الفائز بلقب البطولة 7 مرات سابقة، في المركز التاسع بعدما احتل المركز الرابع في سباقين ببطولة هذا العام بينما فشل في احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في أي من سباقات البطولة لعام 2010 والبالغ عددها 19 سباقا.

وقال شوماخر (41 عاما) إن فريقه يستطيع جني الثمار في الموسمين المقبلين ولكن عليه أن يتحلى بالصبر. ولكن الحقيقة المؤكدة أن العام 2010 كان بمثابة الميلاد الحقيقي لفتيل الذي قد ينجح في ملء الفراغ الذي تركه شوماخر وخصوصا أن الأخير لم ينجح في استعادة بريقه السابق.