العدد 3050 - الثلثاء 11 يناير 2011م الموافق 06 صفر 1432هـ

المشاهد محتار بين ما تقدمه فضائيات كأس آسيا

تغطية إعلامية غير مسبوقة في البطولة

تشهد بطولة كأس الأمم الآسيوية الحالية المقامة في دولة قطر الشقيقة تغطية إعلامية غير مسبوقة من جانب القنوات الفضائية العربية وخصوصا في ظل نقل معظم هذه القنوات للبطولة وتخصيصها ساعات بث تتجاوز الـ 12 ساعة يوميا للبطولة بشكل جعل المشاهد العربي حائرا بين هذه القنوات المتعددة.

وباتت جميع القنوات الناقلة تجهز استوديوهات تحليل متخصصة لمباريات البطولة ولكل شاردة وواردة فيها وحتى لأبسط الأمور التي باتت تنقل للمشاهد على الهواء مباشرة وتحظى بالمتابعة والتحليل من قبل أبرز المتخصصين العرب في مجال التحليل.

ولا أعتقد أن أي بطولة قد حظيت بمثل هذه التغطية التي تحظى بها كأس الأمم الآسيوية وذلك لكون جميع القنوات تقريبا قد حصلت على حقوق بث المباريات.

التغطية التلفزيونية المطولة تبدأ منذ الصباح وحتى المساء، وفي كل وقت هناك جانب للتغطية فمرة تكون رياضية وأخرى اقتصادية رياضية وفي بعض الأحيان تكون التغطية معتمدة على الأخبار الخفيفة المرتبطة بالبطولة، إلى جانب استعراض يومي لكل ما يدور في الصحافة الخليجية والعربية والآسيوية عن البطولة.

الزخم الإعلامي في كأس الأمم الآسيوية الحالية فاق كل التوقعات، وحتى قناة البحرين الرياضية التي كانت بعيدة جدا في السابق عن مثل هذه الأحداث، نراها في الوقت الجاري ومنذ أن تسلم الشيخ فواز بن محمد آل خليفة مسئولية هيئة الإعلام وهي في تطور سريع ومتلاحق للحاق ببقية القنوات الفضائية الخليجية.

القناة الرياضية باتت تخصص ساعات بث طويلة للبطولة إلى جانب استوديو تحليلي قبل وبعد المباريات يضم محللين من داخل وخارج البحرين وهو ما لم يكن متبعا في السابق.

ما شاهدناه يعتبر ثورة في مجال النقل التلفزيوني تصل المشاهد العربي إلى حد التخمة باعتقادي إلا أنها توفر له في الوقت نفسه مروحة كبيرة من الخيارات سواء بين نوعية النقل أو بين المحللين أو المعلقين وبالتالي فإن المشاهد ليس مجبرا على البقاء مع قناة واحدة وإنما هو قادر على التنقل بحثا عن الأفضل بضغطة زر!.

هذا الواقع يفرض على كل قناة أن تبحث عن التميز في كل شيء إذا ما أرادت جدب المشاهد العربي وجدب الإعلانات معه التي تشكل الهدف الرئيسي للكثير من القنوات التجارية.

فالعملية مترابطة وكل شيء يكمل الآخر، وفي ظل الإعلام الحديث فإن الأمور تزداد صعوبة وعلى كل قناة أن تبحث عن الجديد والمثير والغريب وهو ما قد يؤدي إلى لجوء البعض إلى أسلوب الإثارة لجلب المشاهدين وهي ظاهرة غير صحية بالتأكيد.

حجم التغطية الموجود فقط من قبل القنوات الفضائية فاق كل التوقعات وكل المعقول أيضا، ولم يترك الكثير من المجال لبقية الوسائل الإعلامية وخصوصا الصحافة الرياضية التي باتت مطالبة بتقديم المختلف بعد أن أشبعت القنوات الفضائية الأمور تحليلا ومتابعة آنية ووقتية لا يمكن منافستها، وهذا لن يتأتى للصحافة إلا من خلال الآراء التخصصية التي يمكن أن تقدمها والمقابلات النوعية والخاصة التي تقدم الجديد.

مهمة الصحافة الورقية وكذلك الالكترونية أصبحت صعبة في مواجهة هذه المنافسة القوية من جانب الفضائيات التي يتابعها المشاهد العربي لساعات طويلة قد لا تسمح له بعدها بمتابعة الصحافة.

التغطية الحالية لبطولة كأس آسيا في قطر ستؤسس لمرحلة جديدة في الأداء الإعلامي العربي وخصوصا في ظل تعدد الفضائيات وتنوعها سواء الحكومية أو الخاصة، وهو ما سنلحظه في البطولات اللاحقة.

العدد 3050 - الثلثاء 11 يناير 2011م الموافق 06 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً