العدد 3051 - الأربعاء 12 يناير 2011م الموافق 07 صفر 1432هـ

وداعــاً وشكــراً

آدم أيرلي comments [at] alwasatnews.com

بقلب حزين أكتب رسالة وداع للصحافة البحرينية، فبعد ثلاثة أعوام ونصف حان الوقت لعائلتنا أن تغادر البحرين لبدء مهمة جديدة في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن.

وأود أن أشكر جميع أهل هذا البلد الرائع من مسئولين حكوميين ورجال وسيدات أعمال وطلبة وصحافيين ورجال دين وجمعيات سياسية وأعضاء الأسرة الحاكمة. لقد كنتم غاية في اللطف والترحاب وفتحتم قلوبكم وبيوتكم لي ولزوجتي مما جعل الفترة التي قضيناها في البحرين فترة متميزة بحق وسوف نظل معتزين بها إلى الأبد.

معاً استطعنا أن نحقق الكثير، ففي يناير/ كانون الثاني من العام 2008 أصبح الرئيس السابق بوش أول رئيس أميركي يزور البحرين. ومنذ ذلك الوقت التقى كل من وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس ووزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والمسئولين الحكوميين هنا في البحرين. وفي واشنطن التقى جلالته وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع الرئيس بوش والرئيس أوباما ونائب الرئيس بايدن.

لقد بلغت التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة ومملكة البحرين ارتفاعاً قياسياً لتصل الى 1.43 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام 2010 وهو أعلى مستوى يتحقق في تاريخ العلاقات الأميركية-البحرينية.

يذكر أن البحرين كانت الدولة الأولى في المنطقة التي توقع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك أسست شركات أميركية مثل أوكسيدنتال بتروليم وأيرنيست آند يونغ وكرافت فودز وشبكة سي إن بي سي التلفزيونية ويونايتد أيرلاينز مقاراً لها في البحرين أو على الأقل أصبحت لديها عمليات رئيسية هنا. كما أن شركات بحرينية كبرى مثل شركة الخليج للصناعات البتروكيماوية وأخرى صغرى مثل شركة الصبايا للمواد التجميلية كلها استفادت في السنوات القليلة الماضية من علاقتنا الثنائية التجارية واتفاقية التجارة الحرة.

البحرين دولة رائدة وكانت الأولى في المنطقة في تحقيق الكثير من الإنجازات غير المسبوقة. فقد كانت الأولى في إلغاء نظام الكفيل وتحرير سوق العمل. وكانت الدولة العربية الأولى التي تسلمت قيادة قوات التحالف البحرية. وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي يتمتع فيها الناس من جميع الأديان والأعراق بحرية ممارسة معتقداتهم، كما أن لديهم الفرصة في تأييد التغيير السلمي من خلال المؤسسات التمثيلية.

البحرين أيضا كانت أول دولة في المنطقة يشارك جميع مواطنيها نساءً ورجالاً على حد سواء في انتخابات برلمانية وطنية.

أثناء فترة وجودي هنا، شعرت بالفخر وأنا أرى بلدينا يجريان انتخابات وطنية تاريخية كان فيها الأميركيون والبحرينيون على نفس القدر من الالتزام باختيار ممثليهم بأسلوب سلمي وديموقراطي.

في الولايات المتحدة انتخب الأميركيون أول رئيس أميركي من أصول إفريقية في تاريخ أميركا وفي البحرين منح الناخبون أصواتاً أكثر إلى المرشحين المستقلين وانتخبوا سيدة كعضو مجلس بلدي لأول مرة.

إن هذا الانفتاح والتسامح والإبداع هو ما جعل البحرين بلداً فريداً من نوعه وشريكاً متميزاً للولايات المتحدة.

إن كلا البلدين يقدَران التنوع ويؤمنان بالتغيير ويلتزمان بالتقدم.

نحن نشترك في روح المبادرة والريادة وننظر الى ما وراء الأفق ونحلم بغدٍ أفضل ونعمل جاهدين من أجل مستقبلٍ أكثر إشراقاً.

البحرين دولة لها شأن وهذا هو ما تُدركه الولايات المتحدة الأميركية جيداً.

نحن سعداء بتعاوننا معكم من أجل تحقيق عدد من إنجازاتكم في السنوات القليلة الماضية والتي تحققت نتيجة لروابط الصداقة والاحترام الوطيدة بين بلدينا.

أنا متأكد من أنني سأعود مع عائلتي إلى وطنكم الجميل في المستقبل كما أنني متأكد من أننا عندما نزور البحرين مرة أخرى ستكون هناك الكثير من التغييرات من شوارع ومبانٍ وأعمال وصناعات جديدة. كما أن العديد من الشباب البحرينيين الواعدين اليوم سيحتلون مناصب قيادية. ولكن أتمنى أن تبقى الأمور المهمة مثلما هي، ألا وهي أن يبقى البحرينيون منفتحين عقلياً وودودين مثلما هم عليه اليوم. وأن يستمر الناس على اختلاف أديانهم وخلفياتهم في التعايش معاً بسلام وانسجام. وأن تبقى الأفكار الجديدة محل ترحيب وستكون الحرية في مناقشتها بانفتاح مكفولة.

إنني أتطلع من واشنطن لمتابعة كيف ستتطور البحرين وتحقق المستقبل الذي يصبو إليه قادتها وشعبها. وعندما أعود للبحرين في المستقبل أتمنى أن أجدها ماتزال المكان المتميز الذي عرفته في السنوات الثلاث الماضية وحتى ذلك الوقت وداعاً وشكراً.

إقرأ أيضا لـ "آدم أيرلي"

العدد 3051 - الأربعاء 12 يناير 2011م الموافق 07 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 9:03 ص

      Ereli u welcome

      i do not hate American people but i hate all the American leaders ... used to support Israel (the brutal state and the children killers)

    • زائر 8 | 3:03 ص

      الموعد القيامة لكي نتحاسب

      الدنيا محل امتحان وليس لنا المقدرة على محاسبة احد او مقاضاته هنا في الدنيا ولكن
      هناك يوم الكل يقف فيه صغيرا أمام عدل الله الواحد القهار المنتقم الجبار

    • زائر 6 | 2:10 ص

      نتعلم

      نريد أن نتعلم منكم العلم والانفتاح وترك الأفكار القائمة على تمايز العرق والقبيلة والنسب
      نريد أن نتعلم منكم المساواة في الحقوق والواجبات وأن يكون من حق أي أسرة وأي طفل أن يحلموا بأن يكون ابنهم رأس الدولة في يوم من الأيام
      لا نريد أن نتعلم منكم الانحياز للأنظمة الفاسدة ودعم المحتلين والقتلة و استخدام أحدث التقنيات لقتل الأطفال وإسقاط طائرات الركاب ونشر الرعب النووي
      نريدكم أن تتعلموا منا الصبر على الأذى والحلم والحب والمقاومة
      مع تمنياتي لك وأسرتك وشعبك كل الخير والسعادة

    • زائر 5 | 1:15 ص

      ام محمد ~مدينة عيسى

      كل مآ ذكرته يآ آدم ايرلي صحيح عن البحرين}
      ونحن بآنتظآر عودتك آنت وعآئلتك قريبآ للبحرين..
      وترونهآ كمآ ذكرتوهآ ..نآمل بهذه آلتغييرآت..ولكن بآن ينآل شبابنآ المنآصب القيآديه آعتقد ان هذآ حلم ولن يتحقق لنآ ..فنحن دآئمآ من يحتلون آرقى المنآصب عندنآ هم آخوآننآ وشركآؤنآ لهنود ..اعزكم الله...
      ولا تقل ودآعآ يآ آدم وآنمآ آلى اللقآء فمن يآكل من خير البحرين يعود اليهآ مره آخرى...
      شكرا لك بحجم السمآءْ..
      ام محمد ~مدينة عيسى

    • زائر 3 | 12:44 ص

      عام 2008 وما أدراك ما ذلك العام

      سعادة السفير السابق هل يمكن لكم أن تعطونا بعض التفاصيل عن حجم التجارة الثنائية العام 2008م في مقال مستقل لكي يتسنى لنا تقدير جهودكم وتثمين مساعيكم لصالح شعبكم وشعب البحرين بشكل كبير ودمتم. أبو علي

    • زائر 2 | 10:57 م

      لا أحمل عليك ضغينة يا أيرلي لأنك إنسان مثلي لكنني أحمل

      رغم إنني لا أحمل عليك ضغينة يا أيرلي لأنك إنسان مثلي لكنني أحمل على بلدك كرهاً لما سببته في بلداننا من مصائب فنحن لسنا دعاة حرب ولا اعتداء لكن بلدك هي من اتت إلينا في ديارنا وفعلت ما فعلت

    • زائر 1 | 10:06 م

      • بهلول •

      إنني أتطلع من المنامة لمتابعة كيف ستتطور الولايات المتحدة الأمريكية وقادتها و مسئوليها في التوقف عن دعم الإرهاب الإسرائيلي و غير الإسرائيلي وتحقق المستقبل الذي يصبو إليه شعبها وشعوب العالم الأخرى في التحرر و المساواة و العدالة. وعندما يتسنى لي زيارة الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل أتمنى أن أجدها ماتزال المكان المتميز بلد الحرية و الفرص المتكافئة و سيادة القانون الذي سمعنا عنه في السنوات الماضية ... وحتى ذلك الوقت وداعاً وشكراً.

اقرأ ايضاً