العدد 3053 - الجمعة 14 يناير 2011م الموافق 09 صفر 1432هـ

الاخفاق الآسيوي يدق أجراس الخطر ويفتح ملف مشكلات الكرة السعودية

فشل سعودي ذريع يتطلب معالجات جذرية

يخطف المنتخب السعودي لكرة القدم الأضواء أثناء مشاركته في نهائيات كأس آسيا وتصفيات كأس العالم لكرة القدم في انتصاراته وإخفاقاته معا، لأنه فرض نفسه مدافعا عن الوجود العربي فيها وندا قويا لمنتخبات آسيوية كاليابان وكويا الجنوبية والصين وإيران.

صحيح إن منتخبات عربية أخرى، وتحديدا خليجية، قد تكون سبقته إلى درب الانجازات على الصعيدين القاري والعالمي، لكنه منذ منتصف الثمانينيات يحمل الراية العربية آسيويا، وأيضا منذ منتصف التسعينات يرفعها في أهم محفل كروي في العالم.

ودون الأخضر اسمه في سجلات كأس آسيا في سنغافورة العام 1984 حين تغلب على الصين 2/صفر في النهائي، واحتفظ بلقبه في النسخة التالية في قطر العام 1988 متفوقا على كوريا الجنوبية، ثم أكد تفوقه قاريا بلقب ثالث العام 1996 في الإمارات بفوزه على منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح 4/2 بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي صفر/صفر.

هذا مع العلم بأن المنتخب السعودي وصل في ثلاث مناسبات أخرى إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام اليابان أعوام 1992 و2000، وأمام العراق العام 2007.

تواكب النجاح الآسيوي مع ظهور لافت لأجيال متعاقبة من اللاعبين السعوديين في تصفيات كأس العالم أدى إلى تأهل إلى المونديال أربع مرات متتالية أعوام 1994 في الولايات المتحدة حين بلغ الدور الثاني، وفرنسا 1998، وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006.

وطوال هذه السنين، كانت حكاية المنتخب السعودي مع الأجهزة الفنية تسير في خط تصاعدي مع الانجازات أيضا، فتعاقب على تدريبه عدد كبير من المدربين الأجانب، وأعطيت الفرصة لمدربين محليين أيضا، محمد الخراشي وخليل الزياني وناصر الجوهر، وتشير الإحصاءات إلى أن النتائج مع المدربين السعوديين كانت أفضل منها بقيادة أسماء عالمية لامعة منهم البرازيليان ماريو زاغالو وكارلوس ألبرتو باريرا.

الفشل في بعض البطولات ليس حدثا غريبا على أي منتخب في العالم بينها المنتخب السعودي الذي كان ينهض من كبوته سريعا، لكن محطة مفصلية يتخوف منها السعوديون وهي أن يكون النفق طويلا قبل إشراق شمس الانجازات مجددا.

قد تشكل المباراة النهائية لكأس آسيا الماضية في جاكرتا أمام العراق العام 2007 عنوانا لهذه المحطة، لكنها ليست بالتأكيد أهم من الإخفاق السعودي في التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا الصيف الماضي، وليس هذا فقط، بل إن مشوار المنتخب السعودي، الذي اعتاد انتزاع بطاقته مباشرة، توقف عند الملحق الآسيوي أمام نظيره البحريني في سيناريو مثير لمباراتي الذهاب والإياب.

تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو لقيادة المنتخب خلفا لناصر الجوهر بالذات في خضم مشوار تصفيات المونديال، ففشل الأخير في قيادته إلى النهائيات الخامسة على التوالي، وللأمانة يجب ذكر بعض العوامل التي أثرت في ذلك أيضا كبعض الأخطاء التحكيمية وخصوصا في المباراة ضد كوريا الجنوبية.

ارتفعت الأصوات المطالبة بإقالة بيسيرو، لكن الاتحاد السعودي جدد الثقة به بناء على توصية لجنة الخبراء السعوديين والأجانب، إلى أن اقتربت دورة كأس الخليج في اليمن التي لا يفصلها أيضا عن كأس آسيا سوى فترة زمنية قصيرة.

وصل «الأخضر» إلى نهائي «خليجي 20» وخسر أمام «الأزرق» صفر/1، فاشتعلت جبهة الانتقادات التي لم تنطفئ وإنما كانت تهدأ قليلا من حين إلى آخر.

وقع خسارة المنتخب السعودي الأولى في كأس آسيا أمام نظيره السوري كان أشبه بالصدمة، فعقد الاتحاد السعودي اجتماعا طارئا في الدوحة وأقال بيسيرو على الفور واستعان بالمدرب القديم الجديد ناصر الجوهر، أملا في أن تتكرر تجربة لبنان 2000 حين حل بديلا للتشيكي ميلان ماتشالا وقاده إلى النهائي.

تحسن أداء المنتخب السعودي في مباراته الثانية أمام نظيره الأردني، لكن هدفا غريبا أيضا من بهاء عبد الرحمن أدى إلى خروجه من الدور الأول للمرة الثانية في تاريخه بعد دورة الصين 2004.

تبقى للسعودية مباراة أخيرة مع اليابان اعتبر الجوهر إنها «مباراة مهمة بالنسبة لنا، لان الفوز على اليابان يظهر تطور مستوى المنتخب السعودي من مباراة إلى أخرى»، آملا «الفوز فيها على رغم الخروج من دائرة المنافسة على التأهل إلى الدور المقبل».

الجوهر كان صريحا بالقول «»في الحقيقة لم نوفق في هذه البطولة، لا في الأداء ولا من حيث الاستعداد الكامل».

من دون أدنى شك إن كأس آسيا ستطوي مرحلة حزينة للكرة السعودية، لكن يبدو أن البحث سيبدأ سريعا عن مدرب أجنبي لتشكيل منتخب جديد وإعداده لتصفيات كأس العالم، وبدأت أسماء كثيرة تطرح كالأرجنتيني باوزا والتركي فاتح تيريم، والبعض رشحوا أيضا الفرنسي كلود لوروا المقال قبل أيام من تدريب منتخب عمان.

رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد عزا الخروج المبكرة للمنتخب من الدور الأول «إلى أربعة أسباب هي: المدرب السابق بيسيرو ولجنة التطوير التي أوصت ببقائه والاتحاد السعودي لكرة القدم واللاعبين».

وأوضح «سنعالج الأمر بعيدا عن الانفعال لكي نتلافى الأخطاء التي وقع في البطولة بهدوء تام، فالمسابقات ستستمر ولن تنتهي»، مشيرا إلى أن «لجنة التطوير انتهى مفعولها واختيار المدرب سيكون من قبل الجهات المختصة في الاتحاد السعودي».

تصريح الأمير سلطان بن فهد لم تمنع ارتفاع وتيرة الانتقادات إلى الاتحاد السعودي من قبل محليين ولاعبين سابقين كان لهم شأنهم في المحافل القارية والعالمية سابقا.

العدد 3053 - الجمعة 14 يناير 2011م الموافق 09 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً