العدد 3058 - الأربعاء 19 يناير 2011م الموافق 14 صفر 1432هـ

إخفاق جديد

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

سجلنا في بطولة أمم آسيا الحالية المقامة في الدوحة إخفاقا جديدا لكرة القدم البحرينية بخروجنا من الدور الأول للبطولة كما أخفقنا قبلها في بطولة الخليج في اليمن عندما خرجنا من الدور الأول أيضا ليستمر مسلسل الإخفاقات لكرتنا.

يبرر الكثيرون الإخفاق الذي حصل بقصر فترة الإعداد وبالظروف التي لاحقت المنتخب وخصوصا الإصابات إلى جانب الإنذارات وغياب بعض اللاعبين وكل ذلك صحيح ولا اعتراض عليه غير أنه كان بالإمكان باعتقادي على رغم كل ذلك أفضل مما كان.

فنحن دخلنا البطولة وحججنا بيدنا وكأننا نجهز للإخفاق قبل وقوعه وهذه أول علامات السقوط، فالمبررات جاهزة وعندما أخفقنا أعيد الكلام الذي قيل قبل البطولة ليكرر بعد خسارتنا من أستراليا.

إذا كنا عاجزين تماما كما صورنا أنفسنا قبل أن ندخل الميدان فكيف تمكن المنتخب من تقديم مستوى مميز ضد المنتخب الأسترالي وكان الطرف الأفضل في المباراة؟!

ما قدمناه ضد أستراليا يزيد من الضغوط باعتقادي على الجهازين الإداري والفني اللذين صرحا قبل انطلاق البطولة بأننا خارج المنافسة في حين اتضح في المباراة الأخيرة أننا كنا قادرين على المنافسة ونحن أفضل من أستراليا بكثير من الناحية الفنية بالعناصر الحالية والتي كانت قادرة على إحداث الفارق حتى في غياب الكثير من اللاعبين بسبب الإصابة.

فمستويات اللاعبين المتواجدين في المنتخب لا تقل عن مستوى المصابين، بل إن الكثير من المصابين أصبحوا في نهاية مشوارهم الكروي على عكس الموجودين حاليا والذين في بداية انطلاقتهم وبداية نضوجهم الكروي وهم قادرون على التألق بشكل أكبر لو أتيحت لهم الفرصة.

أمام المنتخب الأسترالي لعب مدرب منتخبنا الوطني سلمان شريدة بأسلوب جيد من خلال طريقة 4/2/3/1 وهي طريقة مناسبة إلى حد كبير لمنتخبنا تمكن من خلالها من الانتشار بشكل جيد وخلق بعض الفرص من دون القدرة على ترجمتها نظرا إلى ضعف المهاجم جيسي جون وغياب الكثافة الهجومية في بعض الكرات وخصوصا بعد أن تخلفنا بهدف نظيف، إذ كان لابد حينها من تغيير طريقة اللعب وتكثيف اللعب الهجومي وخصوصا في ظل الضعف الذي كان عليه المنتخب الأسترالي وثقل لاعبيه في الملعب أمام حيوية لاعبينا.

مدربنا تأخر كثيرا في إخراج محمود عبدالرحمن «رينغو» الذي يعتبر من نجوم كرة القدم البحرينية غير أنه ليس في مباراة أستراليا فقط وإنما في جميع البطولة لم يكن جيدا بسبب عدم جاهزيته وعودته المتأخرة من الإصابة وفي مباراة أستراليا اتضح عدم جاهزيته وكان من المفترض أن يدخل سعد الحوطي سريعا إلى مركز الظهير الأيسر ويدفع بسلمان عيسى إلى لاعب وسط ملعب على الجهة اليسرى بدلا من «رينغو» وهو ما تنبه له شريدة متأخرا وبعد مضي أكثر من 10 دقائق من الشوط الثاني.

شريدة أيضا استمر في اللعب بلاعبي ارتكاز في وسط الملعب هما حمد راكع وعبدالوهاب علي طوال المباراة وكان عليه باعتقادي أن يخرج عبدالوهاب منذ بداية الشوط الثاني ويدفع بدلا منه بمهاجم ثان لتكثيف التواجد الهجومي والضغط على الدفاع الأسترالي وترجمة الفرص إلى أهداف وخصوصا في ظل المستوى المتواضع لجيسي جون الذي كان يجب استبداله أيضا بالمهاجم عبدالوهاب المالود المندفع شبابا وحيويا وإلى جانبه الدخيل، فمن خلال هذه التغييرات البسيطة كان بالإمكان إحداث شيء من الفارق في الناحية الهجومية، لأننا كنا متخلفين بهدف والتعادل يخرجنا ولابد من تسجيل هدفين، والمدرب عليه أن يغامر لأن الخسارة بهدف أو هدفين تؤدي إلى النتيجة نفسها غير أن حسابات المدرب شريدة كانت مختلفة وهو ما دلل عليه تصريح مهاجمنا المميز إسماعيل عبداللطيف لقناة «الجزيرة الرياضية» بشأن امتعاضه من توجيهات شريدة له قبل 5 دقائق من النهاية بالتغطية الدفاعية في الوقت الذي كنا بحاجة فيه لمجهودات عبداللطيف الهجومية!

المدرب شريدة اهتم بالخروج بالمستوى فقط ولم يبحث عن النتيجة لأنه استمر في اللعب بالأسلوب نفسه منذ البداية وحتى النهاية وكان مقتنعا بالنتيجة لأنه لم يسع إلى تغييرها بتغييرات فيها نوع من المغامرة المطلوبة في مثل هذه الحالات، لأننا إذا لم نغامر في الشوط الثاني ونحن متخلفون بهدف ومطلوب منا الفوز بهدفين فمتى سنغامر؟!

منتخبنا لعب ضد أستراليا بمستوى جيد ولكن غابت عنه الفاعلية الهجومية الحقيقية أمام المرمى وكان بالإمكان أن نحرج المنتخب الأسترالي أكثر لأن المالود مثلا عندما دخل في الدقيقة 89 تمكن من خلق فرصتين في داخل المنطقة فكيف لو لعبنا منذ بداية الشوط الثاني أو في منتصفه على الأقل بمهاجمين حقيقيين داخل المنطقة؟!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3058 - الأربعاء 19 يناير 2011م الموافق 14 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً