العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ

أقصى ما فكرنا فيه الدور الثاني واتحاد الكرة يتحمّل المسئولية

الإعلامي الرياضي الإماراتي محمد الجوكر يرصد لـ «الوسط الرياضي» أسباب خروج «الأبيض» من آسيا:

خرج المنتخب الإماراتي من الدور التمهيدي صفر اليدين من التأهل ومن الأهداف ومني مرماه بأربعة أهداف بعدما كان الشارع الرياضي هناك حمل في قلبه الطموحات والآمال بان يحقق الأبيض أفضل النتائج في البطولة الآسيوية التي تقام حالياً في الدوحة وقد منحه العذر في خليجي (20) على أساس الظروف لم تكن معه في تلك البطولة لغياب الأساسيين وبالتالي صارت المطالبات بان يتأهل المنتخب الإماراتي على اقل تقدير إلى الدور ربع النهائي على رغم وجوده في مجموعة قوية ضمت التصدر الإيراني ووصيفه العراقي ومن ذهب إلى كأس العالم كوريا الشمالية. ولكن كل ذلك لم يتحقق فكانت ردة الفعل متباينة ومتناقضة في الأوساط الرياضية الإماراتية. فهناك من تعاطف مع الفريق وظروفه وهناك من وجه اللوم والعتاب للمدرب وهناك من قال إن اتحاد الكرة الإماراتي كان مقصراً وطالب بفتح الملف بشفافية ووضوح باستشارة الفنيين والاختصاصيين لدراسة ما حدث للفريق في البطولة الآسيوية التي خرج منها من دون ان يحرز أي انتصار أو أي هدف في البطولة.

«VIP آسيا» سلطت الضوء عبر الحوار المفتوح مع الإعلامي الإماراتي المعروف محمد الجوكر الذي أجاب على أسئلة «الوسط الرياضي» من دون تردد فكان هذا الحوار.


طموحنا التأهل إلى الدور الثاني ولكن؟!

ما التقييم العام لمشاركة المنتخب الإماراتي في البطولة الآسيوية؟

- كان هدف اتحاد الكرة في الإمارات ان يتأهل الأبيض إلى الدور الثاني ولكن لم يحقق طموحات الشارع الرياضي والمسئولين. وكان هذا أقصى ما يفكر فيه الاتحاد ولكن في هذه البطولة شاهدنا واقعية الأداء الحقيقي للكرة الإماراتية قياساً للمنتخبات الأخرى في المجموعة وهي إيران والعراق وكوريا الشمالية. واعتقد أن إيران والعراق يستحقان التأهل لما قدماه من أداء جيد في الدور التمهيدي. الإمارات كان معدله الفني جيد في المباراة الأولى والمباراة الثانية وضاعت فرص التعادل ولكن تلقى مرمانا هدفا عن طريق كما يقولون نيران صديقة. وخسرنا مباراتنا الأخيرة من إيران والخسارة جاءت قبل المباراة، إذ لم يتم التعامل السليم لأهمية المباراة وكان التفكير منصباً على مباراة العراق وكوريا الشمالية ونتيجتها وأهملنا مباراتنا مع إيران.

الإمارات وضح من خلال مشاركتها في هذه البطولة بانه يعاني من مشكلة أساسية وأزلية بسبب اعتماد الأندية الكبير على المحترفين الأجانب في التهديف حتى أصبح الهداف الإماراتي المواطن في المرتبة (20) وهو أحمد جمعة. فمن الطبيعي ان يضيع المهاجمون أمام المرمى لا يجوز ان يكون ذلك مع فريق كان يوماً من الأيام وصيفاً للبطل وله الدعم والاهتمام الكبير وغير عادي ان يخرج من البطولة بلا أهداف بعد خسارته القاسية من إيران الذي لعب بفريقه الثاني.

الفريق الإماراتي عرف حقيقته مع ان فرق الفئات العمرية لدية أصبحوا ابطال آسيا والأولمبي صار وصيفاً في جوانزو.


المدرب لم يوظف اللاعبين بالشكل السليم

كيف ترى عمل المدرب مع المنتخب في البطولة الآسيوية؟

- المشكلة لدينا ان الجمهور الإماراتي صار لا يقبل الا باسم مدرب كبير بعدما تعاملنا مع مدربين لهم اسمهم ووزنهم من العام 1980 مع مهاجراني وفي العام 1984 مع كارلوس البرتو وفي 1988 مع زاجالو و1992 مع بنوفيسكي و1996 مع الخبير الكرواتي افينتش. بينما هذه المشاركة شاهدت قيادة احد المدربين المغمورين مع انه كان ناجحاً كلاعب، ولكن كانت نتائجه مع بلاده فاشلة ومع منتخبنا أيضاً نفس الشعور، إذ إنه لم يوظف اللاعبين بالشكل الصريح والسليم داخل اللعب. نحن في الإمارات لا نطالب برأس المدرب بل نريد التفكير في الأسباب بهدوء والعقلانية والنقاش الصريح بعيداً من المجاملات والتجريح.

نحن شغلتنا مشكلة من يقود الدوري الاتحاد ام لجنة المحترفين ويقوم بتنظيمه ونسينا منتخبنا فضاع في أوساط هذه المشكلة لعدم ادراك المعنيين والمسئولين والدليل ما قاله بعض المسئولين عندما سمعوا تقدم العراق على كوريا الشمالية بهدف تأثر الفريق وإصابة الإحباط في الشوط الثاني وخرج بهذه النتيجة القاسية. وهذه أضحوكة من الإدارة في المنتخب. الآن علينا ان تعيد الاهتمام بالفريق إدارياً وفنياً ونفسياً لكي نعود كما كنا وكما نريد مستقبلاً.


المدرب في واد ومدربو الأندية في آخر!

الشارع الرياضي في الإمارات منح المدرب العذر في خليجي (20) على أساس غياب الكثير من الأساسيين، ولكن هل يستحق المدرب العذر في بطولة آسيا بعد بقائه مع الفريق عاماً ونصفا؟

- أعتقد أن تجربة اللاعبين الحاليين تقبل عذرهم ولكن خلال العام ونيف قاد المدرب الفريق في 9 مباريات لم يحرز فيها سوى 5 أهداف منها 3 في مرمى البحرين في البطولة الخليجية. المدرب قدم ما عليه ولكن كانت قراءته ضعيفة في التحضير الفني والتكتيك. أيضاً لم تكن هناك الانسجام مع مدربي الأندية فصار مدرب المنتخب في واد ومدربو الأندية في وادٍ آخر ما أدى إلى عدم الانسجام والى هذا التراجع المخيف. الإمارات في البطولة لم يكن سيئاً ولكن نتيجة إيران الثقيلة هي التي اثرت عليه وخصوصاً أننا لم نتوقع هذه النتيجة، وأنا شخصياً توقعت تأهل إيران والعراق ولكن لم أتوقع خسارتنا بهذه النتيجة بعد اشراك 8 لاعبين جدد في الفريق الإيراني. وإمكانات إيران كبيرة ولديهم قدرات فردية وجماعية وهو متجانس ويقوده مدرب إيراني هو قطبي. واما العراق فلديه 3 هدافين للدوري القطري واليوناني وفي الدوري الإيراني.


أحمد خليل أرهق من كثرة المشاركات

هل تعتقد عدم ظهور نجم الفريق احمد خليل بالأداء المتوقع في آسيا نتيجة إرهاقه من كثرة المشاركة في المنتخبات الإماراتية (الشباب والأولمبي والأول)؟

- نعم بكل تأكيد كثرة مشاركاته في هذه المنتخبات إصابته بالإرهاق الكبير لانه لم يتوقف لفترة زمنية طويلة واثر عليه ذلك لكونه مازال صغير السن ومن الصعب ان يجتاز هذه المرحلة ويحتاج لمزيد من الوقت لالتقاط انفاسه. ومن الطبيعي الا يحرز الأهداف في هذه البطولة لهذا السبب المذكور آنفاً.

اتحاد الكرة يتحمل جزءا من المسئولية

هل يتحمل الاتحاد الإماراتي المسئولية فيما حدث للفريق في آسيا؟

- بالتأكيد انه يتحمل جزءا من المسئولية والجزء الآخر يتحمله الجهاز الفني واللاعبون. والاتحاد أدرى بالأمور وخفاياها ولكن لا يتحمل المسئولية لوحده فقط.


كان بالإمكان أفضل مما كان ولكن!

هل كان بالإمكان أفضل مما كان للمنتخب الإماراتي في البطولة الآسيوية؟

- المجموعة التي لعب فيها الإمارات كانت قوية بوجود المنتخب الإيراني والعراقي وحتى كوريا الشمالية التي تأهلت إلى كأس العالم ولكن الإمارات كانت لديه الفرصة لترتيب البيت من جديد، ولكن لم يستطع ان يحقق طموحات وآمال الجماهير والمسئولين وفعلاً كان بالإمكان أفضل مما كان. والآن الوفد وصل وستبدأ النقاشات وسيطلع الاتحاد على التقارير الفنية والإدارية.


أفضل النقاشات في اتحاد الكرة فقط

هل تحبذ أن تكون النقاشات عن وضع المنتخب الكروي الأول بصفه عامة ومفتوحة للإعلام الرياضي ام انه يكون ذلك في الغرف المغلقة باتحاد الكرة؟

- أنا أفضل ان تكون الاجتماعات والنقاشات في الاتحاد بعيدة عن الإعلام الرياضي، إذ ليس من الضرورة ان يعرف الإعلام تفاصيل هذه النقاشات الدقيقة، وبالتالي أراها ان تكون خاصة باتحاد الكرة ولا أحبذ مشاركة الإعلام لكونه يحب الاثارة والأزمات، وللأسف الشديد بعضها لم تكن في ايدٍ أمينة وأصبحوا يسببون لنا صداعاً ومشكلات نحن في غنى عنها. لابد ان نقيم العمل بكل صراحة بعيداً من التجريح والشخصنة.


ا بأس بإشراك المختصين و«الفنية»

هل ترى من الضروري اشراك المدربين الوطنيين والاختصاصيين في هذه النقاشات مع اتحاد الكرة؟

- أعتقد أن لدى اتحاد الكرة لديه لجنة فنية يترأسها رئيس الاتحاد محمد الرميثي ولكن لا ضير ان استعان الاتحاد بعدد دومن المختصين لنأخذ مناقشاتهم الموضوعة، بالإضافة إلى بعض الخبراء واللجنة الفنية المختارة.


أنا مع استقرار المدرب ومحاسبته

هل تؤيد تغيير المدرب للمستحقات المقبلة بعدما حدث في آسيا بالدوحة 2011؟

- المدرب ينتهي عقده في يونيو/ حزيران المقبل وانا من انصار الاستقرار وأرى بقاءه أمرا ضروريا وأفضل، ولا نريد كل مرة نفرط بالمدربين إذ لدينا التجربة عبر 30 سنة تقريباً جلبنا 26 مدرباً وهذا رقم مخيف جداً، وبالتالي أنا مع بقاء المدرب.

ومع ابقائه يجب وضعه تحت التقييم والمراقبة والمتابعة، ولابد ان يكون هناك تقارب فكري وذهني وثقافي مع المحيطين بالمنتخب، ولا يجوز ان يعمل لوحده دون مشاركة الآخرين.


دوري المحترفين ليس له أثر سلبي على المنتخب

هل لدوري المحترفين في الإمارات تأثير لما حدث للمنتخب الوطني الأول في آسيا؟

- لا أعتقد أن هناك تأثيرا بسبب دوري المحترفين باستثناء مشاركة 3 لاعبين محترفين من الأجانب في كل ناد اثر بشكل كبير ونعتبرها واحدة من الأسباب لما حدث للكرة الإماراتية.

الإمارات تصرف مئات الملايين على اللاعبين من أجل الكرة والأندية أيضاً تصرف الملاعبين من أجل جلب المدربين والمحترفين، ولكن في الأخير تتم إقالة المدربين وهي ظاهرة متفشية بوضوح لدرجة ان لدينا 12 نادياً وترى إقالة 15 مدرباً، فهذا رقم مخيف على اثر التخبط والعشوائية تقودها إدارات الأندية من دون دراية ولا علم ولا دراسة متأنية.


الحل في الرجل المناسب في المكان المناسب

إذاً أين الحلول؟

- كما يقول المثل «ان نعطي الخبز لخبازه» أي بمعنى ان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليس في الإمارات فقط وإنما في كل الدول الشقيقة، وهناك أصول علمية بحثية ونأتي بأشخاص وبإداريين فاعلين ونرفض غير المجدين وغير الفاعلين حتى نصل إلى وضع تخطيط مدروس ومتأن لنضع لنا الحلول الكفيلة لإخراجنا من هذا الواقع المرير.

العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً