العدد 3064 - الثلثاء 25 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ

مصر أمُّ الدنيا

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مصر «أمُّ الدنيا»... هذه كانت ومازالت العبارة التي يرددها المصريون للتعبير عن حبهم وإيمانهم العميق ببلدهم الحضاري الذي كانت له الريادة في التعليم والفن والعطاء على مدى فترات طويلة، ولكن وكما أوضح فيلم «عمارة يعقوبيان»، فإن حالها أصبح أقل من الطموح. ولعلَّ هذا يفسر الحراك المصري الذي شهدنا أحد فصوله أمس، إذ يسعى المصريون إلى الانطلاق نحو مستقبل ليس فيه خوف، وليس فيه أوضاع اقتصادية سيئة في ظل استمرار نمو البطالة، وأن تنخفض نسبة الأمية بما يلائم مستوى مصر التي علّم أساتذتها كثيراً من الشعوب العربية الأخرى في المدارس والجامعات.

ومنذ فترة غير قليلة، نشطت المعارضة المصرية معلنة يوم أمس الثلثاء (25 يناير/ كانون الثاني 2011) يوماً للغضب على ضوء قيام عدد من المجموعات والأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني بالدعوة إلى تجمعات سلمية في عدد من محافظات مصر احتجاجاً على سوء الأحوال الاقتصادية، وعنف الأجهزة الأمنية، ورددوا شعارات عديدة في الشوارع الرئيسية والميادين العامة في القاهرة، بينما افترش آلاف المتظاهرين الأرض أمام مبنى التلفزيون المصري، قاطعين طريق كورنيش النيل، وفشل الأمن في منع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى التلفزيون المصري بمنطقة ماسبيرو، فيما كان آلاف آخرون أحاطوا بالمقر الرئيسي للحزب الوطني على كورنيش النيل، بعد أن تجمعوا في مظاهرتين تحركتا من ميدان التحرير ودار القضاء، وتجمع مئات آخرون أمام مبنى صحيفة «الأهرام» مخترقين شارع الجلاء. وقال أحد زعماء الاحتجاجات لـ»CNN»، إن ما حدث يوم الثلثاء، هو رسالة للنظام المصري من أجل «مزيد من الحريات السياسية، وحل البرلمان المزور، والسيطرة على أسعار السلع الغذائية، ولابد أن يستجيب النظام في مصر، وخاصة أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيكون كارثة على البلد».

ما نراه في مصر أوضحه فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي صوّر كيف تحولت مصر الجميلة التي كانت تنتج الفنون وتصدرها، وتشيد العمران الجميل، وإذا بها تتحول إلى وضع لا نتمناه لمصر، عندما يتبوأ ماسح أحذية منصباً تشريعياً ويزداد في الثراء بصورة غير شرعية، بينما يعاني من يسعى للاستقامة، وتمتلئ العمارات بمن يسكن السطوح، وكيف يتحول الشباب المهمش إلى التطرف ويتجه نحو الانتقام بسبب ما يمر به في حياته العسيرة. وهذا الفيلم الذي عرض في دور السينما في مصر والبلدان العربية قبل أربع سنوات أوضح أن حصيلة سنوات من أمور لا تستحقها مصر. وما نأمله لمصر هو ما يأمله جميع العرب، بأن تصعد إلى مكانتها المرموقة، عزيزة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3064 - الثلثاء 25 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:12 ص

      نعم للتغيير ولا للصراعات والفوضى والفتن

      لو حدث وتغير الحكم فى مصر كما حصل فى تونس هذا يعنى ان كل تغيير مدعوم من امريكا واسرائيل وحليفهم الغربى لخلق فوضى وفتن وصراعات داخلية قد تستمر الى ربع قرن من الزمان كما يحدث فى العراق ولبنان والان تونس ولا يعم الامن والاستقرار اى بلد عربى

    • زائر 12 | 5:13 ص

      عام 2011

      يفعل الله مايشاء ... وسبحانه مغير الاحوال .... أمر الله في حرفين ( كن ... فيكون ) نسأل الله تغيير حال جميع الشعوب العربية والاسلامية ،،، ويمحق الله الظلم والظالمين ، ندعوا لهم بالفرج .

    • محب البحرين | 5:11 ص

      حسافه يالمصريين

      أتمنى تستقر الأمور في مصر ويرتفع المستوى المعيشي عشان ما يصير للمصريين حجه في استيطان البحرين, "ويحلوا عنا" روحه بلا رجعه, خصوصا من وصم نفسه بصفة مرتزق, بعد أخد الجنسيه البحرينيه, والمشاركه في ظلم الشعب البحراني.

    • زائر 10 | 2:26 ص

      رسالة الى الحكام

      الأمرالذي دائما ما يتغافل عنه أغلب الأنظمة خصوصا العربية هو الأكثر صمودا هو الخائف فما بالك بمنل لايملك قوت يومه .
      كما قال أحد الحكماء عجبت لمن لم يملك قوت يومه خارجا شاهرا سيفه.

    • زائر 9 | 2:20 ص

      The Beginning of the End

      يمكن يكون كلامي ممل للبعض منكم ولكن هذه هي بدايه النهايه The Beginning of the End الحيين دور الأخت الكاتبه : أ ريم خليفه - النيو لوك ترا ممتاز و انشالله هالمره انا بجي اليش حق تكتبين لي مقال :)

    • زائر 7 | 1:41 ص

      مواطن من عزبة حسني مبارك (جمهورية مصر سابقا)

      لينظر كل مصري حوله ليرى ترتيب مصر بين الدول في أمراض الفشل الكلوي والسرطان والقلب والضغط والسكر وفيروس سي ، وكم نسبة المساحات التي يتم زرعها بمياه الصرف الصحي (المجاري) وكم عدد المصريين الذين يشربون الماء مخلوطا بالمجاري ، وكم نسبة المصريين الذين يبحثون عن كسرة خبزة في تلال القمامة المنتشرة على امتداد جميع ربوع عزبة حسني مبارك (جمهورية مصر سابقا)

    • محمد السعيد | 1:27 ص

      فليذهب

      نعم أختي ريم ، رأس الهرم بمصر عاث فسادا في مصر وأصبحت بوجوده من دولة عربية لكل العرب إلى دولة تتحكم فيها يد الامريكان والاسرائيليين ، نعم للثورة في مصر وليرحل عن صدور الفقراء والمساكين ، أفقر شعبه وقمعهم كل هذا لكي ينعم هو وحزبه وعوائلهم بخيرات هذا البلد العطاة

    • زائر 5 | 1:13 ص

      عظيمة يا مصر

      مصر كانت قلب العالم العربي اللذي ينبض منذ كامب ديفيد تم تخدير الشعب المصري لم يمت ولكن كان كالجمر تحت الرماد ثورة الياسمين أعادة احياء الشعوب العربية لن تسكت الشعوب بعد اليوم عن الفساد والاستحواذ على الثروة واستحواذ مقدرات الشعوب كفى انتخابات وهمية واصلاحات صورية وتعاظم الفقر وعشوائيات تضم الغلابه والمطحونيين وسحق الطبقة الوسطى وتكاثر مريب للطفيليات والنفعيين والمتمصلحين عقارب الساعة لا يمكن ان تعود للوراء وعصر استغفال الشعوب انتهى وسيبهرنا المصريون أحفاد الفراعنة !!

    • زائر 4 | 12:47 ص

      مصر أم الدنيا والبحرين أختها

      مصر أم الدنيا والبحرين أختها

    • زائر 3 | 12:32 ص

      الشعب المصري مصر على التغيير

      اتوقع التغيير في مصر قريبا وهذا الامر يقلق الامريكان والعدو الصهيوني

    • زائر 2 | 11:16 م

      نتمنى نجاح ثورة المصريين

    • زائر 1 | 11:03 م

      مص ام الثورات على الظلم والاستنداد مصر ماينخاف عليه الى النصر المئزر

اقرأ ايضاً