العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ

كاتانيتش خذل الإماراتيين وحمد حمل الأردنيين إلى التطوير

8 مدربين في المنتخبات العربية على كف عفريت ولا عزاء لمن سيبقى (2-2)

خرجت المنتخبات العربية من البطولة الآسيوية للكرة والتي يسدل الستار عليها يوم السبت المقبل بلقاء اليابان وأستراليا عند الساعة 6.00 مساء باستاد خليفة بالدوحة ونعت الناعية وبكت القلوب حزناً وأسفاً وحسرة على أبناء قحطان وعدنان وسالت أودية من الدموع الجارية والغزيرة على تلك الأموال التي بذلت في سبيل نيل ولو قطرة من الإيجابية ورضا الناس التي تتابع هذا البطولة، حتى صار كل منتخب من المنتخبات الثمانية يعيش قصة وداع خاصة تفطرت لها الأكباد وغابت لها الأنفاس ونكست بسببها الرؤوس والأعلام لأن العرب في هذه الملحمة الآسيوية لم يستطيعوا تقديم ولا منتخب نحو التتويج أو على أقل تقدير التأهل إلى الدور نصف النهائي. ولكن في الأخير هذا حال كرة القدم بعدما هيمنت منتخبات عربية على زعامة الكرة الآسيوية وفي مقدمتهم السعودية التي تحركت وحركت مشاعرها نحو البطولة منذ العام 1984 في سنغافورة وعادت إلى المملكة متوجة بالكأس بعدما كانت خارج الحسابات خصوصاً في تلك الظروف التي عاشتها في البطولة الخليجية ولكنها استطاعت أن تحافظ على لقبها في العام 1988 وتصل إلى نهائي 1992 ولكن اليابان حرمتها من تحقيق اللقب للمرة الثانية كما فعلتها إيران من قبل وعادت في العام 1996 لتطير مرة أخرى محلقة باللقب من الإمارات ولكنها أخفقت في العام 2000 و2004 وأيضاً 2007 عندما خرجت بالوصافة لتزيد من معاناتها في العام 2011 وتخرج من المولد بلا حمص. وهذه الكويت التي تعتبر أول دولة عربية تنظم البطولة الآسيوية وتبقي الكأس عندها في بلدها في الزمن الذهبي الكبير الذي لن يتكرر مهما دارت الأيام بنجومها المتألقين وستبقى الذكريات الخاصة بهذه الحقبة المتميزة. وأما العراق التي غابت عن البطولات الآسيوية منذ السبعينات باسباب خلافية مع الاتحاد الآسيوي ولم يعد إلى هذه الحظيرة إلا مع في العام 1996 في البطولة التي أقيمت بالإمارات وخرج منها صفر اليدين وعاد الكرة في لبنان في العام 2000 فأيضاً لم تسفر محاولاته عن شيء ولكن الأمل لم يذهب هباء منثورا بل هذه المرة عانق فيها الذهب من 4 بلدان قاموا بتنظيم البطولة الآسيوية وعادوا باللقب من هناك في العام 2007 وأفرحوا بها الجماهير بل الشعب العراقي المتعب والمرهق والحزين، ولكن «أسود الرافدين» وقعوا في المحظور وخرجوا من البطولة دون أن يستطيعوا أن يحققوا أحلام جماهيرهم وشعبهم بعدما ذاق خسارة الدور ربع النهائي وسط جدل كبير مع المدرب فانهالت عليه المسئولية لهذا الخروج المرير.

وأما الأردن وسورية والإمارات وقطر والبحرين فلم يكن لهم شرف الإنجاز الذهبي واكتفوا بما وصلوا له من المراكز، ويتفوق على هؤلاء البحرين الذي كاد يدخل التاريخ من أبوابة الواسعة في يوم تقدم فيه على اليابان في العام 2004 ولكن الحظ وحده أنقذ البحريني على المركز الرابع وهو أفضل مركز في تاريخ البحرين.

عموماً، هذه المنتخبات الثمانية التي شاركت في آسيا 2011 خرجت كما قلنا صفر اليدين وسط جدليات كبيرة مع المدربين في بعض هذه المنتخبات والأخرى من أوجدت العذر لمدربها وفق إمكاناتها المتاحة. ولكن ما الذي يقوله القلم عن هذه المشاركة ودور المدربين في هذا الخروج المرير.

فقرة «VIP آسيا» سلطت الضوء على المدربين الثمانية بالتحليل الفني على ما قدمه هؤلاء بالإضافة إلى التوقعات في بقائهم أو إقالتهم بحسب المعطيات التي شاهدناها في البطولة فكان هذا التحليل الفني.


المدرب الإماراتي كاتانيش

قبل أن تحط قدماه على أرض الإمارات قام بقيادة المنتخب السلوفيني من العام 1998 وحتى 2000 والمنتخب المقدوني من العام 2006 وحتى 2009 وجاء للإمارات من العام 2009 ومازال باقياً معهم ولم تصدر بحقه مذكرة إقالة من قبل اتحاد الكرة هناك والذي قال حينها رئيس الاتحاد الإماراتي للكرة محمد الرميثي أن نتائج الأبيض في البطولة الآسيوية هدمت كل العمل الذي قمنا به من قبل، أو قامت الصحافة هناك ولم تعقد بهجوم كالعادة بعدما سمعنا منها الكلام العسلي بعد المباراة الأولى وأوجدت العذر لهذا المدرب وتبعها بالتعادل الثاني الذي خرج البعض عن النص ليكيل الغضب العارم عليه ومنهم من لزم الصمت ومنهم قام بالتهدئة عبر التحليل الواقعي لفنيات هذا المدرب، وآخرون لم يعطوا له العذر لكونه استلم القيادة لسنة ونصف واعتبروها كافية لتكوين فريق منظم. ولكن هناك من كشف بأن المدرب ليس على علاقة جيدة مع اللاعبين فانعكس ذلك على أداء الفريق، وبالتالي من المؤكد أن هذا الأمر يحتاج لإعادة نظر من قبل الاتحاد تجاه المدرب في طريقة التعامل مع اللاعبين. وسمعنا بأنه تعامل بانفعال مع لاعبيه في الفرق التي دربها، وبالتالي لم يستطع أن ينقل الفريق إلى ما هو أفضل وأحسن. المؤشرات تؤكد أن هذا المدرب قد يجهز حقائبه استعداداً للرحيل مع المطالبة بإيجاد مدرب يعرف أهمية المرحلة.


المدرب السوري «تيتا»

هذا المدرب يعتبر الطارئ من دون المدربين الآخرين وجاء في وقت صعب جداً يكون معها الزلزال أقرب لمن يفكر بقيادة المنتخب السوري. ولكن في ظل الظرف الذي سبق البطولة بأسبوعين لا غير استطاع أن يكون هوية فنية للمنتخب في المجموعة الأولى بعدما كانت الأنظار بعيدة عه وإذا بها تضعه من ضمن المرشحين في حجز إحدى البطاقتين ولكن خرج بشرف وبخطأين أمام الأردن في آخر مباراة له في المجموعة الثانية الصعبة. هذا المدرب سبق له وقاد الاتحاد السوري أمام القادسية الكويتي وحقق معه البطولة الآسيوية للأندية.

تيتا استطاع خلال أسبوعين أن يزرع في نفوس اللاعبين الروح القتالية والحماسة والرغبة في الفوز على حساب الأمور الفنية والتكتيكية ولكن لم نسمع من صحافة سورية بأنها طالبت برأسه بل دعمته ووقفت إلى جانبه وساندته لأنه قبل المهمة، بعد رحيل مدربه السابق ولم يتبق سوى أسبوعين عن البطولة. وأيضاً قام بتعديل بعض الأمور وصحح أخطاء كثيرة. أيضاً المؤشرات تؤكد أن الاتحاد السوري يبحث حالياً من مدرب يستقر معه لقيادة المنتخب في الفترة المقبلة. فهل تجربة هذا المدرب أصبحت ناجحة مع سورية أم لا؟


المدرب الأردني عدنان حمد

نجح الاتحاد الأردني لكرة القدم في التعاقد مع المدرب العراقي عدنان حمد الذي جاء بفكر مغاير عما كان عليه الجوهري الذي بنى فريقاً قوياً منافساً حقق معه أول إنجاز غير مسبوق عندما تأهل الفريق إلى الدور ربع النهائي في العام 2004 ولكن عدنان حمد أيضاً أعطى الفريق نكهة فنية وتكتيكية أعطت الفريق الهوية والتوليفة الجيدة فكان الاختيار الأفضل فأوصله إلى نهائيات كأس آسيا بأسلوب جديد وتكتيك جديد. ولكن هناك مشكلة تكمن في اختيار المدرب التي تعطي الرئيس الأمير علي بن الحسين الأحقية في إبقاء أو رحيل المدرب مع التشاور الفني مع الاختصاصيين. ولكن هل يبقى عدنان حمد الذي قاد الفريق إلى جمع (7 نقاط) من دون خسارة في مجموعة لم يكن في أفضل الحالات منافساً للتأهل، ولكن خطف اليابان منه نقطة في آخر الدقائق واستطاع الفوز على السعودية ليؤكد صلابته وقوته وختمها بفوز ستحق على سورية ولكن الدور ربع النهائي خرج منه بشرف ونال إعجاب الجميع وصفق له الجميع. ولكن المؤشرات تؤكد ضرورة إبقائه والتوجه نحو تجديد الثقة معه.


المدرب الكويتي غوران

هذا المدرب كان مغموراً وغير مشهور ولم تكن لديه البصمات الواضحة عندما كان مساعداً للمدرب الكويتي محمد إبراهيم مع القادسية وعندما قاد نادي الشباب الكويتي، وإذا به يجد نفسه على هرم القيادة للأزرق وعاد معه من غرب آسيا ببطولتها وأتبعها ببطولة الخليج (20) حتى صارت العيون تراقبه في آسيا فكانت القاضية وسقط على الأرض بعدة أسباب منها (ما قالوه) التحكيم في أول مباراة ولكنه لم يستطع أن يهيئ الفريق من جديد نفسياً في المباراتين أمام أوزبكستان وقطر فخرج من دون أية نقطة. هناك الأصوات ترتفع بضرورة بقائه وبين من يريد رحيله والمؤشرات تؤكد بقاءه لفترة زمنية أخرى بعدما مورست الضغوط عليه قبل البطولة الآسيوية فخسر الرهان في ذلك.

العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً